قبل أقل من عام على مونديال 2018.. اللاروخا عاجز عن مواجهة الأوروبيين … الروس بحاجة لثورة والبرتغال أفضل بلا «الدون»

قبل أقل من عام على مونديال 2018.. اللاروخا عاجز عن مواجهة الأوروبيين … الروس بحاجة لثورة والبرتغال أفضل بلا «الدون»

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ١٦ يوليو ٢٠١٧

خالد عرنوس

أفرزت بطولة كأس القارات عدداً من النتائج المثيرة في قسم منها والمتوقعة في بعضها الآخر ولا شك أن المنتخبات الثمانية خاضت تجربة مثيرة ستكون لها إيجابياتها الكثيرة خاصة بالنسبة للمنتخبات السبعة التي حلت ضيفة على روسيا في حال عودتها إلى هناك في العرس العالمي بعد أقل من عام وبالطبع ينطبق الكلام على الأخير صاحب الأرض والجمهور الذي لم يقدم الصورة المطلوبة لمنتخب يفترض أن يدخل حسابات المنافسة على دخول الأدوار المقدمة إن لم يكن المنافسة على اللقب العالمي.
وإذا قلنا إن منتخبات أستراليا والكاميرون ونيوزيلندا وربما المكسيك رضيت بما حققته في كأس القارات وبالطبع ألمانيا المتوج باللقب فإن الخيبة الحقيقية كانت من نصيب الروس وعلى الرغم من حلوله بالمركز الثالث فإن البرتغالي لم يقنع كثيراً وفشل بنيل رضا عشاقه ومثله الوصيف التشيلياني الذي كان قريباً على الورق من الكأس لكنه على أرض الواقع ظهر بأنه مازال بحاجة للكثير للفوز بلقب عالمي.

علاج سريع
لم يحقق المنتخب الروسي سوى فوز يتيم في البطولة وجاء على أضعف المنتخبات المشاركة عملياً وبالطبع لم يشفع لصاحب الأرض الذي خسر مرتين فخرج من الدور الأول وما زاد الطين بلة أن الفريق لم يقدم سوى صورة باهتة لفريق لن يتخطى الدور الأول للمونديال في حال بقي عليها وبات بحاجة إلى رافعة حتى يتجاوز مجموعته فما بالنا إذا طلب منه دخول أدوار الكبار.
والملاحظ أن المنتخب الروسي أخفق في طرح نفسه كمرشح في بطولة القارات بعدما غابت الأسماء الكبيرة القادرة فحتى الأشهر زيركوف لم يقدم أي شيء من خبرته بل خرج مطروداً، على حين كان أكنفييف الحارس الشهير عادياً فتحمل مسؤولية كبيرة في هدف البرتغال، والأهم أن خط المقدمة لم يكن مرعباً وسمعنا بعض الجعجعة عن بعض الأسماء مثل سمولوف وغولوفين وغلاشكوف وميارنشوك لكننا لم نر طحناً.
لقد جرب الروس لمدة عقد كامل تقريباً المدرب الأجنبي وكان ذلك وسط طفرة روسية على صعيد الأندية والدوري المحلي وانتشار بعض المحترفين في أوروبا الغربية إلا أن التجربة لم تكن ناجحة وإن استطاع منتخب (الهولندي) هيدينك بلوغ نصف نهائي يورو 2008 لكنه أخفق بالتأهل إلى مونديال 2010 وأعاد الإيطالي كابيللو المنتخب إلى المونديال لكنه أخفق بتجاوز الدور الأول في البرازيل 2014 ليعود الروس إلى المدربين المحليين إلا أن ذلك لم يأت بالحل الناجع ويبدو أن الكرة الروسية بحاجة إلى تغيير جذري من الداخل.
فالانفتاح الاحترافي الكبير في الأندية الروسية ومحاولة تطويرها بهذه الطريقة لم تكن ناجعة فجاء تأثيرها سلبياً حتى الآن، حتى إن البعض ترحم على أيام الهواية أيام الاتحاد السوفييتي، ولم يتبق أمام المدرب تشيرشيسوف سوى العمل على ما لديه من اللاعبين وضخ دماء جديدة من أجل تقديم صورة معقولة لمنتخب سيلعب في أرضه وبالتأكيد فإن جماهيره ستطالبه بالنتائج وذلك بانتظار ثورة أكبر تجعل من الكرة الروسية تدخل خريطة الكبار.

