مانشيني... درب النضال طويل طويل!

مانشيني... درب النضال طويل طويل!

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٦ سبتمبر ٢٠١٨

هنا إيطاليا «جنة كرة القدم» وصف كافٍ ليختصر الكثير، فكل من زار هذه الجنة أصبح بطلاً، ليس في فريقه فقط، إنما مع منتخب بلاده أيضاً. البداية كانت في إسبانيا 1982 وقتها أصيب كارل هاينز رومنيغيه، زيكو، سقراط، وميشيل بلاتيني وغيرهم بالدهشة بما فعله باولو روسي وأصدقاؤه. بعدها فاز ميشيل بلاتيني مع منتخب الديوك ببطولة أوروبا مسجلاً 9 أهداف. وقتها كان الفرنسي لاعباً مع نادي يوفنتوس في إيطاليا. مارادونا حقق المجد مع نادي نابولي وتوّج بعدها بكأس العالم. الثلاثي الهولندي فرانك ريكارد، ورود خوليت وماركو فان باستن فازوا ببطولة أوروبا 1988وحينها أيضاً كانوا يلعبون في إيطاليا. الثلاثي الألماني أندرياس بريمه ولوثار ماتيوس ويورغن كلينسمان لعبوا في إيطاليا وأهدوا بلادهم مونديال 1990. «الظاهرة» رونالدو بطل العالم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، ولا يمكن نسيان دافيد تريزيغيه وزين الدين زيدان في كأس العالم 1998 وبطولة أمم أوروبا بعدها بعامين. كل هذه الأسماء ترعرعت في إيطاليا، ولن يغيب عن البال نجوم الأزوري أمثال روبرتو باجيو، اليساندرو ديل بييرو، باولو مالديني والقائمة تطول. 

