المانشافت لم يشذ عن قاعدة الأبطال للنسخة الثالثة على التوالي … ستة متوجين غادروا المونديال من الباب الخلفي

المانشافت لم يشذ عن قاعدة الأبطال للنسخة الثالثة على التوالي … ستة متوجين غادروا المونديال من الباب الخلفي

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ١ يوليو ٢٠١٨

لم يكن الأول ولن يكون الأخير هذا هو حال المنتخب الألماني بطل العالم في البرازيل 2014 وقد غادر مبكراً المونديال الروسي من الدور الأول بعدما فشل بجمع أكثر من ثلاث نقاط احتل بها المركز الأخير في المجموعة السادسة وراء البلاغولت السويدي والتريكولور المكسيكي والشمشون الكوري، فهو لم يكن الأول خاصة أن كل الأبطال السابقين خسروا ألقابهم في النسخة التالية عدا المنتخبين الإيطالي والبرازيلي في النسختين الثالثة والسابعة.
 
الاختلاف أن كل بطل خسر لقبه في دور ما أو بالغياب كما حدث مع السيلستي الأورغوياني الذي رفض المشاركة بالنسخة الثانية رداً على المقاطعة الأوروبية للنسخة الأولى أو في النهائي كما حدث مع المنتخب الأرجنتيني 1990 وجاره البرازيلي في مونديال 1998 أو على أبوابه كما حدث مع الألماني 1958 أو قبل ذلك كما حدث مع البرازيلي 1974 والأرجنتيني 1982 والبرازيلي 2006، إلا أن الخروج من الدور الأول فهو العار بذاته على اعتبار أن الفريق المتوج مرشح أتوماتيكياً ليكون منافساً على الاحتفاظ بلقبه ولكل منتخب ممن سقط من دور المجموعات حكاية.
 
توابع الكارثة
في 1950 كان العالم خارجاً من الحرب التي تسببت بإيقاف المونديال ما أبقى الكأس في عهدة بطل ما قبل الحرب (الآتزوري) الإيطالي الذي كان مرشحاً لولا كارثة نادي تورينو التي أدت إلى موت بعثة بطل الدوري الإيطالي لخمسة مواسم متتالية عندما سقطت طائرته فوق هضبة سوبيرغا على الأراضي البرتغالية، وكان النادي الملقب بالثيران الحمر يضم عدداً من لاعبي المنتخب الأول، حتى إن تشكيلة ذلك الفريق كانت تدعى (غراندي تورينو) أي الكبير، ما أثر سلباً في بطل العالم الذي دعي إلى النهائيات للدفاع عن لقبه من دون خوض تصفيات.
وهناك في البرازيل أوقعته القرعة إلى جانب السويد والبارغواي والهند، وانسحب الأخير فلم يلعب الفريق سوى مباراتين، فكانت الخسارة أمام السويديين بالافتتاح 2/3 محرجة للآتزوري الذي تقدم بالنتيجة، وبعد تعادل البلاغولت مع البارغواي 2/2 تأكد الخروج الإيطالي من الدور الأول لذلك كان الفوز على البيروخا 2/صفر شرفياً لا أكثر ليسجل التاريخ أول خروج لبطل من الدور الأول.
 
بين العجز والمؤامرة
السيلستي الأورغوياني بطل مونديال 1950 أكمل مشواره في سويسرا 1954 حتى نصف النهائي ليسقط هناك أمام المجري الذهبي، وفي 1958 سار المانشافت الألماني على المشوار ذاته قبل أن يخسر نصف النهائي أمام الفايكنغ السويدي، واحتفظ البرازيلي بطل النسخة السادسة بلقبه في 1962 على الأراضي التشيلية قبل أن يعود إلى أوروبا للدفاع عن لقبيه في إنكلترا وفي مجموعة أوروبية كاملة على غرار نسخة 1958 وقع بيليه ورفاقه من بعض (العجزة) والشباب قليلي الخبرة فريسة التراجع الفني تحت قيادة فيولا (المنقذ) والخشونة الزائدة للمنافسين مع وجود بعض الشبهة بمؤامرة أوروبية ضد اللاتينيين على العموم فكانت الخسارة مرتين من المجر والبرتغال بالنتيجة ذاتها (1/3) كفيلة بالخروج المهين من الدور الأول ولم ينفع الفوز الافتتاحي على بلغاريا 2/صفر وقد جاء بفضل تسديدتين بعيدتين.
 
الأخطاء والألمان
توج المنتخب الإنكليزي بلقب النسخة الثامنة على أرضه وفي مكسيكو البعيدة حاول الدفاع عن عرشه وسط أجواء لم تكن مريحة فخرج من الدور الثاني (ربع النهائي) على الرغم من تقدمه 2/صفر على المانشافت الذي رد بالثلاثة وثأر لخسارة نهائي 1966، ولم يقو البرازيليون على الحفاظ على لقبهم في مونديال 1974 لاعتزال بيليه وتوستاو وعدم مقدرة ريفيلينيو وجيرزينيو على تجنيب الفريق الخسارة أمام هولندا فكان السقوط على أبواب النهائي.
واستمر خروج الأبطال من أدوار مختلفة فسقط الألمان من الدور الثاني لمونديال 1978 وقلدهم الأرجنتينيون في إسبانيا 1982، وخسر الطليان أمام جيرانهم الفرنسيين بالدور الثاني لمونديال 1986، وفي 1990 وصل البطل الأرجنتيني الذي أكمل الرقصة العرجاء حتى النهائي وهناك خسر بجزاء أمام الألمان، وباغت البلغاريون المانشافت وأقصوه من ربع نهائي 1994 وبلغ السيلساو نهائي 1998 لكنه خسر هناك بقسوة أمام الفرنسيين.
 
