مانشستر سيتي والوحش الكاتالوني المطوّر

مانشستر سيتي والوحش الكاتالوني المطوّر

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ١٤ ديسمبر ٢٠١٧

لنضع نتيجة مباراة أمس جانباً، وكذلك نتيجة «الدربي» التي تفوّق فيها بجدارة. مانشستر سيتي يقدّم أجمل كرة في أوروبا، حيث بات أمثولة للكل، تماماً كما كان برشلونة الإسباني في يوم من الأيام

شربل كريم
 

ليس غريباً أن تنطلق المقارنة للتشبيه بين مانشستر سيتي الإنكليزي وما يفعله حالياً، وبرشلونة الإسباني وما فعله سابقاً في فترة ذهبية لا يمكن نسيانها.
يكفي أن يكون المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا موجوداً لتبدأ هذه المقارنة، التي قد تجوز في مكانٍ ما، لكن الأخطر بالنسبة الى كل الخصوم هو أن السيتي هو نسخة مطوّرة عن ذاك الوحش الكاتالوني الذي شرع في التهام منافسيه لسنواتٍ عدة.
المعادلة بسيطة، تعاقد مع غوارديولا وخذ ألقاباً مقترنة بالأداء الرائع. هذا ما يمكن اختصاره للحديث عن الرجل الذي أثبت أنه يفكر بالكرة واستراتيجياتها بطريقة مختلفة عن الجميع، فقد اخترع حديثاً أسلوباً جديداً وكأنه يطوّر سلاحاً قديماً، فجمع بين الاستحواذ والهجوم الضارب الذي يثمر من خلال وجود أكثر من لاعبٍ خلاق يمكنه صناعة الفارق.

فإذا امتلك برشلونة يوماً الأرجنتيني ليونيل ميسي وأندريس إينييستا وشافي هرنانديز لفعلها، فإن السيتي يملك أكثر من لاعبٍ يحدث فارقاً فردياً رهيباً على أرض الملعب، ضمن خطة تعطي الحرية للكثيرين منهم، الأمر الذي يصبح مرهقاً لأي دفاع يريد كبح جماح أولئك الشبان الجامحين، أمثال البلجيكي كيفن دي بروين، الألماني ليروي سانيه، البرازيلي غابريال جيسوس، والنجم المحلي رحيم سترلينغ، وغيرهم.
قوة الفريق الأزرق السماوي هي في ديناميكية لاعبيه التي تمكنهم من تبادل المراكز بسرعة رهيبة وبشكلٍ مفاجئ للخصوم، حيث تطبع اللامركزية أداء نصفهم على أرض الملعب، ومنهم المدافعون الذين يشاركون أيضاً في عملية تسجيل الأهداف، تماماً كما فعل الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي بتوقيعه على هدف الفوز في «الدربي» أمام مانشستر يونايتد (2-1).


أما نقطة القوة الثانية فهي النضج التي تجعل من لاعبي السيتي قادرين على تنفيذ خطة قد يراها الكثيرون معقّدة، بحيث تحتاج الى فهمٍ كبير استناداً الى ما يلقّنه «بيب» للاعبيه، وخصوصاً مع منحهم أكثر من دور على أرض الملعب، وهو ما يخلق أكبر قدر من الحلول لكل واحد منهم عند استحواذه على الكرة.
أما نقطة القوة الثالثة، فهي القوة الذهنية التي تعطي «السيتيزنس» قوة تحمّل كبيرة، ما جعلهم يسجلون الكثير من الأهداف في الأوقات الحاسمة هذا الموسم، الأمر الذي أرعب كل خصم مقبل لإدراكه أن فريق «بيب» قادر على إطاحة آماله في أي وقتٍ كان.
ببساطة، قد يأتي البعض ليقول في نهاية الموسم إن مانشستر سيتي هو أفضل فريق هجومي في تاريخ اللعبة، أو أقله الأفضل في تاريخ إنكلترا، بحيث يمكنه أن يكون أفضل من أرسنال – أرسين فينغر أيام الفرنسيين تييري هنري وروبير بيريس والهولندي دينيس بيرغكامب والسويدي فريديريك ليونغبرغ. وكذلك، أفضل من مانشستر يونايتد – أليكس فيرغيسون (1998-2001) الذي جمع اندي كول والترينيدادي دوايت يورك والويلزي راين غيغز وديفيد بيكهام وتيدي شيرينغهام وبول سكولز.
من هنا، لا يمكن سوى القول انه اذا امتلكت الفرق الأخرى نجماً أوحد مثل تشلسي الذي يضم إيدين هازار، فإن سيتي يضم خمسة من حجم البلجيكي. وهذه المسألة لا تشبع غليل غوارديولا الذي يسعى فعلاً الى خلق أقوى ترسانة هجومية في التاريخ، وهو الساعي لضم التشيلياني أليكسيس سانشيز من ارسنال في سوق الانتقالات الشتوية او في الصيف المقبل على ابعد تقدير.
ماذا بعد، وما هي حدود سيتي؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه كثيرون، لكن اجابته الواقعية هي ان فريق غوارديولا لا يضع حدوداً لطموحاته، فهو اذ يرى البعض انه حسم لقب الدوري الانكليزي الممتاز قبل انتهاء مرحلة الذهاب، فإن هذا اللقب هو جزء من مخططه هذا الموسم حيث يرصد كل الألقاب، والدليل ان «بيب» ركّب أكثر من تشكيلة لكي يكون لديه خيار التدوير في اي ظرفٍ كان.


...وللدفاع أهمية أيضاً

قال مدرب مانشستر سيتي جوسيب غوارديولا إنه يخطط لتعزيز خط دفاعه، خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، وذلك لتفادي أي نقص، في ظل مشاركته في أكثر من منافسة، وبسبب استمرار غياب المدافعين جون ستونز والبلجيكي فنسان كومباني والفرنسي بنجامان مندي. وأوضح «بيب» الذي يرى أن خياراته محدودة دفاعياً: «في هذا الخط يتوفر لدينا عدد قليل جداً من اللاعبين، نحن في مأزق نظراً إلى منافستنا في بطولات عدة».