قلب النتائج بصمات خاصة بالكبار.. لا مزاح مع السامبا والمانشافت

قلب النتائج بصمات خاصة بالكبار.. لا مزاح مع السامبا والمانشافت

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٤ يوليو ٢٠١٨

 محمود قرقورا
 
تاريخ كأس العالم علّمنا دروساً وعبراً لا تسعه المؤلفات وفي كل جزئية حكايات وأسرار يعجز المداد عن الإحاطة بتفاصيلها، ففي مسألة قلب النتائج أو العودة من بعيد أو قلب الطاولة كما يحلو للبعض تسميتها نستنبط أن الألمان تميّزوا على مر العصور بعدم الاستسلام، وأن البرازيل غالباً ما حولت خصومها إلى متفرجين يصفقون وهم يضمرون كل الإعجاب بالمنافس الذي أجهض تقدمهم.
ولم يتوقف الأمر عند هذين المنتخبين، فأورغواي اشتهرت في البطولات الأولى بتحويل النتائج في الأدوار المتقدمة ونهائي ونصف نهائي 1930 والمباريات الثلاث في الدور النهائي 1950 ما زالت شاهدة على التفوق في هذا المجال.
ويستغرب المدققون في التفاصيل إذا علموا أن المنتخب السوفييتي ووريثه الشرعي منتخب روسيا لم يقلبا تأخرهما إلى فوز وحتى في هذا المونديال احتاجت للترجيح لترد على هدف السبق الإسباني، وأن إنكلترا عرفت ذلك مرتين فقط إحداهما على ألمانيا في نهائي 1966 والثانية على الكاميرون 1990.
وعلى صعيد المنتخبات العربية وحدها تونس حققت الفوز بعد أن كانت خاسرة وحدث ذلك أمام المكسيك في مونديال الأرجنتين 1978.
الرجوع الأعظم ارتبط بمنتخبين، النمسا 1954 عندما ألغت تفوق المضيف السويسري 3/صفر بالفوز 7/5 والبرتغال 1966 التي أجهضت التفوق الكوري الشمالي 3/صفر لتفوز 5/3 وكلتا المباراتين ضمن الدور ربع النهائي.
 
استنتاجات
 
– ألمانيا تجنبت الهزيمة في 21 مباراة كانت خاسرة بها ففازت في 12 أشهرها نهائي 1954 و1974 وتعادلت بثمان أكثرها حضوراً في الذاكرة ضد فرنسا 1982 وأقواها رداً للاعتبار أمام إنكلترا 1970 وتمتاز ألمانيا بأنها تجنبت الهزيمة في خمس مباريات كانت خاسرة فيها بفارق هدفين.
– البرازيل أبعدت عنها شبح الهزيمة في 18 مباراة كانت في طريقها لذلك ففازت في 15 أشهرها نهائي 1958 و1962 وأجملها ضد السوفييت واسكتلندا 1982 وتعادلت بثلاث والملاحظ أن التعادلات الثلاثة بنتيجة 1/1 منها اثنان أمام السويد.
– إيطاليا تأتي في المركز الثالث بثلاث عشرة مباراة فازت بست أشهرها نهائي 1934 وأكثرها حفظاً لماء الوجه أمام نيجيريا 1994 وتعادلت بسبع أشهرها نهائي 2006 دون أن ننسى اللقاء الشهير أمام إسبانيا 1934.
– السويد تأتي رابعاً بعشر مباريات فازت بست أهمها على ألمانيا بنصف نهائي 1958 وتعادلت بأربع أشهرها مع إنكلترا في مونديالي 2002 و2006 فحافظت على سجلها دون هزيمة أمام إنكلترا طوال أربعة عقود، غير أن السويد هي أكثر المنتخبات التي لم تحافظ على تقدمها بواقع 14 مباراة.
– والحال كذلك عند منتخب أورغواي بعشر مباريات ففاز بست أكثرها مدعاة للفخر نهائي 1950 وقبله نهائي 1930 وتعادل بأربع أجملها أمام السنغال 2002 عندما ألغى التفوق السنغالي 3/صفر وأحدثها أمام غانا 2010 عندما فاز لاحقاً بالترجيح بفضل سواريز مرتكب ركلة الجزاء الشهيرة التي لم تترجم.
– إسبانيا تجنبت الهزيمة في تسع مباريات فازت بست أمتعها أمام الدانمارك 1986 وآخرها مع تونس 2006 وتعادلت ثلاثة آخرها مع بلجيكا 1986 ولكنها لم تستفد من ذلك لأنها خسرت حينها بركلات الترجيح.
– الأرجنتين جاءت سابعة بثمانية لقاءات فازت بأربعة آخرها على المكسيك 2006 وأولها مع إيرلندا الشمالية 1958 وتعادلت بأربعة أقواها مع إيطاليا 1990 وأحدثها مع إنكلترا 1998 وفي اللقاءين فازت بركلات الترجيح.
وكذلك المكسيك فازت بثلاث على تشيكوسلوفاكيا 1962 وعلى كوريا الجنوبية 1998 وعلى الإكوادور 2002 وتعادلت بخمس مع ويلز 1958 ومع إيطاليا 1994 ومع بلجيكا وهولندا 1998 ومع جنوب إفريقيا 2010.
– نجحت هولندا بالعودة سبع مرات فقلبت تخلفها بهدف إلى فوز بهدفين أربع مرات، أمام إيطاليا 1978 وأمام السعودية 1994 وأمام البرازيل 2010 وأمام المكسيك 2014 كما قلبت تأخرها إلى فوز كبير 5/1 أمام الإسبان في المونديال الفائت في واحد من الزلازل الكبرى.
ولا ننسى تعادلها الشهير مع ألمانيا 2/2 في دور المجموعات الثاني 1978 ومع البرازيل في نصف نهائي 1998 بهدف لهدف عندما خسرت بالترجيح.
 
