رحلة العذاب والشقاء ونكران الجميل … ثلاثون مدرباً غادروا وأربعة جدد هذا الموسم

رحلة العذاب والشقاء ونكران الجميل … ثلاثون مدرباً غادروا وأربعة جدد هذا الموسم

الأخبار الرياضيــة

الاثنين، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧

نورس النجار

الرقم الصحيح الذي سيبدأ به الدوري الممتاز على صعيد المدربين هو 14 مدرباً، لكن هذا الرقم معرض للضرب والطرح، والتقسيم والزيادة، لنصل مع نهاية الدوري إلى أضعاف مضاعفة لهذا الرقم.
والموسم الماضي كان الأكثر تبديلاً واستبدالاً، فلم يبق مدرب إلا ودخل الدوري الممتاز من أبوابه المتعددة، فهناك من دخل بشهادته، وهناك من دخلها بخبرته، وآخرون ساقتهم الظروف ليكونوا أساسيين بعد أن قضوا الكثير من الوقت مدربين مساعدين، لدرجة أن عدد المدربين الذين حضروا الدوري الممتاز فاق الأربعين مدرباً فقط، في لوحة هستيرية تدل على الاضطراب وعدم الاستقرار الفني وهو ناجم بالدرجة الأولى عن سوء بالعمل الإداري في إدارات الأندية فضلاً عن تبدل الإدارات وتفاقم المشكلات والخلافات.
ومع صدور القوائم الفنية الجديدة للأندية فإن الدوري سيفتقد هذا الموسم ولو مؤقتاً عدداً من المدربين الجيدين لأسباب مختلفة، فمنهم من هو بانتظار عقد يناسبه وفي طليعة هؤلاء: أنس مخلوف وعمار الشمالي وأحمد هواش، ومنهم من لا يحب مغادرة ناديه كرفعت الشمالي وعبد الحميد الخطيب وخالد حوايني وعمار ياسين.
ومنهم من احترف خارجياً كفجر إبراهيم وحسام السيد ومحمد عقيل ومحمد ختام ومحمد العطار وإياد عبد الكريم، ومنهم من يعمل في المنتخبات الوطنية كفراس معسعس ورأفت محمد.

مدربو الأندية
الكثير من المدربين وخصوصاً الجدد لم يغادروا أسوار أنديتهم، ولم يغردوا خارجها بعد وربما ينتظرون فرصة لتحقيق ذاتهم ومن هؤلاء المدربين كثر، وأبرزهم: محمد شديد (الشرطة) وأحمد الصالح وزوبع يونس ولوسيان داوي (الجزيرة) تامر اللوز (الكرامة) وعمار أيوبي وأنس صابوني (الاتحاد) إدريس ماردنلي ومروان مدراتي ومحمد نسريني (الحرية) والفتوة كان خير مثال لتوالي المدربين، فلم يبق مدرب من أبناء النادي إلا ودربه ولو لمباراة واحدة ومن هؤلاء: جمال سعيد وعبد الفتاح فراس وإسماعيل السهو وهمام حمزاوي ومعهم الكثير من المساعدين.
وهناك مدربون غردوا خارج سربهم لكنهم لم ينجحوا مثل: إياد عبد الكريم وسائد سويدان وهما من المدربين الشبان الطموحين ولا ننسى مدرب الوثبة رافع خليل المنتقل بين ناديه وأندية الساحل السوري.
لكل مدرب من هؤلاء المدربين قصة، منهم من استغل علاقاته أو منصبه الإداري فكان مدرباً لم يدخل التدريب بعلمه أو خبرته أو موهبته، ومنهم من يحب ناديه فآثر أن يكون مدرب الطوارئ، أو في مكان تطلبه فيه إدارة ناديه، ومنهم من يبحث عن أي عقد بحثاً عن المال أو عن الشهرة.
لكننا في المحصلة العامة نجد أن المدربين مظلومون لأن قرار تعيينهم يأتي بجرة قلم، وقرار صرفهم يأتي بجرة مماثلة، والمثل المتداول في عالم التدريب يقول: تغيير المدرب أهون من تغيير الفريق بأكمله.
والمشكلة في كرتنا أنها لم تصل إلى تمام المعرفة الفنية وضرورة الاستقرار الفني، وهذا أحد أسباب عدم تطور كرة القدم في الأندية، والمفترض كقاعدة معروفة في كل بلاد العالم أن يتم الاختيار الصحيح للمدرب ثم الصبر عليه ليعطي ثمار جهده وتعبه، فعلم التدريب كالبناء يحتاج إلى وقت.
أغلب مدربينا يعاملون حسب نتائجهم، فالنادي يبحث عن النتيجة، إتقاء لضغط الجمهور، وللأسف مع ندرة المدربين المميزين في الدوري نجد أن التبديلات لم تكن سليمة في معظمها ولم تتجه نحو الحل الصحيح، ولا ننسى ولو في حالات قليلة وجود مؤامرات داخل النادي للإطاحة بمدرب معين لا يروق للبعض، وهذا ما حدث في عدة أندية في الموسم الماضي.
معظم المدربين الراحلين عن الدرجة الممتازة سيبحثون عن فرصة عمل قد يجدونها كمدربين مساعدين في الدرجة الممتازة أو رئيسيين في دوري الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة وفي دوري الفئات، وخصوصاً أن دوري الشباب صار ملزماً هذا الموسم.
ولا شك أن الدوريات ستفرز لنا جيلاً جديداً من المدربين، لكن الأهم أن يعمل المدرب على تطوير قدراته وأن يتبع المزيد من الدورات التأهيلية، فالموضوع التدريبي يبقى جهداً ذاتياً أولاً وأخيراً.

