المركز الثالث أفضل من لا شيء بعد بطولة للذكرى … مارتينيز وشياطينه آخر الرجال المحترمين

المركز الثالث أفضل من لا شيء بعد بطولة للذكرى … مارتينيز وشياطينه آخر الرجال المحترمين

الأخبار الرياضيــة

الاثنين، ١٦ يوليو ٢٠١٨

شكل حضور منتخب بلجيكا شيئاً جميلاً سيتذكره عشاق الكرة الجميلة لأربع سنوات قادمة على الأقل بما قدمه الفريق الملقب بالشياطين الحمر عبر 7 مباريات فاز بست منها وخسر واحدة كانت كفيلة بحرمان المونديال الروسي من إكمال مشهد مفاجأته السارة التي لم تقتصر عليه ففي الوقت الذي كان المنتخب البلجيكي يحتفل بأفضل إنجازاته المونديالية على الإطلاق بحلوله ثالثاً كان هناك منتخب آخر هو الناري الكرواتي يستعد لخوض النهائي للمرة الأولى بتاريخه، ولو أن الشياطين تخطوا جيرانهم الفرنسيين لتابعنا نهائياً تاريخياً لبطولة استثنائية، لكن يكفيهم أنهم نالوا احترام الجميع والخصوم قبل الأنصار وبات الجميع ينتظرهم على أحر من الجمر في يورو 2020 ثم مونديال 2022.
 
حلم السنوات الأربع
 
قدمت بلجيكا في العقد الحالي نخبة من اللاعبين الموهوبين الذين شغلوا جمهور الكرة في العالم وخاصة أولئك المتابعين للدوريات الأوروبية الكبرى حيث انتشر هؤلاء في أكبر أندية تلك البطولات ولذلك فقد جذب المنتخب البلجيكي الأنظار وبات ينظر إليه كأحد المنتخبات الكبيرة بفضل لاعبين أمثال هازارد وفيلاييني وديمبلي وكومباني وكورتوا ومن ثم دي بروين وميرتينيز وناينغولان وسواهم، ولم يكن غريباً أن يدخل هذا الفريق مونديال 2014 كمرشح للعب دور الحصان الأسود.
هناك في البرازيل بدا الفريق بقيادة المدرب فيلموتس كما يجب، فحصد ثلاثة انتصارات بالدور الأول على حساب الجزائر وروسيا وكوريا الجنوبية وفي الدور الثاني تجاوز أميركا بعد وقت إضافي قبل أن يصطدم في ربع النهائي بالأرجنتين فخسر لقلة الخبرة (حسب المراقبين) ليودع المونديال برأس مرفوعة، وسيطر الشعور بأن القادم سيكون مفرحاً وأفضل، فقد انتظره مناصروه في يورو 2016.
وعلى أرض الجارة فرنسا دخل الفريق البطولة بتعديلات بسيطة فبدأ بخسارة أمام إيطاليا إلا أنه تجاوز الغصة وبلغ دور الـ16 بفوزيه على إيرلندا والسويد وبرباعية كاملة تفوق على المجر هناك فعاد إلى دائرة الضوء لكنه سرعان ما وقع ضحية لمفاجأة ويلزية أطاحت به من دور الثمانية ما رسم علامات استفهام كبيرة حول مقدرة هؤلاء النجوم في البطولات الكبرى.
 
التغيير المطلوب
 
كل الاتهامات وجهت إلى الطاقم الفني بقيادة فيلموتس الذي أشرف على الفريق في البطولتين وهو اللاعب الدولي الذي كان ضمن آخر فريق بلجيكي خاض المونديال وانصبت هذه الاتهامات حول عدم حسن توظيف لاعبيه وبعض الخيارات الخاطئة عدا الأسلوب الذي يدير به المجموعة والأخطاء التكتيكية التي كلفته عدم ولوج مربع الكبار في البطولتين.
الخيارات بدت ضيقة وتردد اسم المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز المقال من تدريب نادي إيفرتون الإنكليزي وبالفعل لم يجد الاتحاد البلجيكي غضاضة بالاستعانة به فأمضى معه عقداً حتى نهاية المونديال علماً أنه المدرب الأجنبي العاشر في تاريخ المنتخب والثاني في 60 عاماً أخيرة بعد الهولندي أدفوكات (2009-2010)، كان ذلك في صيف 2016 وفي أول مباراة ودية تلقى المنتخب خسارة أمام منتخب بلاده وخلال شهرين فقط حصد 12 نقطة كاملة من أول أربع مباريات بالتصفيات المؤهلة إلى روسيا 2018، ومع نهاية التصفيات في خريف 2017 كان الرقم ارتفع إلى 9 انتصارات وتعادل وحيد وصدارة مريحة وتأهل مبكر وهجوم كاسح بواقع 4.3 أهداف في المباراة الواحدة.
 
حلم يتجدد
 
بعد النتائج الكبيرة بالتصفيات والعروض المرافقة خلالها وفي المباريات الودية عادت الصورة المبهرة للشياطين الذين بدوا أكثر خبرة ودراية وانسجاماً من ذي قبل فتدفق الثناء على عمل المدرب ولاعبيه وقد رشحهم البعض للسير بعيداً في المونديال على غرار ما حصل قبل أربعة أعوام حتى إن عدداً من الخبراء رشح الفريق للتتويج باللقب العالمي.
 