ملاحظات
 
– إنكلترا قلبت تأخرها إلى فوز مرتين أمام ألمانيا بنهائي 1966 وأمام الكاميرون بربع نهائي 1990.
– المرتان الوحيدتان اللتان قلبت فيهما تشيكوسلوفاكيا الطاولة على خصومها في مونديال 1934 على رومانيا وسويسرا ونجحت يوغسلافيا بتجنب الهزيمة عندما كانت متأخرة مرتين أمام فرنسا 1958 وأورغواي 1962.
– مع أن تاريخ فرنسا المونديالي حافل إلا أنها قلبت تأخرها إلى فوز أربع مرات فقط أمام بارغواي 1958 وأمام بلجيكا 1986 وأمام كرواتيا 1998 وإسبانيا 2006.
– حولت بلجيكا تأخرها إلى فوز مرتين كانتا أمام السوفييت 1986 وأمام الجزائر 2014 قبل المونديال الحالي، وحذت حذوها سويسرا الأولى أمام ألمانيا 1938 وتلك كانت المرة الوحيدة التي تخسر فيها ألمانيا بعد تقدمها 2/صفر وأمام الإكوادور 2014 بهدفين لهدف.
– المرة الوحيدة التي فازت بها البرتغال بعد تأخرها كانت أمام كوريا الشمالية 1966.
– حقق بولندا الفوز مرة واحدة عندما كانت خاسرة وكانت أمام فرنسا 1982.
– الانتصارات الإفريقية الـ26 مونديالياً سجل 21 منها عندما بادر الطرف الإفريقي بالتهديف، وشذ عن ذلك تونس كما ذكرنا، ونيجيريا عندما هزمت إسبانيا 1998 والسنغال عندما أقصت السويد 2002 وساحل العاج عندما فازت على صربيا ومونتنيغرو 2006 وساحل العاج ذاتها عندما غلبت اليابان 2014.
– المرة الوحيدة التي قلبت فيها بلغاريا النتيجة رأساً على عقب كانت أمام ألمانيا 1994 عندما سجلت هدفين رداً على التقدم الألماني، وتجنبت الخسارة مرة أخرى عندما عادلت إيطاليا في افتتاح 1986 بهدف لهدف، والمرة الوحيدة التي قلبت رومانيا تأخرها إلى فوز كانت أمام تشيكوسلوفاكيا 1970.
– كولومبيا لم تقلب تأخرها إلى فوز والمرة الوحيدة التي غنمت فيها نقطة التعادل بعد أن تأخرت كانت أمام السوفييت 1962، والدانمارك لم تحول تأخرها إلى فوز ولكنها خسرت تقدمها أربع مرات خسرت اثنتين وتعادلت مثلهما.
 
