شعلة الألعاب الأولمبية تضيء سماء الـ «ماراكانا» باستعراض ضخم

شعلة الألعاب الأولمبية تضيء سماء الـ «ماراكانا» باستعراض ضخم

الأخبار الرياضيــة

الجمعة، ٥ أغسطس ٢٠١٦

ستبدأ الأفراح والليالي الملاح، انه اولمبياد العصر، وستكون كل المدن البرازيلية ساحات للتنافس وعرض العضلات، واستعراض الفنيات وإبراز المواهب، فالعالم كله تجمع هناك رغم الأزمات والمرحلة السياسية والاجتماعية التي تعصف بالبرازيل، بحيث أصاب الفساد الرياضة ونخرها.
تصدح حناجر ليالي الأنس من ملعب «ماراكانا»، القلب النابض في مدينة ريو دي جانيرو «الرائعة»، وفيها تضاء شعلة الالعاب الاولمبية الصيفية لأول مرة في جنوب القارة الاميركية، انه موعد مع التاريخ وفيه سيقام حفل افتتاح فني واستعراضي ضخم ومتعدد الألوان (الثانية من فجر السبت).

على وقع الفضائح
وتنطلق الدورة على أصداء الفضائح التي هزت الرياضة العالمية، وبعد فضيحة الاتحاد الدولي لكرة القدم وتدحرج رؤوسه، تهاوت أركان الاتحاد الدولي لألعاب القوى ورئيسه السابق السنغالي المشتبه فيه السنغالي لامين دياك، فتحولت «أم الالعاب» الى مستنقع ملغوم كاد يطيح حتى رئيسه الجديد «اللورد» البريطاني سيباستيان كو.
وقصمت ظهر أخلاقيات الرياضة فضيحة منشطات مدوّية، فبعد ألمانيا الشرقية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، دفع الرياضيون الروس ثمن تنشط ممنهج أودى بكامل فريق ألعاب القوى، فيما تغص محاكم تحكيم رياضية نقلت أروقتها الى ريو بدعاوى وطعون باقي البعثة الروسية الراغبة بالحضور في ملاعب مدينة «الكاريوكا».
وفي البرازيل التي استضافت كأس العالم لكرة القدم قبل سنتين، أقصيت الرئيسة ديلما روسيف عن السلطة في ايار الماضي بقرار من مجلس الشيوخ بانتظار حكم نهائي بشأن إجراءات إقالتها بتهمة التلاعب بحسابات عامة، لذا سيفتتح الرئيس الموقت اللبناني الأصل ميشال تامر الالعاب بحضور 45 رئيس دولة وحكومة بينهم الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة الايطالي ماتيو رنتسي ورئيسا الارجنتين ماوريسيو ماكري وكولومبيا خوان مانويل سانتوس.
وتواجه البرازيل أسوأ أزمة اقتصادية في 80 عاما وارتفاع معدل الجريمة، كما تغيب علامات الفرح عن وجوه راقصي «السامبا».
والتباين لافت في ريو بين شوارع ميسورة ومدن صفيح «فافيلا» تبث الرعب في قلوب زائري مدينة تنظم سنويا أشهر كرنفال في العالم، ومياهها ملوثة لدرجة أن إقامة سباقات المياه المفتوحة باتت مصدر قلق للسباحين.

الدخول في مرحلة جديدة
وتحلم البرازيل بدخول مرحلة جديدة بعد استضافتها أهم حدث كروي في العالم عام 2014 حيث أذلتها ألمانيا 7-1 في نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، ثم اكبر تظاهرة رياضية بعد سنتين، وقد أطلقت على الالعاب شعار «عالم جديد».
وتعددت الأسباب والغياب واحد، منشطات روسيا أبعدت بطلة الوثب بالزانة يلينا ايسينباييفا (34 عاما) حاملة ذهبيتين أولمبيتين، ومواطنها سيرغي شبونكوف بطل العالم في سباق 110 م حواجز، وذلك بعد ثبوت تناول فاتنة كرة المضرب ماريا شارابوفا مواد محظورة.
وكما اختتمت ألعاب لندن 2012، على وقع خطوات العداء الجامايكي اوساين بولت العملاقة، وتحطيم السباح الاميركي مايكل فيلبس الارقام القياسية، يأمل الثنائي الأسطوري أن تكون ريو 2016 نهاية مظفرة لمسيرتهما.
ويسعى «البرق» بولت (29 عاما) الى الاحتفاظ بلقب سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م التي توج بها في بكين 2008 ولندن 2012 في سابقة تاريخية.
من جانبه، يخوض فيلبس (31 عاما)، الرياضي الأكثر تتويجا في تاريخ الالعاب الاولمبية (22 ميدالية بينها 18 ذهبية)، منافسات 3 سباقات فردية في ريو وهي 100 م و200 م فراشة و200 م متنوعة.

الآمال العربية
تتفاوت الحظوظ العربية بين مشاركات رمزية للبعض ومتوسطة وفاعلة لآخرين. وتوّج العرب بـ24 ذهبية منذ انطلاق الالعاب، اولاها في امستردام 1928.
ولعنة المنشطات طالتهم ايضا، فاستبعد العداء السعودي يوسف مسرحي (400 م)، والمصري إيهاب عبد الرحمن وصيف بطل العالم 2015 في رمي الرمح.
ومن أبرز المرشحين العرب لحصد ميداليات «القرش» التونسي أسامة الملولي حامل ذهبيتي 1500 م في بكين 2008 و10 كلم حرة في لندن 2012، مع مواطنته حبيبة لغريبي التي حصدت ذهبية 3 آلاف م موانع في لندن 2012 بعد شطب نتيجة خصمتها الروسية المتنشطة.
وتعول الجزائر على العداء توفيق مخلوفي بطل سباق 1500 م، وقطر على معتز برشم صاحب برونزية الوثب العالي في لندن وناصر العطية صاحب برونزية السكيت في الرماية بالإضافة الى منتخب كرة اليد، فيما يبحث المغرب عن تلميع صورته الملطخة بالمنشطات بعدما اكتفى ببرونزية عبد العاطي ايغيدير في لندن، وآماله معقودة على الفارس الخمسيني عبد الكبير ودار.
ويبحث الكويتي فهيد الديحاني عن ميدالية ثالثة بعد برونزيتي الحفرة المزدوجة في سيدني 2000 والتراب في لندن 2012، ومن وراء الركام يطل السوري مجد الدين غزال حالما بنقل تألقه الحالي في الوثب العالي الى الساحة الاولمبية.