ظهور أول لبطلي أوروبا وأميركا في كأس القارات 2017 … قمة في المجموعة الأولى واللاروخا أمام الكاميرون

ظهور أول لبطلي أوروبا وأميركا في كأس القارات 2017 … قمة في المجموعة الأولى واللاروخا أمام الكاميرون

الأخبار الرياضيــة

السبت، ١٧ يونيو ٢٠١٧

خالد عرنوس

تتواصل بطولة منافسات الدور الأول لبطولة كأس القارات العاشرة بكرة القدم على الأراضي الروسية التي افتتحت أمس بلقاء روسيا ونيوزيلندا ضمن المجموعة الأولى وفازت روسيا بهدفين مقابل لاشيء وتشهد المجموعة نفسها لقاء قمة يجمع بين بطل أوروبا السيلكيسيون البرتغالي وبطل الكونكاكاف التريكولور المكسيكي البطل الوحيد الذي يشارك في البطولة، وتنطلق منافسات المجموعة الثانية بمباراة اللاروخا التشيلياني بطل أميركا الجنوبية مع بطل إفريقيا منتخب الأسود غير المروضة على أن تقام غداً مباراة الجولة الأولى للمجموعة بلقاء المانشافت الألماني بطل العالم مع نظيره الكنغارو الأسترالي بطل آسيا.

بين الحداثة والخبرة
يمكننا أن نطلق على لقاء البرتغال والمكسيك في ملعب كازان أرينا بداية من الساعة 6 مساء بتوقيت دمشق هذه التسمية أقله في هذه البطولة حيث يظهر بطل القارة العجوز للمرة الأولى في هذه البطولة على حين التريكولور المكسيكي تعود المشاركة فيها بل إنه استطاع أن يظفر باللقب عندما استضافت البطولة ولا يمكن التنبؤ بنتيجة المباراة مع ترشيحات كتيبة داس كيناس على اعتبار أنها بطلة القارة العجوز ونجمها كريستيانو رونالدو عاش نهاية موسم مثالية بتألقه مع الريال عندما قاده إلى التتويج بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وبالطبع لن يكون وحده فهناك العديد من اللاعبين المتألقين من حوله، وبالمقابل فإن التريكولور عامر بالأسماء الكبيرة وإن لم تكن بحجم الطوربيد رونالدو إلا أن ذلك لا يمنع أن فريق المدرب الكولومبي خوان أوزيريو لا تنقصه خبرة المنافسات الكبيرة.
الفريقان كانا حاضرين في مونديال البرازيل 2014 فسقط البرتغالي من الدور الأول بحلوله ثالثاً ضمن المجموعة السابعة وراء ألمانيا وأميركا على حين المكسيكي استطاع تجاوز الدور الأول عبر المركز الثاني في المجموعة الأولى وراء البرازيل وأمام كرواتيا والكاميرون إلا أن مسيرته توقفت جرياً على عادته في المونديال منذ عشرين عاماً في الدور الثاني عقب خسارته 1/2 أمام طواحين هولندا، وبعد المونديال استطاع التتويج بكأس أميركا الشمالية والوسطى في العام التالي وهاهو يمضي بثقة لحجز مكانه في المونديال القادم (روسيا 2018).
على حين نجح المنتخب البرتغالي بالوصول إلى إنجاز تاريخي غير مسبوق عندما تخطى كل المطبات والتوقعات وتوج باللقب الأوروبي على الأراضي الفرنسية على الرغم من أن لاعبه أو نجمه الأعلى رونالدو لم يقدم الأداء الرفيع في تلك البطولة وهاهو المنتخب البرتغالي من فوز إلى آخر في التصفيات المونديالية لكنه خسر صدارة مجموعته لمصلحة سويسرا منذ الجولة الأولى وهو بحاجة إلى الثأر منه في لقاء العودة الخريف القادم والبحث بعدها عن فارق الأهداف للوصول إلى روسيا.

ثقة أم غرور
«لدينا القدرة على الفوز على أي منافس والتتويج بكأس القارات هو هدفنا الذي نسعى إليه» هذا فحوى تصريحات المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس التي سبقت البطولة والتي بموجبها يدخل رونالدو ورفاقه البطولة مرشحاً للقب وخاصة أن أهم المنافسين نظرياً (المنتخب الألماني) يشارك بالصف الثاني، ولم يكن المدرب البرتغالي سانتوس صاحب 52 عاماً من المدربين المرموقين قبل أن يصعد بـداس كيناس إلى قمة المجد في يورو 2016 فعلى الرغم من نجاحاته التدريبية مع ثلاثي البرتغال المحلي (بنفيكا وبورتو وسبورتنغ) وبعض النجاحات مع أندية يونانية وقيادته منتخب اليونان إلى الدور الثاني في مونديال 2014، وبعدها تسلم دفة السيليكسيون وبكل ثقة قاده إلى اللقب الأوروبي الأثير، ويتمتع سانتوس بثقة الجمهور البرتغالي وخاصة أن وعوده كلها تحققت في فرنسا 2016.
وقد يكون تفاؤل المدرب البرتغالي في محله إلا أنه كما صرح أيضاً بأن كل المنتخبات المشاركة هي أبطال قاراتها وعليه فإنها تسعى للمجد في روسيا ومنها بالطبع التريكولور المكسيكي أو الخصوم الذي يقوده المدرب أوزيريو الذي احتفل بميلاده الـ55 قبل عشرة أيام والمعروف عنه هوسه بالأمور التكتيكية وهو يخوض تجربته الأولى على صعيد المنتخبات.

