اللواء جمعة: رياضتنا ستنطلق بفك الحصار والإفراج عن مستحقاتها دوليًا

اللواء جمعة: رياضتنا ستنطلق بفك الحصار والإفراج عن مستحقاتها دوليًا

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٣ يناير ٢٠١٨

 فتح اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا كافة الملفات وأجاب عن كل التساؤلات حول الرياضة السورية وسيناريوهات رفع الحصار عنها والإفراج عن مخصصاتها المالية لدى الهيئات الدولية وقدم كشف حساب عن السنوات الماضية وأسرار استمرار النشاط ونوه عن خطة إعمار المنشأت ،
 وقضايا كثيرة أجاب عنها من خلال هذا الحوار في السطور التالية :

 

كيف كانت إستراتيجية الرياضة السورية طوال سنوات الأزمة ؟

ـ إستراتيجية الرياضة السورية خلال سنوات الأزمة كانت تقوم على أسس ومبادئ وأهداف وهي أن تستمر الحياة والنشاطات الرياضية داخل الصالات والملاعب في الأندية للتأكيد على أن سوريا صامدة ومظاهر الحياة فيها مستمرة رغم الصعوبات التي واجهتنا خلال تلك الفترة الصعبة

 

وما الصعوبات التي واجهت الرياضة خلال تلك الفترة ؟

ـ الصعوبات كانت كثيرة فالمؤسسات الرياضية تعد من أصعب المؤسسات في أي دولة تواجه الإرهاب فالرياضي إذا رغب في ممارسة النشاط في هذه الأجواء قد يرفض أهله وربما لا يجد السيارة التي تقله إلى الملاعب ـ بسبب خوف السائق على نفسه أيضا ـ التي قد يغيب عنها العاملين خوفا على أنفسهم جراء الحرب ولكن كان لدى الاتحاد الرياضي العام واللجنة الأوليمبية إصرار شديد علي استمرار الحركة الرياضية في البلاد وتغلبنا على هذه الأزمات بالحس الوطني والانتماء الذي كان دافعا للرياضيين لتجاوز كافة الصعوبات التي استهدفت الدولة وأرادت شل حركتها ومنها الحركة الرياضية وكان البديل لدينا في هذه الظروف أن أقام الرياضيون في فنادق المدن الرياضية التي استوعبت نحو 400 رياضي ظلوا طوال السبع سنوات الماضية يتدربون في الملاعب ويقيمون في الفنادق رغم استهداف الملاعب والمنشات الرياضية الرياضيين من جانب الإرهابيين واستشهاد أكثر من 300 من الرياضيين ولكن إرادة الحياة وصمود الشعب السوري كسر شوكة الإرهاب وظلت الرياضة السورية حاضرة في الداخل والخارج وعانقت الميداليات ورفرف العلم السوري في المحافل الدولية وعزف النشيد الوطني أيضا

 

العام الماضي شهد زخمًا من المشاركات فماذا كانت حصيلة الميداليات ؟

ـ الحمد لله حصيلة الميداليات استمرت أيضا خلال السنوات الماضية وتزايدت مع استقرار الأوضاع السياسية والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري ودحره للإرهاب مما كان له انعكاسات ايجابية على جميع النشاطات بالدولة ولهذا كانت حصيلتنا خلال العام الماضي نحو 335 ميدالية متنوعة وهو عدد طيب للغاية إذا ما وضعنا في الاعتبار الظروف الأخرى التي أحاطت بالرياضة ومنها تجميد مستحقاتنا المالية لدي الهيئات الدولية وعدم اللعب على ملاعبنا ومشقة السفر للخارج وتقييد منح تأشيرات الدخول من جانب الدول للرياضيين السوريين وأمور أخرى لا تتفق والمواثيق الرياضة التي تمنع تدخل المواقف السياسية في الرياضة ومعاقبة الرياضيين

 

هل هناك نية لدي الاتحاد الرياضي العام استضافة بطولات داخل سورية حاليًا؟

ـ هدفنا في الفترة المقبلة بعد كسر شوكة الإرهاب استضافة البطولات الرياضية على الأراضي السورية وتقدمنا بالفعل إلى الاتحاد الأسيوي لكرة اليد لاستضافة بطولة غرب أسيا وتمت الموافقة الأولية من جانب الاتحاد ولكنها انتقلت بعد ذلك للبحرين وسنسعى في الخطوات المقبلة لرفع الحصار العربي على الرياضة السورية حتي يتسنى لنا استضافة البطولات الرياضة العربية فنحن جاهزون لاستضافة دورة عربية من الآن في دمشق أو اللاذقية فلدينا مدن رياضية متكاملة كانت تتعرض للتخريب ولكن كنا نعيد تأهيلها سريعا

 