في برلين 2006 حفرت إيطاليا النجمة الرابعة بفوزها في النهائي لتغيب بعدها عن التتويجات، فضلاً عن فشلها في تخطي دوري المجموعات في النسختين اللتين تلتا البطولة الألمانية. أما الخيبة الأكبر فكانت غيابها عن كأس العالم الأخيرة في روسيا. 
حلة جديدة يدخل بها المنتخب الإيطالية دوري الأمم الأوروبيّة في نسختها الأولى. الظهور الأول لروبيرتو مانشيني، الذي طالب الجماهير الإيطاليّة بالصبر. في تصريحات أبرزتها صحيفة «لا غازيتا ديللو سبور» قال مانشيني: «سيستغرق الأمر بعض الوقت. نحتاج إلى الصبر، لكننا سنكون أبطالاً من جديد». لبعت إيطاليا تحت قيادة مدربها الجديد ثلاث مباريات ودية فقط، فازت على السعودية (2ــ1)، وتعادلت أمام المنتخب الهولندي (1ــ1) وخسرت من فرنسا (1ــ3). لم تظهر لمسة مانشيني على الفريق بعد، لكن الأهم هو أنه لم يخسر. ويبدو أن مانشيني ذاهب للتركيز على اللاعبين الشباب، وهذا ما يبدو واضحاً في حديثه دائماً منذ قدومه، حيث وجه دعوة للفرق الإيطالية بالتركيز على اللاعبين الإيطاليين صغار السن. يدرك مانشيني أن إيطاليا تمتلك مواهب أفضل من تلك التي يتم التعاقد معها من خارج البلاد (وجهة نظر يتبناها كثر). فوفقاً للإحصاءات التي نقلتها وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، فإن 30 بالمئة فقط من لاعبي كرة القدم الذين يلعبون في «السيريا آ» مؤهلون للعب في المنتخب الوطني، مقارنة بـ60 بالمئة قبل 12 عاماً، هذه الإحصاءات تُظهر بأن الكثير من العمل ينتظر مانشيني، كما أن الأندية الإيطالية مطالبة بتكثيف العمل على الفئات العمريّة. بعض الأسماء التي استدعاها مانشيني إلى المنتخب تشير إلى أنه بدأ العمل من نقطة الصفر. تضم التشكيلة ثمانية لاعبين لم يسبق لهم لعب أي مباراة دولية من بينهم مهاجم موناكو بيترو بيلغجري (17 عاماً) الذي أجبر على العودة إلى الجنوب الفرنسي بسبب الإصابة. نيكولو زانيولو لاعب خط وسط روما البالغ من العمر 19 عاماً والذي لم يلعب أول مباراة له في دوري الدرجة الأولى بعد، ومن بين اللاعبين الآخرين الذين تم استدعاؤهم لأول مرة حارس المرمى اليسيو كراجنو والمدافعان مانويل لازاري (سبال) وكريستيانو بيراغي (فيورنتينا).
في التدريب الأخير الذي خضع له المنتخب الإيطالي، اختبر مانشيني خطة 4ــ3ــ3 وقد يكون هذا الأسلوب جديداً على الخط الخلفي خصوصاً ثنائي يوفنتوس جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي. اعتاد اللاعبان على خطة ثلاثة مدافعين في الخط الخلفي، أمّا خطة الأربعة مدافعين فستكون امتحاناً جديداً. قام مانشيني بمحاولة نقل اللعب من الرسم السابق إلى 5ــ2ــ3ــ1. يبحث المدرب الإيطالي عن إيجاد إيطاليا «جديدة» ومن المتوقع بأنه سيلعب أول مباراتين في دوري الأمم الأوروبي بتشكيلتين مختلفتين. كذلك شهدت تمارين المنتخب أمراً جديداً، فالمدرب أجبر اللاعبين على ممارسة التمارين على وقع الموسيقى على مكبر صوت وضع في وسط الملعب، ربما هي دلالة على محاولة السماح للاعبين بالاستمتاع واللعب دون أي ضغوط. يحمل روبرتو مانشيني آمال الجماهير، فالشارع الإيطالي يثق تماماً بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب لإعادة إيطاليا إلى سابق عهدها. 
إيطاليا اليوم لا تملك اللاعب الواحد كما المنتخبات الأخرى، علماً أن منتخبات «الرجل الواحد» مثل البرتغال والأرجنتين لم تذق سوى طعم الفشل في مونديال روسيا. يراهن مانشيني على مجموعة متجانسة من اللاعبين، إضافة إلى لاعبي الخبرة، وأبرز هؤلاء اليوم هو ماريو بالوتيلي. عاد «سوبر ماريو» إلى المنتخب، والسبب مانشيني الذي يحبه بعيداً عن تلك المشاكل التي نشرها الإعلام الإنكليزي أيام كان «بالو» في السيتي وكان مدربه مانشيني. عودة ماريو هذه ستكون بمثابة فرصة له، لكي يترك بصمته في المنتخب، لن يفعل ما فعله من سبقه ربما، لكنه قادر على إضافة الكثير إلى منتخب بلاده. في المباراة الأولى له بعد غياب طويل عن المنتخب سجل بالوتيلي في مرمى السعودية. واللافت أنه حين يعود بالوتيلي إلى إيطاليا تعود الأهداف. هو امتحان جديد للمنتخب الإيطالي لنفض غبار الخيبات، واستعادة التوازن على المستوى الأوروبي. لكي تعود إيطاليا إلى مكانها الطبيعي، في صدارة المشهد العالمي.

زانيتي يؤيّد مانشيني
شدد الأرجنتيني خافيير زانيتي، نائب رئيس نادي إنتر ميلانو الإيطالي، ونجمه التاريخي، على حاجة إيطاليا للعمل على تحسين المواهب الشابة. وقال زانيتي لموقع فوتبول إيطاليا: «بعد الإخفاق في العبور لمونديال روسيا، من الضروري العمل على تحسين المواهب الإيطالية». وأضاف «بالتأكيد، روبرتو مانشيني، المدير الفني لمنتخب إيطاليا، هو الشخص المناسب لذلك، كما أنني أرى ضرورة الدفع بالمواهب في الكالتشيو. المنتخب الإيطالي يحتاج إلى البدء من جديد بأفضل اللاعبين الشباب، جميعنا سيكون سعيداً، عندما نجد لاعبين إيطاليين جيدين في الملعب، هذا الأمر ينعكس على نظام الشباب في الأندية».