بطولة كأس القارات العاشرة بكرة القدم – روسيا 2017 …الفكرة عربية والريادة أرجنتينية والزعامة برازيلية

بطولة كأس القارات العاشرة بكرة القدم – روسيا 2017 …الفكرة عربية والريادة أرجنتينية والزعامة برازيلية

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ٣٠ مايو ٢٠١٧

خالد عرنوس

تعد بطولة كأس القارات عملياً البطولة الثانية لمسابقات الاتحاد الدولي لكرة القدم (fifa) بعد المسابقة الرئيسية (كأس العالم) فهي بطولة النخبة لأنها تجمع أبطال الاتحادات الكروية الستة المنضوية تحت لواء الفيفا إضافة إلى بطل العالم ومنتخب الدولة المنظمة، وعلى الرغم من ذلك فإنها لم تلق العناية الكاملة خاصة عند انطلاقها على عادة كل بطولات الدنيا، فشهدت النسخة الأولى مشاركة أربعة منتخبات قبل أن تتسع الرقعة ليستقر العدد على ثمانية منتخبات وباتت تقام كل أربع سنوات حيث تنظمها الدولة المنظمة للمونديال قبل عام من بطولة كأس العالم كبروفة عملية للوقوف على استعداداتها للعرس العالمي الأكبر وذلك منذ عام 2005، واليوم نصل للنسخة العاشرة للبطولة التي بلغت ربع قرن من عمرها وستنظمها روسيا مستضيفة مونديال 2018 ابتداءً من منتصف الشهر القادم، فما حكاية كأس القارات؟ وما أبرز أحداثها؟ ومن أبطالها وأبرز نجومها وهدافيها؟ كل ذلك نتابعه على مدار حلقات نبدؤها اليوم بسرد تاريخي لفكرة البطولة وانطلاقها وعدد من بطولاتها باختصار شديد.

فكرة عربية
بعدما بات لكل قارة بطولتها الخاصة بالمنتخبات أوائل الستينيات داعبت فكرة تجمع أبطال هذه القارات في بطولة للنخبة مخيلة بعض المهتمين والمسؤولين عن كرة القدم العالمية إلا أنها بقيت حبراً على ورق على الرغم من بعض المحاولات لإطلاق مثل هذه البطولة على غرار ما نظمت البرازيل بعد فوزها بكأس العالم 1970 أو مثل ما فعل اتحاد الولايات المتحدة عام 1976 عندما أقام بطولة مصغرة جمعت البرازيل وإيطاليا وإنكلترا ومنتخباً من اللاعبين في الدوري الأميركي، أو مثلما فعلت الأورغواي عندما جمعت معظم أبطال العالم في الموندياليتو أواخر عام 1980 عندما أرادت الاحتفال باليوبيل الذهبي لتنظيمها أول بطولة لكأس العالم وتتويجها باللقب.
وعلى غرار كأس الإنتركونتيننتال أقام الاتحادان الأوروبي والأميركي الجنوبي مباراة على كأس (أرتيمو فرانكي) بطولة للقارات، وبعد تتويج منتخب السعودية ببطولة آسيا عام 1988 اقترح الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحادين السعودي والعربي إقامة بطولة لأبطال القارات ولم يكتف بالاقتراح بل عمل على تنظيم هذه البطولة فجرت النسخة الأولى تحت مسمى بطولة الملك فهد الدولية لأبطال القارات عام 1992 بمشاركة أبطال آسيا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وإفريقيا ورفضت أوروبا الفكرة، وبعد ثلاثة أعوام أقيمت النسخة الثانية بمشاركة أبطال القارات ذاتها وانضم بطل أوروبا للمرة الأولى إضافة لصاحب التنظيم، وانتزع الأمير فيصل اعتراف الفيفا بالبطولة فأشرف الاتحاد الدولي على النسخة الثالثة 1997 بمشاركة 8 منتخبات.

انسحابات وثبات
واجهت البطولة منذ البدايات العديد من المشاكل فجاء رفض الأوروبيين المشاركة فيها على اعتبار أن توقيت البطولة غير مناسب قبل أن يعودوا عبر الدانمارك في النسخة الثانية إلا أن الألمان امتنعوا عن الثالثة فناب عنهم التشيك ثم انسحب بطل العالم الفرنسي فشارك بطل أوروبا الألماني عام 1999 لكن بالصف الثاني (حسب وصفهم) وهكذا، لكن مع اعتراف الفيفا بالبطولة انتظمت وخاصة بإصرار رئيس المنظمة الدولية جوزيف بلاتر فأصبحت بطولة رسمية وجاء تنظيم اليابان وكوريا الجنوبية للنسخة الخامسة عام 2001 ليرسم خطاً جديداً للبطولة التي أقرت كل عامين فأقيمت النسخة السادسة على الأراضي الفرنسية قبل أن يقرر الفيفا إقامتها قبل المونديال بعام في الدولة التي ستنظم العرس العالمي وذلك منذ عام 2005.

اللقب الأول للتانغو
بمشاركة أربعة منتخبات انطلقت النسخة الأولى وأقيمت مبارياتها بطريقة نصف النهائي ثم النهائي الذي شهد لقاءً سعودياً أرجنتينياً وأنهاه راقصو التانغو بالفوز 3/1 وكان بطل آسيا تجاوز نظيره الأميركي في حين بطل أميركا اللاتينية قسا على ساحل العاج برباعية، يمكن القول إن تتويج الألبيسيليستي جاء طبيعياً بوجود نخبة من اللاعبين المتألقين أمثال القائد روجيري وصانع اللعب ريدندو والهداف باتيستوتا والمخضرم كانيجيا ومن ورائهم جميعاً الحارس غويكويتشيا تحت قيادة المدرب ألفيو بازيلي.

