اليوم يختتم الكرنفال الأسمر الحادي والثلاثون في الغابون … لقب ثامن لمصر أم خامس للكاميرون؟

اليوم يختتم الكرنفال الأسمر الحادي والثلاثون في الغابون … لقب ثامن لمصر أم خامس للكاميرون؟

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ٥ فبراير ٢٠١٧

تسدل الستارة على فعاليات النسخة الحادية والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة في الغابون اليوم بداية من التاسعة مساء بتوقيت دمشق عندما تتقابل مصر زعيمة البطولة مع الكاميرون التي تعد من القوى العظمى في القارة السمراء بدليل أنها أكثر المنتخبات الإفريقية حضوراً في كأس العالم بسبع مرات وأكثرها بصمة من خلال الوصول إلى الدور ربع النهائي عام 1990 في إيطاليا.
فارسا النهائي يعدان من الفرسان البارعين، فمنتخب مصر الشقيق الذي يضم أربعة لاعبين فقط سبق لهم المشاركة في أمم إفريقيا قبل هذه البطولة فاز باللقب سبع مرات منها ثلاث متتالية ولم يخسر في آخر 24 مباراة لعبها في نهائيات البطولة، بينما منتخب الكاميرون الذي يضم ثمانية لاعبين سبق لهم المشاركة قبل هذه النسخة فاز باللقب أربع مرات، وبناء عليه تبدو الفرصة ذهبية لكليهما لاستعادة نعمة التتويج، فمصر غابت عن البطولات الثلاث الأخيرة إثر فشلها في التأهل بينما منتخب الكاميرون يتطلع للقب الأول منذ خمسة عشر عاماً وهذه أطول فترة يصوم فيها عن التتويج منذ معانقته اللقب الأول عام 1984.
إذاً شاءت الظروف أن يتأهل المدربان اللذان لم يكن مرحباً بهما عند التعاقد معهما، فخطوة تفصل كوبر مدرب مصر عن طرد الكوابيس المزعجة في المباريات النهائية، وخطوة تفصل البلجيكي بروس عن اللقب رداً على كل المشككين يوم التعاقد معه وكلا المدربين في العقد السابع من العمر، فكوبر يبلغ 63 عاماً مقابل 66 عاماً لبروس الذي أرقه امتناع البعض عن المشاركة كماتيب مدافع ليفربول.

الواقعية
لم يكن المنتخبان مرشحين لعبور المباراة النهائية لكنهما لم يكونا خارج الحسابات في الآن ذاته، وسبب استبعاد مصر أنها افتقدت حساسية المشاركة، بينما استبعدت الكاميرون لتراجع مستواها في الآونة الأخيرة، ولكن حقيقة المستطيل الأخضر كانت غير ذلك، فالواقعية في أداء المنتخبين قالت كلمتها والمتانة الدفاعية علا صداها والقراءة التكتيكية للمدربين ظهرت تجلياتها، فكان طريق مصر وعراً بعض الشيء، ولم يكن طريق الكاميرون أكثر سلاسة ويسراً بدليل أن كلاً منهما احتاج إلى ركلات الأعصاب الترجيحية في إحدى المحطات.
هدف واحد ولج مرمى عصام الحضري أكبر لاعبي البطولة عبر التاريخ خلال خمس مباريات وهذه مسلّمة يمكن البناء عليها كيف سيكون شكل المنتخب المصري وأداؤه في مباراة التتويج، ولكن الاكتفاء بأربعة أهداف في خمس مباريات إحداها امتدت إلى 120 دقيقة هذه حصيلة قليلة.
وفي الاتجاه المغاير فإن منتخب الكاميرون عجز عن التسجيل في مباراتين متتاليتين أمام الغابون مع نهاية دور المجموعات ثم أمام السنغال في المباراة الأكثر صعوبة لها، ولكن هذه المشكلة الهجومية وجدت الحلول أمام منتخب غانا في نصف النهائي بتسجيله هدفين ليرفع عدد أهدافه إلى خمسة أهداف بمعدل هدف في المباراة الواحدة ولذلك يتوقع أن يتحكم حارسا المرميين والدفاع الصلب بنتيجة مباراة اليوم التي لا نتوقعها عامرة بالأهداف.

