الخميس تبدأ رحلة الجد في التصفيات الآسيوية المونديالية … الترشيحات المسبقة تبعد العرب عن العرس العالمي

الخميس تبدأ رحلة الجد في التصفيات الآسيوية المونديالية … الترشيحات المسبقة تبعد العرب عن العرس العالمي

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ٣٠ أغسطس ٢٠١٦

| محمود قرقورا
تبدأ بعد غدٍ رحلة الجد في التصفيات الآسيوية المونديالية، فتصفيات الدور الأول كانت الغاية منها معرفة المنتخبات الاثني عشر التي تأهلت للنهائيات الآسيوية بانتظار خوض مرحلة جديدة لتأهل عدد مماثل وعندها يجتمع أربعة وعشرون منتخباً في الإمارات لخوض نسخة جديدة استثنائية في العرس الآسيوي.
التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم هذه المرة لن تختلف عن سابقاتها فنظام التصفيات هو ذاته والمقاعد الآسيوية هي ذاتها والقوى الكبرى في كرة القدم على صعيد القارة الصفراء هي نفسها، وبالتالي فإن الترشيحات المسبقة تقول إن منتخبات كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا شبه متأهلة بانتظار تأكيد ذلك داخل المستطيل الأخضر، وتبقى البطاقة الرابعة حائرة في فلك المنتخب الأمضى من بين منتخبات الخليج وإيران وسورية وأوزبكستان، ويرى المتابعون أن نصف المقعد لن يجبر إلى مقعد كامل، وهذا يعني أن المنتخبين اللذين سيحتلان المركز الثالث في كل مجموعة لن يكون بمقدورهما قلب المعايير ولكن ذلك لا يمنع من المحاولة التي ربما يحالفها التوفيق على غرار ما حدث مع إيران عام 1998 عندما تأهلت على حساب أستراليا.
ولا ننسى أن منتخبنا أمام مهمة شاقة لإثبات نفسه بين حيتان القارة ومجموعته صعبة جداً والبداية من الأرض الأوزبكية ثم مواجهة كوريا الجنوبية الأكثر تأهلاً لكأس العالم من بين كل منتخبات القارة الصفراء، ونجزم أن الخروج بنتيجة إيجابية في المباراتين سيكون دعامة كبيرة لاستكمال رحلة التصفيات بمعنويات عالية، وغير ذلك يعني الانضمام إلى مقاعد المتفرجين من البداية والاكتفاء بخوض هذه المباريات الاستعدادية النوعية لأجل الحدث الآسيوي المنتظر في الإمارات عام 2019 ولا يخفى على أحد أن تأمين مباريات استعدادية بهذه الدرجة من الأهمية لا نحلم به وكلنا شاهد على ما يحصل من عجز واضح على خوض مباريات تحضيرية عالية المستوى والسبب عدم توافر الإمكانيات المادية وهذا ما نلمسه من تصريحات أصحاب الشأن في كل وقت وحين.
لغة التاريخ
تاريخياً استطاع أحد عشر منتخباً من القارة الآسيوية العبور إلى النهائيات المونديالية ورحلة البداية كانت مع إندونيسيا 1938 تحت مسمى جزر الأنتيل الهولندية وحينها خسرت أمام المجر صفر/6، ثم كان الدور على كوريا الجنوبية 1954 عندما خسرت أمام المجر وتركيا وفي شباكها ستة عشر هدفاً لتكون أسوأ مشاركة عبر تاريخ المونديال.
الحكاية اختلفت عام 1966 مع الكوري الشمالي الذي سطّر صفحة مضيئة عندما هزم الآزوري الإيطالي بهدف متابعاً طريقه نحو ربع النهائي وهناك قدم مباراة لا تمحى من الذاكرة عندما تقدم على البرتغال 3/صفر غير أن ذاك التقدم لم يكن يساوي شيئاً أمام منتخب يضم نجماً يلبس معطف الشهرة ذاك الوقت وهو أوزيبيو الذي سجل أربعة أهداف مساعداً منتخبه على تحقيق الفوز 5/3.