العقدة الأوروبية
خلال ثلاث سنوات سابقة وعقب الخروج من الدور الثاني لمونديال البرازيل عاش اللاروخا التشيلياني أزهى سنوات تاريخه فتوج بكأس أميركا للمرة الأولى بتاريخه بعد 99 عاماً كاملة قبل أن يؤكد زعامته في البطولة المئوية بعد عام واحد 2016 على أرض الولايات المتحدة وفي المرتين جاء التتويج مستحقاً على الرغم من أنه جاء بركلات الترجيح في النهائي وعلى حساب التانغو الأرجنتيني وجاء التتويجان بقيادة مدربين مختلفين بهوية أرجنتينية لسامباولي وبيزي.
المهم أن اللاروخا بات منتخباً مهاب الجانب ورشحه الكثيرون (ونحن منهم) للظفر بكأس القارات، لكن الفريق الذي أصبح بعبع أميركا اللاتينية مازال لديه عقدة اللعب بعيداً عن مناخ بلاده وتلك البقعة من الأرض، فها هو لا يجرؤ على مجاراة الأوروبيين خاصة عندما يلعب في القارة العجوز والتجارب المريرة السابقة يبدو أنها مازالت ماثلة ولذلك رأينا فيدال ورفاقه يقدمون كرة قدم جميلة إلا أنهم لم يستطيعوا فك شيفرة الألمان على الرغم من أن المانشافت شارك بفريق شاب، فتعادلا بالدور الأول قبل أن يخسر اللاروخا في النهائي، وللعلم فإنه منذ فوز تشيلي على سويسرا وإيطاليا في سانتياغو 1962 لم يستطع منتخبها التغلب على فريق أوروبي رسمياً حتى عام 2010 في جنوب إفريقيا ويومها فاز على سويسرا من جديد وجاء الفوز على إسبانيا في مونديال 2014 على الأراضي البرازيلية وعدا ذلك لم يفز اللاروخا على أي منافس أوروبي.

رونالدو القائد الخلبي
عند الحديث عن منتخب البرتغال لابد أن الكلام سينصب حول أسطورته كريستيانو رونالدو الذي كسر أرقاماً كثيرة على الصعيد الشخصي وحتى مع ريال مدريد وحقق الكثير من الإنجازات على المستوى الفردي مع كتيبة (داس كيناس) إلا أن عقدة البطولات الكبرى رافقت اللاعب منذ مشاركته الأولى في يورو 2004 مازالت قائمة، فعلى الرغم من حضوره في كل البطولات الكبرى بعدها إلا أنه لم يقدم الأداء المنتظر في أي منها.
ربما تكون الضغوط الكبيرة التي تحيط بالنجم الكبير عائقاً أمام تحقيقه الكثير من الألقاب ولاننسى أنه على الرغم من تتويجه مع البرتغال بالكأس الأوروبية العام الفائت على الأراضي الفرنسية إلا أنه لم يكن ذلك اللاعب الحاسم في هذا الإنجاز الفريد، واليوم بعد أكثر من 140 مباراة خاضها بقميص المنتخب كرقم قياسي وتسجيله 74 هدفاً (أيضاً رقم قياسي) ما زال رونالدو يفتقد حساسية الأداء الرفيع في المناسبات الكبرى.
فهاهو يكتفي بدور البطولة في المباريات الإقصائية وفي التصفيات المؤهلة إلى المونديال واليورو ودور اللاعب العادي في النهائيات كما حدث معه في بطولة كأس القارات فبعد تسجيله هدف الفوز على روسيا وهو الهدف الذي ضمن تأهل البرتغال إلى نصف النهائي مبكراً لم يقدر رونالدو على لعب دور المعلم هناك فغاب تقريباً أمام تشيلي ليصل مع رفاقه إلى ركلات الترجيح التي خذلتهم جميعاً.
ولأن لرونالدو (في كل عرس قرص) فقد اكتفى بتدوين اسمه على هدف في كل بطولة من البطولات الكبيرة ليبلغ عدد أهدافه فيها 14 هدفاً فقط وهو رقم لا يشفع له خاصة إذا ما عرفنا أنه خاض أكثر من 35 مباراة فيها.

اقتراح جنوني
هو اقتراح من بعض عشاق البرتغال ورونالدو بأن يلعب الأخير مباريات التصفيات المونديالية التي ربما ساهم فيها بالتأهل إلى روسيا 2018 ومن ثم الاعتذار عن خوض النهائيات لأن مجرد وجوده هناك سينزع الطبخة البرتغالية التي يحاول المدرب سانتوس ونجومه الآخرون طهيها على نار هادئة للوصول إلى اللقب العالمي بعدما استطاعوا الظفر باللقب القاري للمرة الأولى ومن دون رونالدو (في النهائي)، ربما هو اقتراح للدعابة وبالتأكيد لن يعجب جمهور (الدون) المتيم لكن ما حدث في كل البطولات الكبيرة بوجوده قد يجعله حقيقياً.
أما الحل الآخر الذي لن يرضي عشاق الريال فيقضي بإراحة رونالدو قبل شهر من نهاية الموسم 2017/2018 من أجل المشاركة بالمونديال، أما في الواقع فلا يبدو كلا الطرحين جدياً لكن على البرتغاليين عدم الاعتماد كلياً على نجمهم الأعلى وهنا مسؤولية أخرى على المدرب.