الوجه الآخر
 
– إذا أخذنا الجانب الآخر من المعادلة نجد أن البرازيل الأكثر فوزاً عندما تبادر بالتسجيل بـ57 مرة ثم ألمانيا بـ56 ثم إيطاليا بـ40 انتصاراً.
– بولندا فازت بجميع المباريات التي تقدمت بها مونديالياً وتعادلت خمس مرات جميعها صفر/صفر.
– البرتغال انتصرت بجميع المباريات التي تقدمت بها باستثناء تعادلها مع إسبانيا 3/3 في هذا المونديال وبخلاف تعادلاتها صفر/صفر مع إنكلترا حسمته بركلات الترجيح وكان ذلك في مونديال 2006 وتعادلت سلباً مع ساحل العاج والبرازيل 2010.
– منتخب تشيلي لم يهزم عندما يتقدم وتعادل بأربع مباريات مع كوريا الشمالية 1966 ومبارياته الثلاث في الدور الأول 1998 وتجنب الخسارة عندما تأخر أمام ألمانيا الشرقية 1974 والبرازيل 2014 قبل الخسارة بالترجيح.
– في البطولات التسع الأخيرة التي سبقت هذا المونديال لعبت إيطاليا 47 مباراة خسرت بعد تقدمها مرتين وكانتا أمام كرواتيا وكوريا الجنوبية في المونديال الآسيوي خلافاً للتوقعات ولا شك أن التحكيم ساهم بذلك.
– آخر مرة خسرت الأرجنتين بعد أن تقدمت كانت أمام ألمانيا 1958 حتى كانت الخسارة أمام فرنسا بعد تقدمها 2/1 مطلع الشوط الثاني للمونديال الحالي.
– المنتخب الوحيد من خارج أوروبا وأميركا اللاتينية الذي قلب تأخره بهدفين إلى فوز هو ساحل العاج وكان ذلك أمام صربيا ومونتنيغرو في مونديال 2006.
– لم تستطع الولايات المتحدة قلب تأخرها إلى فوز غير أنها تجنبت الخسارة خمس مرات مع سويسرا 1994 وإيطاليا 2006 وإنكلترا وسلوفينيا 2010 والبرتغال 2014.
– خمس مرات أجهضت جمهورية إيرلندا تقدم الخصوم واللافت أن المرات الخمس آلت النتيجة إلى التعادل 1/1 مع إنكلترا وهولندا 1990 ومع الكاميرون وألمانيا وإسبانيا 2002.
– في مبارياتها المونديالية الخمس عشرة تأخرت كوستاريكا تسع مرات ولكنها نجحت مرتين بالفوز على السويد 1990 وعلى الأورغواي 2014 وتعادلت مرة مع تركيا 2002.
 
في المونديال الحالي
 
قبل مباراتي أمس هناك ستة منتخبات قلبت تأخرها إلى فوز وهي سويسرا على صربيا وألمانيا على السويد والسعودية على مصر وتونس على بنما وجميعها بنتيجة 2/1 وفرنسا على الأرجنتين 4/3 بعد التأخر 1/2 مطلع الشوط الثاني وبلجيكا على اليابان 3/2.
 
ثلاثة أهداف
في تاريخ كأس العالم هناك ثلاثة منتخبات قلبت تأخرها بعد التأخر بثلاثة أهداف مقابل لا شيء وفق التالي:
سويسرا تقدمت 3/صفر على النمسا في ربع نهائي 1954 وفي النهاية خسرت 5/7.
كوريا الشمالية تقدمت على البرتغال 3/صفر في ربع نهائي 1966 وفي النهاية خسرت 3/5.
السنغال تقدمت على الأورغواي 3/صفر في دور المجموعات 2002 ولكنها تعادلت 3/3.