عام 1978 كان التأهل الأول لإيران وصحيح أنها خرجت من الدور الأول إلا أنها سجلت تعادلاً تاريخياً مع اسكتلندا من دون أهداف، وعام 1982 حضرت الكويت بمنتخب استثنائي قوامه الطرابلسي واليعقوب والدخيل والعنبري ومعيوف والحوطي والبلوشي، والنقطة المضيئة الكويتية على الأراضي الإسبانية التعادل مع تشيكوسلوفاكيا بهدف لمثله.
عام 1986 استعادت كوريا الجنوبية ذكريات المونديال وكانت مقنعة رغم خروجها من دور المجموعات فسجلت هدفاً بمرمى الأبطال الأرجنتينيين وتلقت ثلاثة كما عذّبت إيطاليا قبل الخسارة 2/3 وبينهما تعادلت مع بلغاريا، وفي المونديال ذاته حضرت العراق على حساب منتخبنا وخسرت بفارق هدف أمام المكسيك والبارغواي وبلجيكا.
عام 1990 تأهلت الإمارات وكانت خجولة بثلاث هزائم وكذلك كوريا الجنوبية مع فارق النتائج، وبعد أربع سنوات تأهلت السعودية للمرة الأولى واستطاعت الولوج إلى دور الستة عشر بعد فوزين تاريخيين على بلجيكا والمغرب، وبالمقابل لم يستطع منتخب كوريا الجنوبية العبور رغم تعادله المثير مع إسبانيا وعرضه القوي أمام ألمانيا عندما خسر بهدفين لثلاثة.
عام 1998 تأهلت السعودية مكتفية بنقطة والحال كذلك لكوريا الجنوبية بينما اليابان التي تأهلت للمرة الأولى منيت بثلاث هزائم.
عام 2002 تأهلت كوريا الجنوبية واليابان إلى الدور الثاني بفضل عامل الاستضافة وتعاطف التحكيم في الأدوار الإقصائية مع كوريا الجنوبية فوصلت لنصف النهائي، وكان الحضور السعودي مخجلاً وتكفي الإشارة إلى الخسارة 0/8 أمام ألمانيا عندما هُزت بزلزال 8 ريختر شوه سمعة الأخضر، كما كان الحضور الصيني متواضعاً بثلاث هزائم شأنها شأن السعودية.
عام 2006 خرجت كوريا الجنوبية من دور المجموعات والحال كذلك عند اليابان وإيران والسعودية.

غياب العرب
عام 2010 غاب العرب للمرة الأولى منذ مونديال 1978 ولكن ذلك سيصبح عادة مونديالية، فتأهلت كوريا الجنوبية واستطاعت الوصول إلى الدور الثاني وكذلك اليابان وكل منهما كان مقنعاً بدرجة كبيرة، كما أن أستراليا ضيف القارة الجديد خطف مقعداً سيصبح دائماً وكان مقبولاً رغم الخروج من دور المجموعات، واختلف حضور كوريا الشمالية عما كان عليه قبل أربعة وأربعين عاماً وذروة ما قدمته العرض القوي أمام البرازيل رغم الخسارة بهدف لاثنين.
في النسخة الفائتة تساقط الآسيويون من دور المجموعات بحضور إيران وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، والملاحظ أن المنتخبات الأربعة جاءت أخيرة في مجموعاتها، في هذه التصفيات يبدو العرب بموقف صعب والشكل المقبول للبعض خلال الدور الأول ليس معياراً لأن العبرة في النهايات، ومنتخبنا بالذات يتحدى كل الظروف للخروج بنتائج مقبولة، ونعتقد أن الخروج بأقل الهزائم سنقبل به تماشياً مع الحالة العامة لرياضتنا.