لم تتبدل الصورة عند انطلاق فعاليات البطولة على الرغم من الاستبعاد الصادم لراجا ناينغولان الشيء الذي اعتبره البعض أن المدرب قرر ذلك لأسباب شخصية ولم يقدم المصلحة العامة وقد أثار استبعاد نجم روما الكثير من الاستنكار والجدل، إلا أن مارتينيز لم يعر الموضوع الكثير من الاهتمام مفضلاً الحديث عن فريقه بالنهائيات.
وبالفعل لم يتأخر المعترضون على استبعاد ناينغولان بالإشادة لقرار المدرب بعدما نجح الفريق بحصد العلامة الكاملة ضمن المجموعة السابعة بعد الفوز على بنما 3/صفر وتونس 5/2 وإنكلترا بهدف، وفي دور الـ16 جاء الفوز على اليابان 3/2 بعد التأخر بهدفين لتزيد من احترام كل متابعي المونديال لعمل المدرب وأداء الفريق بالعموم.
 
الإنجاز الأفضل
 
الامتحان الأقسى كان بانتظار رفاق إيدين هازارد في ربع النهائي أمام السيلساو البرازيلي صاحب الهجوم المرعب وأحد المنتخبات الأكثر تكاملاً في البطولة ولأن المواجهة لعبت تحت شعار «أكون أو لا أكون» فكان لابد للمدرب مارتينيز من تغيير بعض الإستراتيجية على صعيد التشكيلة وطريقة اللعب وبعد مباراة ارتقت إلى مصاف النهائي المبكر استطاع الشياطين التفوق على نظيره البرازيلي بهدفين لهدف الشيء الذي وضعهم في بؤرة أضواء البطولة وعندما خاضوا لقاء نصف النهائي مع الجار الفرنسي كانت الترشيحات تصب في مصلحة الفريق الأحمر.
إلا أن الذي حدث فقد توقفت عجلة الهجوم البلجيكي فتعطلت للمرة الأولى في روسيا أمام دفاع استعار طريقة الكاتناشيو من الجارة المشتركة إيطاليا لتحسم رأسية فرنسية الأمر وتذهب بالديوك إلى النهائي وتوقفت المسيرة البلجيكية عند مباراة الترضية التي تكررت فيها المواجهة أمام الإنكليز ولأن الرغبة البلجيكية كانت أكبر بوداع مثالي لبطولة للذكرى فقد أكد الحمر فوزهم وهذه المرة بهدفين نظيفين ليحتلوا المركز الثالث للمرة الأولى في المونديال.
 
لائحة الشرف
 
ضمت التشكيلة البلجيكية في المونديال الروسي 22 لاعباً محترفاً خارج البلاد ووحده المدافع دندونكر (7 مباريات دولية) يلعب في أندرلخت المحلي، وهنا بقية اللاعبين وأنديتهم: تيبو كورتوا وإيدين هازارد وميشيل باتشواي (تشيلسي)، فينسنت كومباني وكيفن دي بروين (مان سيتي)، يان فيرتونخين وتوبي ألديرفيريلد وموسى ديمبلي (توتنهام)، توماس فيرمايلين (برشلونة)، توماس مونييه (سان جيرمان)، ديدريك بوياتا (رينجرز)، أليكس فيتسل (تيان جين الصيني)، (تشيلسي)، يانيك كاراسكو (دالين)، عدنان يانوزاي (سوسيداد)، مروان فيلاييني وروميلو لوكاكو (مان يونايتد)، درايس ميرتينيز (نابولي)، ناصر الشاذلي (ويست بروميتش)، يوري تيليمانس (موناكو)، تورغان هازارد (مونشن غلادباخ)، ولم يشارك الحارسان سيمون منيولييه (ليفربول) وكوين كاستيل (شتوتغارت).
 
فلاشات
 
– فاز المنتخب بست مباريات مقابل خسارة وحيدة وسجل لاعبوه 16 هدفاً مقابل 6 أهداف بمرماهم واستطاع 10 لاعبين التسجيل ليعادلوا الرقم القياسي لفرنسا 1982 وإيطاليا 2006.
– الأهدف سجلها لوكاكو (4) وإيدين هازارد (3) وسجل هدفاً واحداً كل من: مونييه ودي بروين وميرتينيز والشاذلي وفيلاييني ويانوزاي وفيرتونخين وباتشواي وجاء 10 من الأهداف في الأشواط الثانية.
– تلقى اللاعبون 9 صفراوات منها اثنتان بوجه ألديرفيريلد وفيرتونخين ومونييه، على حين لم يطرد أي لاعب بلجيكي، وتسبب لاعبو بلجيكا في إنذار 11 لاعباً من المنافسين.
– وحده الحارس تيبو كورتوا خاض كامل الدقائق (630 دقيقة) يليه دي بروين وفيتسل وألديرفيريلد (540 دقيقة) أمام الأقل ظهوراً فهو عدنان يانوزاي (86 دقيقة) وشارك ميرتينيز بديلاً في 3 مناسبات مقابل 3 مباريات خرج قبل نهايتها ومثله في هذا الجانب لوكاكو والشاذلي.
– اختير إيدين هازارد رجل المباراة في ثلاث مناسبات وفي بقية المباريات اختير لوكاكو ودي بروين ويانوزاي بواقع مرة وفي مباراة نصف النهائي ذهبت الجائزة لأومتيتي مدافع فرنسا.