لهذه الأسباب سيفوز «ريال مدريد» على «برشلونة»

لهذه الأسباب سيفوز «ريال مدريد» على «برشلونة»

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦

غالبا ما تحدد موقعة «إل كلاسيكو» لقب الدوري الإسباني بكرة القدم بين اثنين من أكبر الأندية في العالم. ومن الصعب تذكر يوم لم تكن فيه تلك المواجهة ساخنة. إنه صراع تخطى الأبعاد الرياضية إلى الواقع السياسي مع تمثيل «ريال مدريد» الوطنية الإسبانية و«برشلونة» الوطنية الكاتالونية.
يحل «ريال مدريد» ضيفا في «كامب نو» يوم السبت المقبل حيث سيسعى إلى فوز يعزز به صدارته بفارق تسع نقاط، موجها في الوقت نفسه ضربة قوية إلى آمال «برشلونة» في الاحتفاظ باللقب. من جهته، يأمل الأخير استغلال عاملَي الأرض والجمهور وتحقيق فوز يقلص به الفارق بينهما إلى ثلاث نقاط.
أسباب متعددة تجعل من النادي الملكي مرشحا لحسم اللقاء والخروج بالنقاط الثلاث، من أبرزها استعادة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو لمسته التهديفية.
فأوائل الموسم، تواصل الحديث عن تراجع مستوى أفضل لاعب في العالم. تبدد كل ذلك مع تألقه في الأسابيع الأخيرة. وشهد تسجيله هدفين ضد «سبورتينغ خيخون» السبت الفائت صعوده إلى صدارة ترتيب هدافي الدوري الإسباني مع عشرة أهداف، متخطيا نجمي «برشلونة» الأرجنتيني ليونيل ميسي (9)، والأوروغوياني لويس سواريز (8).
كما قدم أداء رائعا في مباراة الـ «دربي» ضد «أتلتيكو مدريد»، مسجلا «هاتريك» ومؤكدا أنه لا يزال باستطاعته حسم المباريات لوحده.
سجل رونالدو 16 هدفا في الـ «كلاسيكو»، في المركز الثالث خلف ألفريدو دي ستيفانو وميسي. وفي حال محافظته على لمسته التهديفية سيتمكن بالتأكيد من اللحاق بهما. وهذا عامل مهم يصب في مصلحة النادي الملكي.
سبب آخر هو الاعتماد على الهجمات المرتدة الصاعقة. فغالبا ما اعتمد المدرب زين الدين زيدان في خططه على تشكيل 4 ـ 5 ـ 1 في الدفاع، متيحا لفريقه امتصاص ضغط الفريق الخصم ومن ثم الرد سريعا بهجمة مرتدة صاعقة يعاقب بها الدفاع على تركه أي مساحة خالية.
وفي غياب الويلزي المصاب غاريث بايل الذي لعبت سرعته دورا كبيرا في ذلك، يملك «ريال مدريد» موهبة قادرة على تعويضه في الكولومبي خاميس رودريغز. وسيوفر لجوء «برشلونة» إلى الدفع بالعدد الأكبر من لاعبيه نحو الهجوم لكونه يلعب على أرضه فرصة كبيرة لاستغلال أي خطأ ومعاقبته.
في المقابل يُعد ثلاثي خط هجوم «برشلونة» الأفضل في العالم دون منازع. لكن الاعتماد الزائد على الثلاثي ميسي والبرازيلي نيمار وسواريز قد يكلف الفريق الكثير. فنسبة الفوز مع ميسي وبدونه تتفاوت بشكل كبير. مع النجم الأرجنتيني حصد «برشلونة» 27 نقطة من 30 ممكنة، وفي غيابه نال عشر نقاط فقط من 21 ممكنة.