المرتزقة يواصلون المفاجآت
نجاح النسخة الأولى شجع البعض على المشاركة فارتفع العدد إلى ستة وهي: الدانمارك بطل أوروبا واليابان بطل آسيا والمكسيك بطلة الكونكاكاف ونيجيريا بطلة إفريقيا والأرجنتين بطلة أميركا إضافة إلى السعودية الدولة المضيفة وقسمت إلى مجموعتين على أن يلتقي بطلاهما في النهائي الذي جمع بطلي أوروبا وأميركا وعلى غرار ما فعل مرتزقة الدانمارك في يورو 1992 تابعوا المفاجأة وانتزعوا اللقب من أنياب أبناء التانغو بفوزهم بهدفين بعد تألق لافت من الأخوين لاودروب ومعهما راسمونسن ونيلسن ولا ننسى المدرب مولر نيلسن.
وكان الدور الأول شهد تفوق الأرجنتين على نيجيريا بفارق الأهداف وتعادل منتخبا الدانمارك والمكسيك بكل شيء ولأن مباراتهما كانت الأخيرة في المجموعة الأولى فقد لعبا وقتاً إضافياً ثم احتكما لركلات الترجيح التي جاءت لمصلحة الأوروبيين بنتيجة 4/2.

وصول السامبا
انتزعت البطولة اعترافاً دولياً من الفيفا واستقر العدد على ثمانية منتخبات منها ستة تمثل الاتحادات القارية إضافة إلى بطل العالم والدولة المنظمة وشاركت منتخبات أستراليا والبرازيل والأورغواي والمكسيك وجنوب إفريقيا وتشيكيا (بدلاً من ألمانيا) والإمارات وصيف السعودية الذي شارك ممثلاً لأصحاب الأرض وأقيمت البطولة بنظام المجموعتين يتأهل الأول والثاني منها إلى نصف النهائي الذي يقام بطريقة المقص لتحديد طرفي المباراة النهائية.
وسارت الأمور طبيعية حتى نصف النهائي فتأهل من هناك السيليساو بطل العالم على حساب ممثل أوروبا 2/صفر وفاجأ الكنغارو الأسترالي نظيره السيلستي الأورغوياني بهدف بعد وقت إضافي، وكان طرفا النهائي تواجها بالدور الأول وتعادلا سلباً لكن في النهائي عاد الوضع إلى مساره المتوقع فقسا أبناء السامبا على السوكيروزو بسداسية نظيفة تقاسمها نجما السيليساو رونالدو وروماريو فقدم أبناء المدرب العجوز زاغالو صورة مثالية لبطل المونديال قبل عام على الدفاع عن لقبه.

مهرجانات الأزتيك
بعد عامين انتقلت البطولة خارج المملكة للمرة الأولى فأقيمت بالمكسيك وغاب عنها أبطال العالم الفرنسيون فشارك وصيفه البرازيلي وشارك البوليفي وصيف الأخير في كوبا أميركا ودخل بطل أوروبا الألماني للمرة الأولى بفريق متجدد ولم يغب السعودي على اعتباره بطل آسيا وشارك الأميركي والنيوزيلندي وبالطبع التريكولور المكسيكي صاحب الضيافة الذي توج باللقب قالباً الطاولة بوجه السيليساو البطل السابق بعد مباراة للذكرى فاز بها بنتيجة 4/3. وكان البرازيلي فاز بنتيجة تاريخية على السعودي في نصف النهائي 8/2 في حين التريكولور احتاج إلى هدف في الوقت الإضافي ليتخطى جاره الأميركي، ومثلت نتائج المانشافت مفاجأة فقد خسر برباعية من البرازيل وبهدفين من أميركا ولم يفز سوى على النيوزيلندي بهدفين، أما بطل إفريقيا المصري فبدأ بتعادلين (2/2) مع البوليفي والمكسيكي لكنه خسر بقسوة من شقيقه السعودي 1/5 ليخرج بدوره من الدور الأول.
وشهدت البطولة تألقاً لافتاً من التريكولور بقيادة الحارس الشهير كامبوس والهداف المتألق بلانكو وبالنسيا، أما نجم البطولة بلا منازع فكان البرازيلي الصاعد رونالدينيو، وبلغ معدل الأهداف بالبطولة 3.44 أهداف في المباراة بعدما سجل 55 هدفاً في 16 مباراة، وسجلت البطولة الحضور الجماهيري الأعلى (970 ألفاً) بمعدل أكثر من 60 ألف متفرج للمباراة الواحدة وهو المعدل الأعلى حتى الآن.

صياح الديوك
عاشت فرنسا رائدة المسابقات القارية والعالمية عقداً مثالياً منذ تتويج منتخبها الأول باللقب المونديال عام 1998 والذي تأكد بالكأس الأوروبية بعدها بعامين ولأنها امتنعت عن المشاركة في كأس القارات 1999 جاءت مشاركتها بالنسخة الخامسة بعد عامين على الأراضي الآسيوية ليزيد من رصيد البطولة لكن المنتخبات المشاركة لم تكن على المستوى ولم يحضر السيليساو البرازيلي المتخبط يومها سوى بالصف الثاني وكذلك غاب بعض النجوم عن منتخب الديوك إلا أنه في النهاية أكمل عقد البطولات باللقب الأول على صعيد كأس القارات عقب فوزه على الياباني بهدف في النهائي وعقب بطولة مملة تميزت بمعدل تهديفي هو الأضعف ويمكن القول إن المنتخب الأسترالي كان مفاجأة البطولة بفوزه على فرنسا بالدور الأول ثم على البرازيل في مباراة الترتيب بنتيجة 1/صفر.