«هدف مشترك» بين لاعبي كرة القدم لتغيير حياة الملايين

«هدف مشترك» بين لاعبي كرة القدم لتغيير حياة الملايين

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٧

خوان ماتا.

يؤمن نجم المنتخب الإسباني وفريق «مانشيستر يونايتد» خوان ماتا بأن في إمكان كرة القدم تغيير حياة ملايين. وليس هذا «الإيمان» اكتشافاً جديداً في إطار العمل والمسؤولية الاجتماعيين، لا سيما لدى المقتدرين والنجوم من أصحاب الملايين. لكنه يتخذ مفهوماً مختلفاً قوامه توحيد الجهود مستوحياً من «اللعبة الجماعية» والتعاون داخل «المستطيل الأخضر» خطواته، ما شكّل بادرته «هدف مشترك» Common Goal التي أطلقها في آب (أغسطس) الماضي، وها هي تتبلور سريعاً وتكبر كـ «كرة الثلج».

على الموقع الإلكتروني «منصة اللاعبين»، كان ماتا شرح أهداف خطوته التنموية – الخيرية وآليتها، وخلاصتها اقتطاع واحد في المئة من مدخوله السنوي، أي نحو 80 ألف يورو (يبلغ أساس راتبه 8 ملايين يورو سنوياً) لمشروع Common Goal يخصص للاعتناء بالناشئة المهملين. وهي «خطوة صغيرة متواضعة تتعزز بتضامن الجميع وتعاونهم وتساهم في تغيير كبير»، وفق ما يوضح.

قبل أيام، لفت ماتا إلى الصورة العامة الخاطئة المكوّنة عن اللاعبين النجوم، وهي أنهم مقتّرون لا يسخون إلا على ما «يجمّل» صورتهم، مشدداً على أن كثراً منهم ينفقون على مشاريع اجتماعية من دون «ضجة وأضواء». أما مشروعه الحيوي فيهدف إلى تعميم المبادرة على شكل «تعاونية» والترويج لها لتستقطب أكبر عدد من الغيارى والمتحمسين، فتزداد الفائدة وتعمم.

كان ماتا يتعاون اجتماعياً مع منظمة «ستريت فوتبول وورلد» التي لا تبغي الربح وتنشط مع جمعيات على علاقة بكرة القدم، أسسها الألماني – الكولومبي يورغن غريسبك. وقد توافقت آراؤهما وتلاقت أفكارهما على أن كرة القدم عامل محرّك لتوحيد الناس، وأرادا إنجاز شيء مؤثر، وتلاقحت خبرة غريسبك وأسلوب فهمه اللعبة كعنصر مفيد في التنمية الاجتماعية مع قدرات ماتا وإمكاناته كمحترف.

واختمرت المبادرة بعد زيارة قام بها النجم الإسباني إلى مدينة مومباي الهندية في حزيران (يونيو) الماضي ضمن برنامج لـ «ستريت فوتبول وورلد». وصدم بما شاهده من تفاوت كبير في المستوى المعيشي في أماكن متلاصقة، والحال المزرية لكثر وطاقاتهم المهدورة.

ويؤكّد ماتا أن المساهمة في تمويل مشروعه لا تقتصر على اللاعبين النجوم، بل هي «مفتوحة أمام عائلة اللعبة، عنيت المشجعين المتمولين والمدربين والأندية وحتى الروابط والاتحادات. فنسبة واحد في المئة من عائدات الاحتراف في كرة القدم تشكّل ثروة طائلة».

حتى الآن، أثار المشروع الذي يهدف أيضاً إلى أن يكون كل لاعب سفيراً له في بلده، اهتمام أكثر من 20 نجماً منهم الألماني ماتس هوملز والإيطالي جورجيو كيلليني، نظراً إلى ما يتضمنه من فاعلية وشفافية.

وفضلاً عن إزالة صفة «الأنانية» الموسوم بها عدد كبير من اللاعبين، يعتبر ماتا أن «الهدف المشترك» يساعدهم أيضاً في التفاعل أكثر، خصوصاً أن غالبيتهم تعاني من «نمطية قاتلة» قوامها التدريب والمباريات والاستحقاقات الأسبوعية، وتهمل أشياء كثيرة أخرى حتى الشخصية منها.

ولعلّ تأثر ماتا بمحيطه العائلي القائم على التضامن ومد يد العون، ونشأته في هذه الأجواء «التعاونية»، ساهما أكثر في مضيه قدماً بما يطرحه، مستمداً أيضاً طاقة إيجابية وفق ما يوضح، من شقيقته التي تجوب العالم منذ أعوام مكرّسة وقتها لمنظمات المجتمع المدني وفي حقول شتى. فجاء مشروعه دعوة صافية إلى المساعدة والعطاء، وطريقة للعثور على معانٍ أعمق لأن تكون لاعب كرة قدم.