الـ«كلاسيكو» بين «برشلونة» و«ريال مدريد».. نهاية دراماتيكية لمواجهة رائعة

الـ«كلاسيكو» بين «برشلونة» و«ريال مدريد».. نهاية دراماتيكية لمواجهة رائعة

الأخبار الرياضيــة

الاثنين، ٥ ديسمبر ٢٠١٦

شهد العالم مباراة رائعة بين حامل اللقب «برشلونة» وضيفه المتصدر «ريال مدريد» في «إل كلاسيكو» الأول في الموسم 2016 ـ 2017. فأبرم التعادل حكمه بهدف لمثله، ليحافظ النادي الملكي على فارق النقاط الست الذي يفصله عن غريمه اللدود.
فبعد شوط أول سلبي مع أفضلية نسبية لـ«برشلونة»، نزل الكاتالونيون في الشوط الثاني مهاجمين على سائر الأصعدة. افتتح الأوروغوياني لويس سواريز التسجيل في الدقيقة 53 لـ «برشلونة» الذي تبعه بفترة من اللعب الرائع. لكن البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي عانيا من ترجمة الفرص، فقام القائد الملكي سيرخيو راموس بما يشتهر به، تسجيل هدف رأسي متأخر (90).
وكانت النقطة الإيجابية الكبرى بالنسبة إلى مدرب «برشلونة» لويس إنريكه عودة أندريس إنييستا. فقد بدا القائد في أفضل حالاته وساهم في صنع العديد من الهجمات. في المقابل منح «ريال مدريد» الشابين ماركو أسينسيو وماريانو دياز فرصة اللعب على المسرح الأكبر في إسبانيا.
معركة الوسط
قبل خوضه مباراته الكبرى هذا الموسم، كان «برشلونة» يعاني في محاولته إيجاد مستواه المعهود. فالكرواتي إيفان راكيتيتش بات شبحا لنفسه بينما سيرجيو بوسكيتس قدم عرضا مخيبا ضد «ريال سوسييداد». لكن الوضع انقلب في مباراة «إل كلاسيكو»، فرفع راكيتيتش من مستواه وقدم بوسكيتس مباراته الأفضل حتى الآن في الموسم الحالي. كما قدم البرتغالي أندريه غوميش مباراة كبيرة.
في المقابل، بدا واضحا أن «ريال مدريد» يفتقد إلى الألماني طوني كروس والبرازيلي كاسيميرو، ولم يتمكن الكرواتي ماتيو كوفاسيتش، وعلى الرغم من تقديمه بعض اللمحات المميزة، من التعامل مع ضغط «برشلونة». وبدأ إيسكو المباراة بشكل جيد لكن بوسكيتش صعَّب من مهمته. يمكن القول إن بوسكيتس قدم عرضا يجعله من الأفضل في العالم في مركزه.
وسرع إشراك إنييستا من إيقاع «برشلونة» الذي سيطر بشكل واضح على وسط الملعب. لكن عاب خطَ وسطه نقطتان سلبيتان فقط، الأولى عندما تسبب التركي أردا توران بركلة حرة قادت إلى تسجيل راموس هدف التعادل، والثانية عدم توفر الوقت الكافي أمام دنيس سواريز لإثبات نفسه، بينما كان لماركو أسينسيو أثر إيجابي على «ريال مدريد».
هجوم «برشلونة»
اعتمد «برشلونة» بشكل كبير على ثلاثي خط هجومه من ميسي وسواريز ونيمار لتحقيق الفوز خلال الموسمين الأخيرين، لكن «إل كلاسيكو» كان قصة مختلفة. فبينما أي من اللاعبين الثلاثة لم يقدم مباراة سيئة، لم تكن مباراتهم جيدة بالنظر إلى مستوياتهم الكبيرة. فميسي كان لامعا في وسط الملعب لكنه بدا متوترا بعض الشيء في منطقة جزاء «ريال مدريد».
من جهته، قدم نيمار عرضا كبيرا لكنه أهدر فرصتين سهلتين كان يمكن أن تحسما النتيجة. وأهدر ميسي فرصة ذهبية في الشوط الثاني أيضا. لكن الغريب أن الهداف التاريخي لـ«برشلونة» والـ«كلاسيكو» كان المهاجم الأقل إنتاجا بين الثلاثة.
يلجأ «برشلونة» إلى اختراق دفاع الخصم لكن لمعظم الشوط الأول كان سواريز بعيدا عن مركزه أو متسللا أو غير قادر على تجنب المدافعين لاستلام الكرة. وبعد رأسيته الرائعة، بدا أفضل حالا، لكن دون مستواه المعهود.
الطريف في الأمر أن تقديم أداء متواضع من هجوم «برشلونة» لا يزال كافيا لتسجيل هدف وتهديد دفاع «ريال مدريد»، فكيف ان كان في أفضل حالاته؟
قصة ظهيرين
ويضم الفريقان اثنين من أفضل من يشغل مركز الظهير الأيسر المهاجم في العالم في جوردي ألبا والبرازيلي مارسيلو. وبينما الأخير يعيش موسما جيدا حتى الآن، عانى ألبا من تذبذب في المستوى ومن الإصابات المتكررة وكان من نقاط ضعف «برشلونة» هذا الموسم. لكن الوضع انقلب تماما في «إل كلاسيكو».
قدم اللاعبان ما كان متوقعا منهما من الناحية الهجومية، لكن أحدهما تميز في الناحية الدفاعية. قدم ألبا أفضل عرض دفاعي له هذا الموسم، فقضى على تهديد فاسكيز لمعظم المباراة، فندرت هجمات «ريال مدريد» من جناحه.
في الجهة المقابلة، قدم مارسيلو واحدا من أسوأ عروضه الدفاعية مع «ريال مدريد» هذا الموسم. إذ غالبا ما فقد الكرة وبسهولة مرغما رافايل فاران وراموس على التدخل لتغطيته. لكن في الهجوم كان مارسيلو مصدر تهديد مستمر.
أخطاء سخيفة
عبر السنين ارتبط «إل كلاسيكو» بالأخطاء والالتحامات والضغط على الحكم، ولم تكن مباراة السبت مختلفة. احتاج القرار الأول المثير للجدل إلى دقيقتين فقط، لكن تدخل الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو ضد فاسكيز بدا غير متعمد تماما ولكان من القسوة احتساب ركلة جزاء ضد «برشلونة».
من جهته، طالب «برشلونة» أكثر من مرة باحتساب ركلة جزاء لمصلحته بعد أكثر من حالة لمس الكرة، لكن مرة أخرى لم تَبدُ أي منها صحيحة.
ومن العدل القول إن الحكم كان محقا بقراراته. ارتكب «برشلونة» عددا أكبر من الأخطاء في وسط الملعب بينما «ريال مدريد» ارتكب معظم أخطائه في منطقته مانحا «برشلونة» بعض الفرص الكبيرة للتسجيل.
الدرس الأكبر للفريقين يمكن أن يكون من حقيقة أن الهدفين جاءا من خطأين غير ضروريين، عبر رافايل فاران وأردا توران.
خطة زيدان
كان «برشلونة» الطرف الأفضل لـ60 دقيقة على الأقل في لقاءي «إل كلاسيكو» وزيدان مدربا لـ «ريال مدريد». لكن شباك الفريق الملكي لم تهتز بأكثر من هدف واحد في تلك الدقائق الـ60 من الضغط المتواصل. يبدو أن زيدان سعيد في الاعتماد على الدفاع وامتصاص الضغط وشن هجمة عندما يبدو خصمه فاقدا طاقته.
وبينما كان بإمكان «برشلونة» إضافة هدفين، هاكم حقيقة لافتة تثبت مدى فاعلية خطط «ريال مدريد» ضد «برشلونة» وزيدان مدربا له. ففي اللقاءين الأخيرين ضمن «إل كلاسيكو»، لم تهتز شباك «ريال مدريد» من هجمة عادية.
وما يزيد من غرابة ذلك أن «برشلونة» يضم أفضل خط هجوم في تاريخ كرة القدم. وبينما قام إنريكه بعمل جيد في تحضير دفاعه للهجمات المرتدة، قاد خطأ سخيف إلى هدف التعادل مانحا مباراة ساخنة نهاية دراماتيكية.