رغم الظروف الصعبة اقترب المنتخب السوري من التأهل لمونديال روسيا فما السر في ذلك ؟

ـ سر نجاح المنتخب السوري لكرة القدم في التأهل إلى كاس أسيا في الإمارات 2019 والوصول للمرحلة النهائية مع استراليا في تصفيات مونديال 2018 يعود التمسك والحب الصادق والانتماء للوطن وإصرار إثبات الوجود ولعل ذلك كان السبب أيضا في استمرار النشاط الرياضي في كافة اللعبات وتمثيل المنتخبات لكافة أطياف المجتمع للتأكيد على أن سوريا ستبقى موحدة بشعبها وأرضها وان الوطن للجميع كما أن الرئيس بشار الأسد يدعم منتخب كرة القدم كما يدعم كافة الرياضيين والتقى هذا المنتخب مرتين كما التقى الرياضيين نحو سبع مرات ويتم تكريمهم والسماع إليهم في أحاديث مطولة وهذه حوافز صنعت الفارق معهم

 

ومتي يتم التعاقد مع مدرب المنتخب الأول لكرة القدم ؟

ـ بكل تأكيد حقق منتخبنا نتائج مشرفة بجهود مدربينا السوريين الذين نشكرهم ونقدر جهودهم ونحن الآن بصدد التعاقد مع مدرب جديد والتفكير في استقدام المدرب مسئولية اتحاد كرة القدم ولكن حسب رأيي هناك صعوبة خارجة عن إرادتنا في استقدام مدرب أجنبي خاصة أن الفيفا لم يوافق على الدفع من الأموال السورية المجمدة في الاتحاد الدولي لصالح المدرب وهذا هو السبيل الأمثل لاستقدام مدرب أجنبي

 

وما خطة الاتحاد لتعمير الملاعب والمنشأت الرياضية التي خلفتها الحرب ؟

ـ الدولة بالفعل شكلت لجنة لإعادة إعمار المنشآت الرياضة برئاسة وزير الإدارة المحلية وبإشراف مباشر من رئيس الوزراء وبدورنا في الاتحاد الرياضي العام نشارك في هذا الأمر من خلال إعادة تأهيل مدينة الرئيس حافظ الأسد في اللاذقية التي كان بها نحو 6 آلاف من المواطنين المهجرين وبعض وحدات القوات المسلحة أبان الأزمة ووجه الرئيس بشار الأسد بضرورة إخلائها من الإشغالات وإعادة تأهيلها وتأهيل كافة المنشات الرياضية كالصالة الرياضية في درعا وملعب كرة القدم في حمص وأعتقد انه خلال خمس سنوات ستعود كافة المنشأت الرياضية في سورية للعمل

 

بصفتك رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان كيف كان دورك في دعم الرياضة ؟

ـ وجودي في مجلس الشعب كرئيس للجنة الشباب والرياضة ومعي نحو 11 نائبا رياضيا في المجلس كان له اثر طيب في دعم قطاعي الشباب والرياضة من خلال التشريعات أو تخصيص الميزانيات المالية التي تستخدم في دعم النشاط الرياضي وإعادة تأهيل المنشات والحكومة تستجيب لمتطلباتنا لأن صوتنا مسموع كما أننا لدينا استثمارات داخل الهيئات الرياضية لدعم النشاط الرياضي فميزانيتنا تبلغ نحو 5 مليار ليرة سورية وهو مبلغ كبير في الظروف الحالية التي نمر بها

 

وما تقييمك لرياضة المرأة في سوريا ؟

ـ الرياضة النسائية تحظي بالاهتمام والأولوية في سوريا ولا توجد أي عوائق أمامها سواء من المجتمع أو الحكومة في قطاعي الممارسة والبطولة فالمرأة السورية تحظي بنصيب وافر من التمثيل الإداري في المنظمات الرياضية كما أن هناك فرق نسائية في كافة اللعبات مثل السلة وكرة القدم والألعاب الفردية ولها مشاركات محلية ودولية ونحن ندعمها على طول الخط

 

وما مدي استفادة الرياضة السورية من منح التضامن الأوليمبي ؟

ـ خلال سنوات الحرب لم نستفد من منح التضامن الأوليمبي إلا بنسبة ضئيلة جدا وحرمنا من دورات التدريب للمدربين والحكام والإداريين حيث لم يفد لنا أي مسئول لدواعي الحرب في البلاد

 

بصفتك رئيس اللجنة الاوليمبية أيضا ما مساعيكم لرفع الحصار والإفراج عن المستحقات المالية دوليا ؟