الحكم لأرض الملعب
بنظرة سريعة لتشكيلة الفريقين نجد أن الكفة البرتغالية أثقل على مستوى الأسماء بوجود المخضرمين رونالدو وموتينيو وبرونو ألفيس وناني وكواريزما والحارس المتألق باتريسيو إضافة إلى الشباب أندريه سليفا وأندريه غوميز وسيميدو وبرناردو سيلفا، وبالمقابل فإن المخضرم رافاييل ماركيز (أكبر لاعب في البطولة) صاحب 38 عاماً يقود كتيبة التريكولور ومعه الهداف تشيشاريتو والأخوان جوناثان وجيوفاني دوس سانتوس وجوردادو ولا ننسى الحارس المتألق بدوره أوتشوا.
الفريقان سبق لهما المواجهة 3 مرات فقط منها واحدة رسمية في مباريات الدور الأول لمونديال 2006 ويومها انتهت برتغالية 2/1 وكان القائدان رونالدو وماركيز حاضرين وكذلك ناني، والتقيا ودياً مرتين فتعادلا سلباً عام 1970 وفاز البرتغالي قبل 3 أعوام بهدف.
عراقة
في المجموعة الثانية يلتقي منتخبا تشيلي والكاميرون على أرض ملعب سبارتاك في العاصمة موسكو بداية من الساعة 9 ويمكن القول إنها المباراة الأهم في المجموعة ذلك أن الفريقين مرشحان لمنافسة المانشافت على بطاقتي نصف النهائي أي إن الفائز سيكون له حظوة كبيرة في هذا الأمر وخاصة أنها تأتي في مستهل المشوار.
المقارنة قاسية من حيث العراقة بين تشيلي التي انطلقت فيها اللعبة مطلع القرن العشرين وكان اللاروخا إحدى ركائز كوبا أميركا قبل أكثر من مئة عام وبين الكاميرون التي لم تعرف اللعبة إلا أيام الاستعمار أواخر الخمسينيات ولم يظهر منتخبها الأول إلا عام 1965، لكن بالمقابل خلال أقل من عقدين أصبحت الكاميرون إحدى بطلات القارة السمراء ووصلت الى ربع نهائي المونديال وعند انطلاق كأس القارات سنحت للأسود الثلاثة المشاركة فيها مرتين وأكثر من ذلك تأهلت إلى نهائي 2003، على حين عاش اللاروخا في ظل ثلاثي أميركا الكبير وفشل بالفوز في كوبا أميركا إلا مؤخراً وعلى الصعيد المونديالي وصل إلى المركز الثالث على أرضه عام 1962 وهو أفضل إنجاز له على الصعيد العالمي رغم أنه كان من أوائل الذين شاركوا بكأس العالم.

شباب وخبرة
يدخل المنتخب الكاميروني البطولة بمعنويات كبيرة وهو الذي لم يمض على تتويجه بطلاً لإفريقيا سوى خمسة شهور وهاهو يبدأ تصفيات كأس إفريقيا 2019 بشكل مثالي بالفوز على المغرب وعين المدرب البلجيكي هوغو بروس على إنجاز جديد بعدما فاجأ الجميع في بطولة الكاف مطلع العام الحالي يوم توج باللقب الخامس بتاريخ الأسود غير المروضة ويومها اعتمد على المتوافر بعدما أبى خمسة لاعبين من النجوم المشاركة لكن ذلك لم يفت عضده ولاعبيه فانتصروا بالنهاية وكانوا جديرين بسيادة القارة السمراء من جديد، ويعتمد بروس العجوز البالغ من العمر 65 عاماً على تشكيلة تضم العديد من الشباب والعواجيز وعلى رأسهم فانسانت أبو بكر الذي يقود خط هجوم من الشباب مثل بوسونغ وتامبي وزويا، تضم البعثة الكاميرونية 22 لاعباً محترفاً ووحده الحارس الاحتياطي جورجس بوكوي يلعب لفريق القطن المحلي.
وبالمقابل فإن ممثل أميركا الجنوبية الذي يمشي نحو بلوغ المونديال للمرة الثالثة على التوالي يعتمد على جلّ التشكيلة التي فكت رموز كوبا أميركا في العامين الفائتين وعلى رأسهم الحارس برافو ولاعبا الوسط فيدال وغوتيرز والمهاجمان سانشيز وفارغاس وفي الدفاع هناك ميديل وخارا وإيسلا، وتعد كأس القارات الامتحان المجمع الأول للمدرب الإسباني بيزي الذي تسلم المهمة قبل عام من سامباولي.
الفريقان سبق أن تواجها مرة واحدة وذلك في الدور الأول لمونديال فرنسا 1998 ويومها انتهت بالتعادل بهدف لمثله.