أوراق رابحة
فرض الحارس المصري عصام الحضري نفسه نجماً فوق العادة ويرشحه المتابعون لأن يكون أول حارس مرمى يفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة إذا فاز الفراعنة باللقب، ولا نغفل محمد صلاح الأمل الأكبر في طرق مرمى الكاميرون، وكذلك المدافعان أحمد فتحي وعلي جبر وهما مفتاحا الحفاظ على الشباك مدة 432 دقيقة متواصلة، في الوقت الذي سيفتقد فيه الأشقاء خدمات المهاجم محمود كهربا بسبب الإيقاف.
على الطرف الآخر برز من الكاميرون الحارس أوندوا والمدافع طويل القامة (190) سم ذو المواصفات الهجومية نغاجوي الذي سجل هدفين وقائد الفريق موكاندغو صلة الوصل بين الدفاع والهجوم والخبير أبو بكر فنسنت.

فأل النهائيات
عندما تتأهل مصر إلى المباراة النهائية فإن حظوظها تكون وافرة للتتويج وحصل ذلك أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010 وأعياها التتويج مرة واحدة فقط كانت على الأراضي الإثيوبية أمام منتخب لن يتكرر في تاريخ الكرة الأثيوبية.
وعلى الجانب المغاير فإن تأهل الكاميرون يشفع باللقب باستثناء الحالات التي يكون فيها أبناء الكنانة هم الطرف الآخر وحصل ذلك 1986 و2008 بينما كانت رحلة التتويج أعوام 1984 و1988 و2000 و2002 ولذلك يتخذ لقاء اليوم طابعاً مختلفاً عنوانه حذر مصر مع مدربها الأرجنتيني كوبر الذي يعاني في مباريات التتويج، وجديد منتخب الأسود غير المروضة الذي وجد نفسه يلعب على اللقب غير متنازل عنه.

الطريق إلى النهائي
بدأ منتخب مصر بالتعادل مع مالي سلباً ثم فاز على أوغندا وغانا بدور المجموعات ثم المغرب بربع النهائي بنتيجة واحدة 1/صفر وفي نصف النهائي تأهل على حساب بوركينا فاسو بركلات الترجيح بعد التعادل 1/1 وهداف المنتخب هو محمد صلاح بهدفين.
بينما بدأ منتخب الكاميرون بالتعادل 1/1 مع بوركينا فاسو ثم فاز على منتخب غينيا بيساو بهدفين لهدف وتعادل مع الغابون سلباً ومع السنغال بربع النهائي بالنتيجة ذاتها لتبتسم له ركلات الترجيح ثم قدم أفضل ما عنده أمام غانا لينتزع فوزاً جديراً بهدفين وهداف المنتخب الكاميروني هو نغاجوي الذي سجل هدفين، وللتذكير فإن صدارة الهدافين قبل المباراة الترتيبية التي جرت أمس بين غانا وبوركينا فاسو هو مهاجم الكونغو الديمقراطية كابانانغا بثلاثة أهداف.

الطبعة العاشرة
مصر والكاميرون أكثر اللقاءات تكراراً في البطولة والمباراة اليوم تحمل الرقم عشرة، والحصيلة أربعة انتصارات لمصر مقابل تعادلين وثلاث هزائم والحكاية بدأت 1984 بدور المجموعات وفازت مصر ثم ابتسمت ركلات الترجيح لمصر في نهائي 1986 بعد التعادل صفر/صفر، وعام 1988 فازت الكاميرون بدور المجموعات 1/صفر ثم بهدفين لهدف في الدور ذاته 1996 وبهدف دون مقابل في ربع نهائي 2002 ثم تعادل المنتخبان سلباً في دور المجموعات 2004 لتبدأ سطوة مصر 4/2 في دور المجموعات عام 2008 وفي النهائي بهدف وفي ربع نهائي عام 2010 بثلاثة أهداف لهدف بالتمديد بالتعادل 1/1.