ـ حضرت قبل شهر ونصف ممثلا لسوريا مؤتمر اتحاد اللجان الأوليمبية الدولية في براغ بحضور 205 دولة وطلبنا رفع الحصار عن الرياضة السورية والإفراج عن مستحقاتها المالية وتوصلنا إلي حل مع اللجنة بأنها ستقوم بتوفير كافة متطلباتنا في المشاركات الدولية بالبطولات أو المعسكرات من مخصصاتنا المالية لديهم كما طالبنا برفع الحظر العربي عنها ولكن اللجنة الأوليمبية الدولية قالت أن التنظيمات الرياضية العربية لا تخضع لإشرافها ولا ولاية لها عليها لأنها تنظيمات رياضية عنصرية

 

وما أجندة الرياضة السورية خلال عام 2018 ؟

ـ نحن نشارك في البطولات الخارجية تحت شعار التمثيل المشرف وتحقيق الانجازات وهناك استحقاقات رياضية سنشارك فيها هذا العام ومن بينها دورة الألعاب الأسيوية ودورة العاب البحر الأبيض المتوسط واوليمبياد الشباب بالإضافة إلي بطولات الاتحادات الرياضية الأسيوية

 

وكيف يرعى الاتحاد الرياضي شهداء وأبطال الرياضة ؟

ـ هناك مراسيم تضمن حقوق وحوافز الرياضيين ومن بينها أي رياضي يحصل علي بطولة خارجية يحصل علي وظيفة ويحصل على مكافآت مالية في المرات المقبلة التي يحصل خلالها على البطولات كما أن شهداء الرياضة الذين استشهدوا في الملاعب تحصل أسرهم على وظائف في الاتحاد الرياضي وإعانات مالية أيضا والذين استشهدوا في خدمة العلم تحظى أسرهم برعاية كبيرة من الجيش العربي السوري كما أننا نهتم بتقديم الخدمات للمصابين من الرياضيين أيضا

 

هل سترشح نفسك لرئاسة اللجنة الاوليمبية في الدورة المقبلة ؟

ـ هذه الدورة تم انتخابي بالإجماع وان شاء الله أترشح في الدورة المقبلة أيضا لمواصلة العطاء للرياضة السورية التي استطعنا بفضل جهود الجميع أن نضعها في المكان اللائق رغم الحرب على سوريا وحققت انجازات تستحق التقدير ومن بينها تمثيل العرب في كأس العالم للناشئين لكرة القدم 2015 والتتويج ببطولة غرب أسيا 2013 كما تأهل خمسة لاعبين لبطولة العالم في ألمانيا ولكن لم يمنحوا تأشيرات الدخول وحدثت انجازات في لعبات أخرى وبالطبع انأ مدين بذلك للجيش العربي السوري الذي خدمت في صفوفه 41 عاما تعلمت خلالها الإصرار والتحدي وأشعر بالرضا عن نتائج رياضتنا وحققنا ما قلناه بالمجلس المركزي بنهاية عام 2016 وأعتقد أن عام 2017 كان عام إنجازات

 

كيف ترى مستقبل الرياضة السورية ؟

ـ الرياضة السورية ينتظرها الأفضل دائما لأنها تفوقت على نفسها في أحلك الظروف وأعتقد مع عودة الاستقرار ورفع الحصار والإفراج عن المستحقات ستنطلق بقوة بفضل عزيمة السوريين التي لا تلين ولا تعرف الانكسار ونحن نسعى أن نتواجد في اوليمبياد طوكيو بأكبر عدد ومن خلال محطات تأهيل وليس الدعوات ونبدأ التحضير لها من الآن لتحقيق أحلامنا في التتويج بالميداليات الأوليمبية

 

وهل سيتم التواصل مع اتحاد اللجان الأوليمبية العربية للمشاركة في بطولاته ؟

ـ بكل تأكيد نرحب ونتمني رفع الحصار العربي عن الرياضة السورية لأنه لا يجوز الخلط بين الرياضة والسياسة والرياضيون السوريون لا يستحقون العقاب من أشقائهم العرب على الإطلاق وعندما سيتم رفع الحظر سنعمد إلى تنظيم دورة ألعاب عربية

 

وماذا عن ملف المصالحات في الرياضة ؟

ـ نحن نعمل في إطار مراسيم المصالحة التي فتحتها الدولة مع الجميع ونحن نرحب بعودة أي رياضي إلى البلاد وقد نجحنا في إعادة بعض اللاعبين مثل عمر السومة وفراس الخطيب للمنتخب والوطن يفتح ذراعية للجميع

 

أخيرًا ما مكاسب التعاون الرياضي مع روسيا ؟

ـ التعاون الرياضي السوري الروسي كله مكاسب من خلال الاستفادة بالخبرات الرياضية الروسية وتلبية احتياجات الاتحادات الرياضية وفق برنامج تعاون بين القيادة الرياضية في البلدين وبالتنسيق بين اتحادات الألعاب المتماثلة كما أنه يفتح آفاق جديدة بالطبع للرياضة السورية .