مدربو الموسم
فريق الجيش بطل الدوري استمر مع طاقمه الفني الذي أنهى به الدوري بقيادة محمد خلف ومساعده أحمد عزام، وهذا الطاقم استلم في منتصف المشوار خلفاً للكابتن أنس مخلوف.
فريق تشرين (الوصيف) استمر مع المدرب محمد اليوسف الذي استلم الفريق آخر الدوري خلفاً لعمار الشمالي، وهو يستلم الفريق كمدرب رئيسي لأول مرة.
فريق الوحدة (الثالث) تعاقد مع أحمد الشعار خلفاً لحسام السيد ورأفت محمد، والشعار من المدربين المتميزين الذي كان له صولات وجولات مع المنتخبات الوطنية وفريقي الجيش والشرطة وهو مكسب للوحدة.
فريق الاتحاد (الرابع) هو من الأندية المعروف عنها حبها للتغيير، بدأ الموسم بطاقم جديد يقوده أنس صاري، ولأن مدة الكفالة غير محددة، حدث التغيير بعد خسارة نصف نهائي الكأس أمام الوحدة فعينت الإدارة مهند البوشي .
فريق حطين (الخامس) استغنت إدارته الجديدة عن مجموعة مدربيه الذين اعتدنا عليهم في المواسم السابقة ووضعت ثقتها بالمدرب الشاب زياد شعبو الذي يخوض تجربته الأولى على صعيد التدريب.
فريق المحافظة (السادس) مدربه أنس السباعي هو المدرب الوحيد الذي حافظ على بقائه مدرباً لفريقه منذ سنوات، التغيير يحدث في الطاقم الفني المساعد، والجديد لاعبنا الدولي السابق معن الراشد مدرباً مساعداً للفريق وننوه إلى أن فجر إبراهيم استلم الفريق أكثر من مرة حين سافر المدرب خارج القطر.
فريق الشرطة (السابع) حافظ على مدربه أنور عبد القادر خلفاً لمحمد شديد منذ مطلع الإياب، ولم يقدم أنور أي إضافة للفريق في إياب الدوري، وننتظر ما هو فاعل هذا الموسم.
فريق الطليعة (الثامن) استمر مع محمد جودت موسماً آخر، الطليعة في الموسم الفائت بدأ مع مصطفى الرجب لكنه لم يتوافق مع محمد جودت وكان بمنصب المدير الفني، فاستلم التدريب محمد جودت وبعده محمد العطار وأخيراً محمد جودت مرة أخرى.
فريق المجد (التاسع) هشام شربيني (ابن بطوطة) دربّ الموسم الماضي ثلاثة فرق، فحاز مع تشرين صدارة ترتيب الدوري التصنيفي دون خسارة، ثم درب فريق جبلة عدداً من المباريات قبل أن يستقيل لأسباب خاصة، والتحق بعدها بالمجد بعد انتقال فراس معسعس إلى منتخب الشباب، ننوه هنا إلى ظهور الكابتن مهند الفقير في فريق المجد خبيراً ومساعداً للطاقم الفني، كرمى فريقه دون أن يتقاضى أي أجر.
فريق النواعير (العاشر) حاله حال جاره الطليعة بموضوع الاستقرار الفني والإداري والأداء والنتائج، بدأ مع خالد حوايني، لكنه عرج بعدها على مضر الأحمد واستقر عند المدرب المساعد محمود ارحيم وهو مستمر حتى يومنا هذا.
فريق الكرامة (الحادي عشر) بدأ الموسم الماضي مع عبد النافع حموية، ثم رقي إلى مرتبة رئيس النادي، فاستلم تامر اللوز، الموسم الجديد بدأ مع مصطفى رجب ومساعده حسان عباس.
فريق الوثبة (الثاني عشر) بدأ من رافع خليل ثم عبد المسيح دونا، ثم حسان إبراهيم، وسيبدأ الدوري مع الأخير.
فريق الجهاد الوافد الجديد عين زياد الطعان مدرباً وهو جديد على الدوري الممتاز أما فريق حرفيي حلب فاستقدم مصطفى حمصي من الحرية، والحمصي يخوض تجربته الثانية في الدوري الممتاز بعد تجربته الأول مع الحرية.