زمن ريال مدريد في منتخب إسبانيا

زمن ريال مدريد في منتخب إسبانيا

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ٥ سبتمبر ٢٠١٧

بعد فترة حُكم تكللت بانتصارات باهرة وألقاب كبرى لنجوم برشلونة في منتخب إسبانيا، انتقلت دفّة الأمور إلى نجوم ريال مدريد. بدا هذا الأمر واضحاً في المباراة الأخيرة أمام إيطاليا حيث أصبح «لا روخا» انعكاساً للوضع الحالي لقطبَي الكرة الإسبانية
حسن زين الدين

عاد منتخب إسبانيا. ملعب "سانتياغو برنابيو" في العاصمة مدريد كان شاهداً مساء السبت على هذه العودة التي تمثّلت باكتساح إيطاليا لعباً ونتيجة 3-0 في تصفيات مونديال 2018، ما وضع "الماتادور" في الطريق الصحيح نحو روسيا.

المباراة أمام "الآزوري" رسمت ملامح منتخب إسباني قوي بعد فترة خفت فيها وهج "لا روخا" تلت تألقه من 2008 حتى 2012 حين حكم العالم كروياً لتأتي صدمة مونديال 2014 وفشل كأس أوروبا 2016 لتنذر بانتهاء حقبة ذلك المنتخب الذي أسقط الخصوم الكبار.
لكن ما يُحسب للإسبان في هذه التصفيات أنهم استطاعوا النهوض سريعاً وتطوير أدائهم مباراة تلو أخرى، بما في ذلك الفوز الودي الأخير على فرنسا في باريس 2-0، لتأتي مباراة إيطاليا كتتويج لهذه العودة القوية متمثلة بتشكيلة تمزج بين الشباب والخبرة.
لكن ثمة نقطة مهمة في هذه العودة وقد بدت واضحة في الـ"برنابيو" السبت، وهي أن القيادة فيها باتت مدريدية أو بتعبير آخر أن الثقل في "لا روخا" بات الآن متمثلاً بالنادي الملكي بعد فترة التألق التي كانت فيها الكلمة لبرشلونة.

منتخب إسبانيا هو انعكاس لوضع ريال مدريد الثابت والقوي

إذ ليس خافياً أن ألقاب كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010 تحققت بمساهمات نجوم "البرسا" الذين كانوا يشكّلون مصدر القوة للمنتخب، والحديث هنا عن النجمين السابقين شافي هرنانديز الذي كان بمثابة "المايسترو" في وسط الملعب وكارليس بويول الذي كان سداً منيعاً في قلب الدفاع يصعب اختراقه، والحاليين أندريس إينييستا وسيرجيو بوسكتس وجيرار بيكيه عندما كانوا في ذروة تألقهم. فالأول، رغم أدائه الجيد أمام إيطاليا، أنهكته السنوات وبات غير قادر على العطاء أو تقديم السحر كما في السابق، فيما تراجع مجهود زميليه الآخرين، مقارنة بالسنوات الماضية، بينما يبقى جوردي ألبا العنصر الكاتالوني الأكثر فاعلية الآن.
الصورة تبدو معاكسة لدى لاعبي ريال مدريد الذين انتقل إليهم مشعل قيادة "لا روخا". بالدرجة الأولى، يأتي إيسكو ساحر الوسط، الذي نقل تألقه مع النادي الملكي إلى صفوف المنتخب كما بدا ذلك واضحاً تمام الوضوح في المباراة أمام إيطاليا عندما حمل "الماتادور" على كتفيه وسجل هدفين رائعين في شباك جانلويجي بوفون، وصال وجال في دفاعات الطليان وتحديداً تلك اللقطة التي مرر فيها الكرة من بين ساقَي نجم بحجم ماركو فيراتي، حتى نال في نهاية المباراة تهنئة مدرب "الآزوري" جامبييرو فينتورا.
كذلك، فإن ماركو أسينسيو ثبّت مكانه في التشكيلة الأساسية لإسبانيا وكان مصدر خطر أمام إيطاليا، رغم عدم وصوله الى الشباك، لكن إزاء ما يقدّمه مع الريال فإن هذا الشاب قادم بقوة إلى صفوف المنتخب لتشكيل ثنائي مرعب مع إيسكو.
أما داني كارفاخال فبات عنصراً لا غنى عنه في الجهة اليمنى للمنتخب الإسباني، التي كانت مصدر خطورة أمام إيطاليا، وكاد ظهير ريال مدريد أن يسجل بنفسه هدفين من كرتين خطيرتين.
يبقى أن سيرجيو راموس يحافظ على ثباته وفاعليته وإضافته الكبيرة في خط الدفاع وكذلك في الإسهامات الهجومية كما الحال بتمريره كرة الهدف الثالث أمام "الآزوري" للمدريدي السابق ألفارو موراتا، كما أنه القائد المقاتل، كما في لعبته المقصية لإبعاد كرة خطرة أمام الهجوم الإيطالي بمواجهة الحارس دافيد دي خيا، والذي تعوّل عليه بلاده لرفع الكؤوس مجدداً، كما كانت الحال مع إيكر كاسياس.
باختصار، فإن منتخب إسبانيا هو انعكاس لوضع ريال مدريد الثابت والقوي، وبرشلونة المترنّح والمتراجع في الوقت الحالي، لكن ما يهم الإسبان، سواء كان منتخبهم بنفحة مدريدية أو كاتالونية، أنه عاد إلى مكانه بين الكبار.