أرقام لافتة
1ـ صنع لوكا مودريتش هدفاً لسيرخيو راموس للمرة الأولى منذ نهائي دوري أبطال أوروبا العام 2014.
33ـ عزز «ريال مدريد» مسلسل مبارياته من دون خسارة إلى 33 مباراة في المسابقات كلها.
26ـ عدد مسلسل مباريات «ريال مدريد» من دون خسارة في الدوري الإسباني، الأطول في البطولات الخمس الكبرى.
6ـ لم تهتزّ شباك «ريال مدريد» من ليونيل ميسي في ست مواجهات في «كلاسيكو».
165ـ المرة الأخيرة التي تخلّف فيها «برشلونة» عن «ريال مدريد» بفارق ست نقاط تعود إلى أيار من العام 2012. أقيمت مباريات 165 أسبوعاً منذ ذلك الحين.
9ـ أهدر «برشلونة» تسع نقاط حتى الآن في الموسم الحالي، أكثر مما أهدره في «كامب نو» في أي من المواسم السبعة الماضية في الدوري الإسباني.
100ـ سجل سيرخيو راموس الهدف الـ100 في الدوري منذ تسلم زين الدين زيدان منصب المدرب في «ريال مدريد»، في 34 مباراة بقيادته.
4ـ سجل سيرخيو راموس أربعة أهداف هذا الموسم أكثر من أي مدافع آخر في إسبانيا (في كل المسابقات).
48ـ سجل لويس سواريز هدفه الـ48 خلال العام 2016، في مباراته الـ54، معادلاً مجموعه في العام 2015 (48 هدفاً في 57 مباراة).
50ـ بات للويس سواريز علاقة مباشرة في 50 من أهداف «برشلونة» في الدوري خلال العام 2016. 34 هدفاً و16 تمريرة حاسمة تحديداً.
3ـ لم يهز أي لاعب شباك كيلور نافاس في «ريال مدريد» أكثر من لويس سواريز (3 في المسابقات كلها).
20ـ مسلسل مباريات «ريال مدريد» من دون خسارة في كل مرة شارك فيها لوكاس فاسكيز أساسياً.
75ـ عدد الأهداف التي سجلها سيرخيو راموس مع ناديه ومنتخب بلاده.
13ـ سجل نيمار 13 تمريرة حاسمة في 17 مباراة في كل المسابقات مع «برشلونة» هذا الموسم.