بعد ست سنوات يعود اللقاء بينهما على كأس السوبر الإسبانية … كلاسيكو البرشا والريال.. كلاكيت سادس مرة

بعد ست سنوات يعود اللقاء بينهما على كأس السوبر الإسبانية … كلاسيكو البرشا والريال.. كلاكيت سادس مرة

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ١٣ أغسطس ٢٠١٧

خالد عرنوس

تتكدس العناوين فهو كلاسيكو الأرض أو قمة العالم أو مباراة القرن وربما مواجهة العمالقة أو صراع قطبي الليغا ويلبس لقاء ريال مدريد وبرشلونة كل هذه النعوت وغيرها في محاولة لإضفاء الإثارة ولجذب الأنظار أو لإعطاء النزال حقه علماً أن مباراة المدريدي والكاتالوني لم تعد تحمل الهالة الكبيرة عقب تكرارها كثيراً في العقد المنصرم وبتنا نشاهدها لأكثر من مرتين في الموسم ويمكن القول إنها مباراة جماهيرية جاذبة للإعلان والإعلام وذلك لاسم طرفيها وكذلك كم اللاعبين الكبار في صفوفهما، وها نحن على موعد مع مواجهتين جديدتين بين قطبي بلاد الثيران ضمن مسابقة كأس السوبر المحلية وتعد هاتان المباراتان مناسبة مهمة أولاً لكسب اللقب الذي حازه البرشا العام الماضي ومحطة جديدة في سباقهما نحو قمة الكرة الإسبانية وبالطبع مناسبة لاطلاع الأنصار على وضع فريقيهما قبل بدء الموسم الجديد.

مقدمة لا بد منها
منذ ثلاثينيات القرن الماضي وإن لم يكن قبل ذلك ارتدى لقاء الريال والبرشا طابعاً أكبر من مجرد مباراة كرة قدم تمتد تسعين دقيقة وربما أكثر قليلاً في بعض الأحيان، وبمنظور رياضي مجرد فإنها مناسبة كروية ينتظرها عشاق الكرة في بلاد الثيران نظراً لتنافسهما الأزلي على زعامة اللعبة قبل أن ينتقل الصراع ليصبح قارياً بفعل إنجازاتهما على صعيد البطولات الأوروبية ثم عالمياً بعد انتشارهما جماهيرياً كالنار في الهشيم فباتت المواجهة تقسم جماهير كرة القدم في العالم بين ريالي وبرشلوني ولاسيما مع وجود الكم الكبير من النجوم العالميين في صفوفهما.
إذاً هي مباراة ليست كمثلها شئنا أم أبينا ولذلك فلا بد من الحديث عنها بشيء من الإسهاب وخاصة أنها هذه المرة تأتي عبر 180 دقيقة خلال مدة لا تتجاوز 72 ساعة وفي ضوئها سيتوج الفائز بكأس السوبر الإسبانية.

حكاية خاصة
268 لقاءً جمع الفريقين منها 234 مباراة رسمية في كل البطولات ولكل مباراة حكاية جديدة والنتائج في هذا الإطار لمصلحة الريال بواقع 94 فوزاً مقابل 91 للبرشا و49 تعادلاً، وضمن كأس السوبر المحلية لا يختلف الأمر كثيراً بتفوق الفريق الملكي الذي فاز بست مباريات من 12 مقابل أربع للكاتالوني وتعادلين.
في عام 1988 تواجها على السوبر للمرة الأولى فكان اللقب من نصيب الريال بفوزه 2/صفر وفاز البرشا إياباً 2/1، وبعد عامين تجددت المواجهة وفاز الميرينغي مرتين 1/صفر و4/1، وفي 1993 فاز الملكي 3/1 وتعادلا 1/1.
في 1997 خسر الريال ذهاباً 1/2 قبل أن يرد إياباً 4/1 وانتظر البرشا عام 2011 حتى كسب المواجهة للمرة الأولى بواقع 2/2 و3/2 وفي العام التالي عاد الريال للتفوق بفارق الأهداف بعد الفوز 3/2 والخسارة 1/2.