ثقب في الثوب الأزرق
عاشت الكرة الفرنسية عقداً ذهبياً امتد بين مونديالي 1998 و2006 فتوج الديوك باللقب العالمي والأوروبي ومرتين بكأس القارات وامتدت العدوى ليتوج منتخب الناشئين باللقب العالمي، لكن تبقى المشاركة في مونديال 2002 البقعة السوداء في ثوب الديوك الأزرق، فقد ذهبوا إلى آسيا مرشحين للاحتفاظ بلقبهم تحت إمرة المدرب لومير صاحب اللقب الأوروبي ولسوء حظه أصيب زيدان قبل البطولة فلم يشارك افتتاحاً ليخسر رفاق بارتيز أمام السنغال بهدف، ثم جاء التعادل السلبي مع الأورغواي ليضع (الإيكيب) على المحك وعاد زيزو ليشارك بساق مربوطة فكانت النهاية الحزينة بالخسارة أمام الدنمارك بهدفين ليصبح الديوك أول بطل يخرج من الدور الأول من دون أن يسجل أي هدف.
 
ذكريات 1982
توقفت رحلة راقصي السامبا أبطال 2002 عند ربع النهائي بفعل تألق غير عادي أمام زيدان وبهدف هنري الذي كان كافياً لتجدد التفوق الفرنسي، وفي مونديال 2010 ذهب الآتزوري إلى جنوب إفريقيا بقيادة مدربه البطل مارشيللو ليبي محسوداً لسهولة المجموعة أمام البارغواي ونيوزيلندا وسلوفاكيا، لكن كانافارو وبيرلو وغاتوزو وكامورانيزي وبقية باقية من الفريق المتوج خيبوا الآمال بالتعادل المزعج مع البارغواي 1/1 ثم التعادل المفجع مع نيوزيلندا بالنتيجة ذاتها، ورغم ذلك فقد تفاءل عشاق الكالشيو بما فعله آتزوري 1982 يوم تعادل بكل مبارياته بالدور الأول قبل أن ينتفض بالأدوار التالية.
وسرعان ما تبخرت الأحلام الزرقاء مع الضيف الجديد السلوفاكي الذي أيقظهم على كابوس الخسارة 2/3 فأطاح بالطليان خارج المونديال بسجل منفرد حيث سجل في كل مبارياته واهتزت شباكه فيها أيضاً.
 
صاعقة اللاروخا
في مونديال البرزيل كانت كل المقدمات تشير إلى إمكانية احتفاظ اللاروخا بلقبه المتوج به عام 2010، فالفريق تابع إنجازاته عقب التتويج المونديالي واحتفظ بكأس أوروبا 2012، ومع المباراة الأولى التي جمعته مع وصيفه بالمونديال الإفريقي (الهولندي) ذهبت نصف الأحلام أدراج الرياح عقب الخسارة الكاسحة 1/5.
رغم خماسية الطواحين إلا أن ردة فعل من كاسياس ورفاقه كانت كافية بإعادة الأمور إلى نصابها لكن اللاروخا اللاتيني (تشيلي) استغل فرصة ارتباك راموس وبيكيه وإنييستا والبقية وأقصاهم بهدفين مقابل لاشيء جعلا من اللاروخا أسرع بطل يغادر البطولة منذ استحداث المجموعات ذات الأربعة منتخبات ولذلك فقد فاز على أستراليا معنوياً لا أكثر ومن أجل حفظ ماء الوجه.
 
موضة السقوط
جاء تتويج المانشافت بطل العالم 2014 بكأس القارات في روسيا (بالصف الثاني) ليضع العالم أمام حقيقة أن الألمان قادمون إلى المونديال الروسي لوضع النجمة الخامسة على القميص الأبيض أو الأخضر، فالكل حسد المدرب يواكيم لوف على زخم الأسماء المتاحة أمامه لخوض النسخة الواحدة والعشرين.
في روسيا 2018 تغير الوضع تماماً فقد بدأ كروس ونوير وخضيرة وأوزيل مشوارهم بالخسارة أمام المكسيك بهدف وجاءت المباراة الثانية لتطل ذكريات إسبانيا في البرازيل برأسها على معسكر المانشافت الذي اصطاد فوزاً (2/1) أبقاه على قيد الحياة حتى الجولة الثالثة وقد جاء بالوقت بدل الضائع، وفي الجولة الثالثة فشل أولاد لوف بفك شيفرة الكوريين الذي ضربوا بقوة في الوقت البديل في وقت لم ينفع الألمان سوى الفوز وغلبوهم بهدفين ليعلنوا خروج البطل من الدور الأول للمرة الثالثة على التوالي.