ألمانيا تخطته للوصافة والبحرين خسرته مرتين وأستراليا خبيرة به .. الملحق المونديالي شرف للبعض ومذلة للآخر

ألمانيا تخطته للوصافة والبحرين خسرته مرتين وأستراليا خبيرة به .. الملحق المونديالي شرف للبعض ومذلة للآخر

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ١٢ نوفمبر ٢٠١٧

خالد عرنوس

تنتظر جماهير كرة القدم في العالم هذا الأسبوع معرفة 6 منتخبات ستكون حاضرة في نهائياات كأس العالم بنسختها الحادية والعشرين من خلال الملحق أو الدور الفاصل أو ما يعرف اصطلاحاً بـ(البلاي أوف) وهي المحطة التي لم تغب عملياً عن التصفيات منذ مطلع التصفيات المونديالية لكنها نظرياً باتت تعرف بهذا المصطلح مع تقسيم التصفيات حسب الانتماء إلى الاتحادات القارية الستة، ويمكننا تصنيف هذه الملاحق إلى قسمين، الأول بين منتخبات القارة الواحدة كما في أوروبا وآسيا وهي عادة بين ثواني المجموعات أو بين صاحبي المركز الثالث في مجموعتي الدور الحاسم في آسيا، أما القسم الثاني فهو الذي يجمع بين منتخبات من قارتين مختلفتين وهذا الأمر فرضه التقسيم الجغرافي حسب البطاقات التي خصصها الفيفا لكل قارة وخاصة بعد زيادة عدد المنتخبات في المونديال.
لكن ما أشهر تلك المباريات؟.. وأبرز المواقف التي حدثت في بعضها؟.. نتابع في السطور التالية:

الطليان على المحك
في بطولة 2006 كانت المرة الأخيرة التي يغيب فيها عن النهائيات أحد أبطال العالم وكان عددهم يومها سبعة وذلك عندما سقط السيلستي الأورغوياني في التصفيات، واليوم مازال الآتزوي الإيطالي أحد أبرز أبطال المونديال مهدداً بالغياب عن النسخة القادمة بعدما ضمن السبعة الآخرون حضورهم هناك، وسبق للآتزوري الذي غاب للمرة الأخيرة عن النهائيات قبل 60 عاماً أن احتاج مرة واحدة لخوض الملحق ليلحق بركب المتأهلين وذلك في مونديال فرنسا 1998 عندما كان يحمل رسمياً لقب وصيف بطل عقب خسارته في نهائي 1994 بركلات الترجيح أمام البرازيل، ويومها التقى روسيا وسيطر التعادل على لقاء الذهاب 1/1 قبل أن يحسم أبناء الكاتناشيو الإياب بفضل هدف كازيراغي.
والشيء بالشيء يذكر فقد شهد الملحق الأوروبي يومها إحدى أكبر النتائج في الملحق بعدما فاز المنتخب اليوغسلافي على نظيره المجري بمجموع 12/1 بعد فوزه في بودابست 7/1 وفي بلغراد 5/صفر وقد سجل مياتوفيتش نجم ريال مدريد يومها 7 أهداف وحده.

مارادونا وصيف آخر
وصيف آخر اضطر لخوض الملحق هو منتخب التانغو الأرجنتيني وصيف مونديال 1990 وبطل كوبا أميركا 1991 و1993 وقد خسر في التصفيات اللاتينية أمام كولومبيا بنتيجة تاريخية هي الأثقل في بوينس آيرس (صفر/5) وذلك بغياب نجمه الأعلى ماردونا المعاقب يومها على خلفية تعاطي المخدرات فاحتاج إلى مواجهة أستراليا لحسم بلوغه إلى مونديال أميركا 1994، وفي أدمنتون تعادلا بهدف لمثله بحضور القزم العائد قبل أن يفوز بهدف في العاصمة الأرجنتينية والطريف أن هدف الفوز جاء بالنيران الصديقة عبر (توبين)، وكان المنتخب الأسترالي قد بلغ ذلك الملحق عقب تخطيه ملحقاً آخر بركلات الترجيح عقب تبادله الفوز مع نظيره الكندي 2/1 رغم التمديد في مباراة الإياب التي أقيمت في سيدني.

أفراح وأتراح
للمنتخب الأسترالي الذي خاض ذهاب الملحق مع الهندوراس أمس حكايات طويلة وكثيرة مع الملحق بدءاً من مونديال 1970، فقد خاض تلك التصفيات مع منتخبات من خارج أوقيانوسيا على ثلاث مراحل لكنه خسر في المواجهة الأخيرة، وجاء تأهل أستراليا الأول إلى مونديال 1974 عبر تصفيات مشابهة وقد استطاع تجاوز كوريا الجنوبية في الملحق النهائي بعد مباراة فاصلة بهدف يتيم عقب تعادلهما صفر/صفر و2/2 حيث لم تكن ركلات الترجيح قد أقرت لحسم هوية الفائز وقد أقيمت المباراة يومها في هونغ كونغ.
وفي مونديال 1986 التقى منتخب الكنغارو نظيره الأسكتلندي الذي فاز في غلاسكو 2/صفر قبل أن يخرج بالتعادل السلبي إياباً، وفي مونديال 1998 جمع الملحق الأستراليين بالإيرانيين وخرج الفريقان بالتعادل من ملعب آزادي بعدما تقدم كيويل للضيوف وتعادل عزيزي لأصحاب الأرض، وفي مباراة الرد تقدم الأستراليون من جديد وهذه المرة بهدفين سجلهما كيويل وفيدمار، لكن رفاق علي دائي لم يستسلموا وخلال 4 دقائق في ربع الساعة الأخير أدركو التعادل عبر باقري وعزيزي لينتزعوا بطاقة فرنسا من قلب ميلبورن.