حكاية السوبر
مثل كل بلاد الدنيا حاول الإسبان باكراً إقامة بطولة خاصة تجمع بطلي الدوري والكأس وكان المناسبة الأولى عام 1940 وعلى مدار 13 عاماً أقيمت عشر نسخ منها بشكل غير منتظم شكلاً وتنظيماً تحت مسمى كأس السوبر ثم كأس إيفا دوراتي وتوقفت عام 1953، وفي مطلع الثمانينيات وتزامناً مع مونديال إسبانيا أعيدت الفكرة إلى الحياة لكنها سرعان ما تعطلت بعد عامين إثر جمع بلباو لبطولتي الدوري الكأس وفي عامي 1986 و1987 لم تقم المسابقة وفي عام 1988 انتظمت المسابقة التي باتت مناسبة لافتتاح كل موسم ومازالت وعندما يجمع ناد ما البطولتين فإن السوبر تجمعه مع منافسه بنهائي كأس الملك.
وعلى الرغم من تفوق الريال على البرشا في مواجهاتهما ضمن السوبر فإن الأخير يحتل صدارة المتوجين باللقب بواقع 12 لقباً مقابل 9 ألقاب للملكي وتوج لاكورونيا 3 مرات وأتلتيك بلباو وأتلتيكو مدريد (مرتان) وفاز باللقب مرة واحدة كل من: فالنسيا وسرقسطة وإشبيلية ومايوركا وسوسيداد.

قوة زيزو الضاربة
من النادر أن نجد مواجهتين متتاليتين بين الفريقين دون تغيير على صعيد تشكيل اللاعبين أو على صعيد الجهاز الفني في أحدهما وهاهو لقاء اليوم يشهد دخول المدرب فالفيردي الذي سبق له خوض الكلاسيكو لاعباً للبرشا قائداً دفة الكاتالوني مدرباً في أول امتحان رسمي له وهو الذي لعب المباراة الودية التي جمعتهما قبل أسبوعين وفاز بها فريقه 3/2 على حين نظيره زيدان الذي سبق له أيضاً اللعب في الكلاسيكو يلعب المباراة السادسة ضد الكاتالوني، وعلى الرغم من تفوق نظيره (إنريكه) فيها إلا أن المدرب الفرنسي القادم بقوة أثبت خلال فترة وجيزة أنه مدرب محنك لا يقل عن مستواه كلاعب عالي الكعب. فهاهو يتوج قبل أيام بلقب كأس السوبر الأوروبية على حساب مان يونايتد ومدربه مورينيو ليضيف إنجازاً جديداً إلى إنجازاته (الكثيرة) خلال عامين ونصف العام من استلامه رئاسة الجهاز الفني للنادي الملكي، ويدخل زيزو اللقاء باحثاً عن الفوز أول وتقديم صورة مثالية لبطل الليغا وأوروبا، ولم يفقد زيزو حتى الآن الكثير من عناصر القوة في فريقه فقد رحل عنه موراتا وخيمس رودريغيز وكلاهما لم يكونا من الأساسيين وقد يكون مودريتش (المصاب) الغائب الأكبر عن الميرينغي الذي يعول على نجومه (مارسيللو وراموس وكروس وبيل وأسينساو وبنزيمة وكارباخال وكاسيميرو ونافاس وفاسكيز وناتشو) ويبقى النجم البرتغالي رونالدو حجر أساس في القوة الضاربة إلا أنه ربما لا يشارك أساسياً.

الوجه الجديد
على المقلب الآخر يحاول فالفيردي أن يكون دخوله القلعة الكاتالونية (أبيض) بتتويج أول ومن ثم محاولة استعادة اللقبين المحلي الأهم (الليغا) والأوروبي وسيعتمد المدرب الجديد على جل التشكيلة الاعتيادية التي خاضت الموسم الماضي مع بعض الإضافات الخاصة ولاسيما برحيل نيمار أحد أهم عناصر الهجوم والذي مازال معوضه في علم الغيب، ومازال ميسي الرجل الأول في تشكيلة البلوغرانا وإلى جانبه المخضرمين بيكيه وإنييستا وبوسكتس وماسكيرانو إضافة إلى دينيس سواريز ولويس سواريز وجوردي ألبا وأندريه غوميز وقد يكون المدافع الجديد سيميدو عنصراً في مشروع فالفيردي أو العائد منير الحدادي وتبقى الحراسة بعهدة تير شتيغن.
ولا يمكن الجزم بأفضلية فريق على آخر في لقاء نيوكامب الذي ينطلق في الساعة الحادية عشرة بتوقيت دمشق ذلك أن المواجهة بينهما لطالما حملت المفاجآت وإن كانت متقاربة المستوى في اللقاءات الأخيرة، ويبقى وجود ميسي هداف الكلاسيكو تاريخياً ونظيره رونالدو فارقاً مع عدم نسيان بعض النجوم الذين دأبوا على تقديم أداء لافت في مثل هذه المباريات.