الكرة الذهبية لملك اللحظات الماسية

الكرة الذهبية لملك اللحظات الماسية

الأخبار الرياضيــة

الجمعة، ٨ ديسمبر ٢٠١٧

لا يختلف اثنان على أن كريستيانو رونالدو استحق الحصول على كرة ذهبية خامسة. هي صورة كلاسيكية لهذا النجم الرائع، لكن بالتأكيد فإن كرته هذه تساوي ذهباً بالنسبة إليه كونها جاءت بطعمٍ مغاير عن كل الكرات المذهّبة التي حملها سابقاً

شربل كريم
 

ألف سبب وسبب تترك اقتناعاً بأن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لا أي أحد غيره، يستحق أن يكون حاملاً للكرة الذهبية لعام 2017.
صحيح أن رونالدو تنافس على هذه الجائزة كالعادة مع لاعبٍ رائع هو الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي شرع أيضاً في تسجيل أرقام خرافية هذه السنة، لكن رونالدو استحقها أكثر منه بلا شك، تماماً كما استحقها ميسي في كلّ من المرات الخمس السابقة التي تفوّق فيها عليه.
رونالدو أم ميسي؟ هو السؤال الذي طُرح عادةً قبل إعلان الفائز بالكرة الذهبية، لكن هذا السؤال سقط منذ أسابيع عدة، لدرجة توقفت فيه مكاتب المراهنات البريطانية عن قبول الرهانات على رونالدو للفوز بالجائزة، إذ كان الكل مقتنعاً بأنه جدير بحملها. رونالدو استحقها لا لأنه كان الأفضل على صعيد الأرقام، إذ على سبيل المثال سجل ميسي أهدافاً أكثر منه لناديه (48 مقابل 37 هدفاً)، ومرر كرات حاسمة أكثر منه (14 مقابل 8)، بل لأنه كان ملك اللحظات الحاسمة، لا بل الماسية بالنسبة الى فريقه ريال مدريد الإسباني، وهو الذي اتُّهم دائماً بأنه يغيب في المناسبات الكبيرة. وكم هي كثيرة تلك اللحظات التي شهدها الموسم الماضي، وتحديداً في شهره الأهم، أي شهر أيار، عندما سجّل "هاتريك" في مرمى الجار أتلتيكو مدريد في أولى مباريات نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. أضف إليها خمسة أهداف متتالية في آخر ثلاث مباريات للريال في الدوري الإسباني ليعود لقب "الليغا" الى "البيت الأبيض" بعد غياب طويل.

رونالدو استحقها لأنه كان بطل نهائي الأبطال أيضاً بهدفيه في مرمى حارس يوفنتوس الإيطالي جانلويجي بوفون، ليصبح الريال أول فريق في التاريخ يحتفظ بلقب دوري الأبطال، وهو إنجاز سيخلّد في كتب التاريخ الكروي.
رونالدو استحقها لأنه سجل 10 من أهداف الريال الـ 14 في مشوار الأبطال منذ ربع النهائي وحتى المباراة الختامية، ما يعكس أهميته كلاعب حاسم، حيث اقترن أداؤه الشخصي بالأهداف والألقاب أيضاً، ما يفرز كمالاً يستحق بموجبه الكرة الذهبية. ويكفي أن نقول إنه كان وراء 60% من أهداف الريال في الأدوار الإقصائية لتعكس مدى أهمية دوره في اللحظات الحاسمة، وهي نسبة لم يعرفها نجوم كانت لهم مساهمة فعالة في فوز فرقهم باللقب الكبير في المواسم الخمسة الماضية، أمثال ميسي أو ثنائي بايرن ميونيخ الألماني توماس مولر والبولوني روبرت ليفاندوفسكي الذين تراوحت نسبتهم بين 30% و40%.
رونالدو استحقها لأنه كان وحشاً جائعاً الْتَهم كل من اعترض طريقه، وكانت لديه الرغبة الكبيرة باحتلال عرش الأفضل فردياً مرة جديدة، محطماً الأرقام القياسية واحداً تلو الآخر، فتخطى الإنكليزي جيمي غريفز كأفضل هداف في تاريخ البطولات الخمس الكبرى في أوروبا، وأصبح بمستوى "الأسطورة" ألفريدو دي ستيفانو بتسجيله للمرة الثالثة في نهائي الأبطال. كما أصبح قبل يومين أول لاعب يسجّل في كل مباريات دور المجموعات في دوري الأبطال.


رونالدو استحقها لأنه جعل من دوري الأبطال في الموسم الماضي استعراضاً خاصاً به ويحمل اسمه فقط، وهو أمر لم يفعله أي لاعب بهذا الشكل في تاريخ المسابقة بنسختها الحديثة.
رونالدو استحقها لأنه بقي يؤدي على أعلى مستوى، وهو في الـ 32 من العمر، متخطياً حتى إصابته القوية في الركبة في مستهل الموسم الماضي، والتي كانت كفيلة لتقضي على مسيرة لاعبٍ آخر. "الدون" استحقها بلا شك ببقائه مصرّاً على العمل الشاق، وهو ما أبقاه في جاهزية بدنية لا تراها عند أي لاعبٍ في العالم.
رونالدو استحقها لأنه لم ينتهِ بفعل أي ظرف طارئ، فلم يكن يستحق لقب "المنتهي" الذي وُصف به في كل مرة أضاع فيها فرصة ثمينة، إذ لم ينتهِ يوماً من القضاء على خصومه.
رونالدو استحقها لأنه لعب في بعض الأحيان وحيداً في خط الهجوم، إذ أحيط بثنائي "ميت" في أمسيات كثيرة، إذ لا يمكن مقارنة الفرنسي كريم بنزيما (أو بديله ألفارو موراتا) والويلزي غاريث بايل بالأوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار اللذين تنعّم بوجودهما ميسي في مباريات كثيرة، ولو أن فضله عليهما أكبر بكثير من مساعدتهما له.
رونالدو استحقها لأنه لمع في أكثر اللحظات الحالكة التي عرفها ريال مدريد أو منتخب البرتغال، فكانت الكرة الذهبية ألمع بين يديه مساء أمس. هو لا يزال جائعاً بلا شك، ولن يكتفي في القريب العاجل.