إبعاد السيليستي
في تصفيات 2002 التقى الكنغارو مع السيليستي خامس الكونيميبول واستطاع الأول الفوز ذهاباً بهدف من علامة الجزاء وجاء الرد الأورغوياني قاسياً في مونتيفيديو بثلاثية نظيفة، وتكرر اللقاء في تصفيات 2006 بالدور ذاته ففاز السيليستي بأرضه بهدف ورد الكنغارو بمثله إياباً رغم التمديد فلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت للأستراليين بنتيجة 4/2 بعدما أهدر رودريغيز وزالاييتا ركلتين للأورغواي.
وعلى سيرة السيليستي فقد تأهل إلى مونديال 2014 عبر الملحق الذي جمعه بالمنتخب الأردني الشقيق وذلك بعد فوزه في عمان بخماسية نظيفة ليخوض الإياب من دون أي حافز كبير فانتهى سلباً لتنتهي أفضل رحلة أردنية بالتصفيات على أبواب الملحق.

البحرين وسوء الطالع
للعرب أيضاً قصة مع الملحق العالمي ففي 2006 حل منتخب البحرين في المركز الخامس للتصفيات الآسيوية ليتوجب عليه خوض مواجهة فاصلة مع ترينداد وتوباغو وجاء لقاء الذهاب حافلاً يالإثارة بعدما تقدم الأشقاء في الدقيقة 72 عبر سلمان غلوم لكن أصحاب الضيافة أدركوا التعادل بعد أربع دقائق ليعود البحرينيون إلى لقاء المنامة بحظوظ كبيرة إلا أن هذا الأمر انقلب عليهم فخسروا رغم أفضليتهم بهدف لاورنس فحرم الأشقاء من فرصة تاريخية.
تكرر الأمر في 2010 مع الأحمر البحريني الذي وضعته القرعة مع الكيوي النيوزيلندي ولم يستفد الأشقاء من تفوقهم مجدداً فخرجوا بالتعادل السلبي من ملعبهم قبل أن يخسروا بهدف فالون بالدقيقة الأخيرة من الشوط الأول.

من الملحق إلى الوصافة
بالعودة إلى أبطال العالم وإلى أوروبا بالذات فقد احتاج المانشافت الألماني بطل العالم 4 مرات إلى خوض الملحق مرة واحدة كانت في تصفيات 2002 ويومها تلقى الألمان خسارة تاريخية كانت الثانية فقط في تاريخ مشاركاتهم بالتصفيات وجاءت قاسية على أرضهم أمام الإنكليز بنتيجة 1/5 بعد فوزهم ذهاباً في ويمبلي بهدف ليحتلوا المركز الثاني وراء الأسود الثلاثة فاحتاجوا إلى مباراتين مع أوكرانيا حسب القرعة ونجح الألمان بالخروج بالتعادل من كييف 1/1 قبل أن ينهوا حلم رفاق شيفشينكو بالفوز إياباً 4/1 والأهم أنهم بلغوا النهائي في مونديال اليابان وكوريا.
وكانت تلك التصفيات شهدت مواجهة شائقة بين المنتخب الإيرلندي ونظيره الإيراني وقد أنهى الأول مباراة الذهاب في بلفاست بثنائية يان هارت وروبي كين وفي طهران بذل الإيرانيون جهداً كبيراً للعودة إلا أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى مرمى ضيوفهم إلا بالدقيقة الأخيرة.

خطأ تحكيمي
منتخب جمهورية إيرلندا كان له حكاية حزينة عندما واجه نظيره الفرنسي وصيف بطل 2006 في الملحق الأوروبي لتصفيات 2010 حيث لم يكن حال الديوك مثالياً ورغم ذلك فقد عادوا من دبلن بفوز ضئيل بهدف يتيم سجله أنيلكا ما زاد في حظوظ فريقه، وفي مباراة الرد لم يكن الخضر صيداً سهلاً بل أكثر من ذلك أنهوا 90 دقيقة متقدمين بهدف روبي كين وعليه خاض الفريقان وقتاً إضافياً وفي الدقيقة 103 وإثر خطأ تحكيمي مزدوج (تسلل ثم لمسة يد واضحة) على تيري هنري سجل زميله ويليم غالاس هدفاً احتسبه الحكم السويدي مارتن هانسون ليكون كافياً لحرمان الإيرلنديين من بطاقة جنوب إفريقية مانحاً البطاقة للفرنسيين الذين غادروا البطولة من الدور الأول بفضيحة.
وفي قصتنا الأخيرة وصل المنتخب السلوفاكي للمرة الأولى إلى النهائيات العالمية عبر ملحق خاضه ضد نظيره الروسي ويومها قاد الأخير مدرباً الهولندي غوس هيدينك وجاء لقاء الذهاب في موسكو مثالياً لأصحاب الأرض خاصة بعدما تقدموا بهدفين إلا أن الدقيقة 88 حملت هدفاً سلوفاكياً أدرك الروس أهميته بعدما خسروا على أرض طينية ثلجية بهدف ليتأهل السلوفاك بفضل ذلك الهدف المتأخر خارج ملعبهم.