بدا «برشلونة» متعبا ومملا في الأسابيع القليلة الماضية، حيث اعتمد غالبا على بعض لحظات التألق لتحقيق الفوز. بالطبع هنالك لائحة طويلة من لاعبيه المصابين ساهمت في بعض من نتائجه المتواضعة. فأندريس إنييستا يغيب منذ تشرين الأول لإصابة في الركبة وتحدثت أخبار عن عودته في الـ «كلاسيكو»، كما غاب الفرنسي صامويل أومتيتي عن مباريات تشرين الثاني لإصابة في الفخذ. وعانى مواطنه جيريمي ماتيو من إصابة عضلية وتعرض بيكيه وجوردي ألبا لإصابات أقل خطورة قبل أن تتجدد إصابة الأخير ويصبح مهددا بالغياب عن موقعة السبت.
وبينما لدى «ريال مدريد» أيضا لائحة طويلة من الإصابات تضم الألماني طوني كروس وبايل وألأفارو موراتا والفرنسي رافايل فاران، ساهم غنى فريقهم باللاعبين في تخطي مبارياتهم بسهولة أكبر.
وشهد فوز «ريال مدريد» على «سبورتينغ خيخون» (2 ـ 1)، بلوغ زيدان حاجزا جديدا مدربا للنادي الملكي. فقد سبق للفرنسي أن حطم الرقم القياسي لأكبر عدد من النقاط يحصدها مدرب في مبارياته الـ 32 الأولى من الدوري مع 83 نقطة. بالمقارنة حصد بيب غوارديولا 81 نقطة ولويس إنريكه 78 نقطة وجوزيه مورينيو 77 نقطة.
كان الفوز يوم السبت في «برنابيو» يعني أن زيدان عادل رقم كارلو أنشيلوتي القياسي بخوض 31 مباراة من دون خسارة مع «ريال مدريد». وسيحطمه اليوم عندما يواجه «لا كولتورا ليونيسا» من الدرجة الثالثة في إياب الدور الرابع من كأس الملك. وبالتأكيد سيرغب زيدان في المحافظة على مسلسله الخالي من الخسارة عندما يواجه «برشلونة».
وبفضل امتلاكه لمسيرة رائعة يحظى زيدان باحترام لاعبيه الذين يتجاوبون مع خططه بشكل جيد جدا. فهم يلعبون بإخلاص والنتائج أظهرت ذلك على أرض الملعب.
سبق لزيدان أن قاد فريقه إلى الفوز على «برشلونة» (2 ـ 1)، في نيسان الفائت وسيتطلع إلى نتيجة مماثلة من لاعبيه هذه المرة.
يضاف إلى ذلك أن «برشلونة» يحتل حاليا المركز الثاني في ترتيب الدوري بفارق ست نقاط خلف «ريال مدريد» مع مرور ثلث الموسم.
وبينما يملك الأفضلية عندما يحل النادي الملكي ضيفا عليه هذا السبت، عانى «برشلونة» بشكل واضح في محاولته تحقيق نتائج جيدة في الأسابيع القليلة الماضية وفريق «ريال» المتعطش سيعاقبه على الأخطاء التي فشلت أندية أقل مستوى في استغلالها.
فشل «برشلونة» في مواصلة الضغط على غريمه التقليدي الأسبوع الفائت بتعادله مع مضيفه «ريال سوسييداد» (1 ـ 1)، مع سيطرة الأخير الواضحة على المباراة. كما تعادل سلبا في مباراته السابقة على أرضه أمام «ملقة»، ومن دون شك يملك الفريق الضيف فرصة أكبر لتحقيق الفوز. فهذا التعادل أكد بدايته الأسوأ للموسم منذ خاض ميسي مباراته الأولى معه قبل تسع سنوات.
وإذا ما أخذنا في الحسبان الخسارة أمام «مانشستر سيتي» (1 ـ 3)، ضمن دوري أبطال أوروبا نشعر أن الفريق الكاتالوني لم يكن في أفضل حالاته خلال الشهر الفائت.