الطريق الأصعب للبرازيل وبلجيكا نحو نصف النهائي … رقصة الموت لأبناء السامبا أمام الشياطين

الطريق الأصعب للبرازيل وبلجيكا نحو نصف النهائي … رقصة الموت لأبناء السامبا أمام الشياطين

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٥ يوليو ٢٠١٨

خالد عرنوس
 
عندما تدق الساعة التاسعة من مساء غد الجمعة يبدأ العد التنازلي لخروج أحد منتخبين من أفضل فرسان المونديال الروسي فعلى أرض ملعب كازان أرينا بمدينة كازان ينطلق اللقاء المنتظر ضمن ربع النهائي بين راقصي السامبا البرازيليين وشياطين بلجيكا الحمر في ثاني لقاء يجمعهما في العرس العالمي.
ولن ينتظر العالم لأكثر من ساعتين أو أكثر قليلاً ليودع أحدهما بدموع الحزن ذلك أن الفريقين قدما بعد أربع مباريات الأداء الأجمل وهما اللذان دخلا بالأصل مرشحين للمنافسة على لقب النسخة الحادية والعشرين وقد أثبتا فعلاً أنهما أهل لهذا الكلام وخاصة بعد تخطيهما المكسيك واليابان في دور الستة عشر بالطريقة التي تابعها العشاق والمحايدون.
 
خسارة المونديال
وهؤلاء الأخيرون (نقصد المحايدين) يرون أن هذه المواجهة ستحرم جمهور الكرة العالمي والمونديال الروسي من فريق أقل ما يقال فيه إنه محترم في ظل العروض الباهتة التي قدمها الآخرون وخاصة من بين الكبار، فقد ارتفع مستوى البرازيليين مع كل مباراة وإن كانت النتائج الرقمية لم تنصفهم أحياناً إلا أنهم استطاعوا المضي إلى دور الثمانية للمرة السابعة على التوالي وبنسق ارتفع مع كل مباراة إن لم نقل مع كل شوط، وشيئاً فشيئاً رسخ راقصو السامبا أنفسهم كفريق مثالي للنجمة المونديالية السادسة.
بالمقابل نجح الفريق البلجيكي في أن يحقق العلامة الكاملة في أربع مباريات معادلاً السيلستي الأورغوياني مع فارق المتعة التي ميزت الشياطين الحمر والمعدل التهديفي المرتفع (3 أهداف في المباراة الواحدة) والأهم الطريقة التي تفادوا فيها السقوط في الدور الفائت أمام اليابان بعد تأخرهم بهدفين قبل أن يقوموا بالعودة بطريقة لا يفعلها إلا الكبار وهو الفارق بينهم وبين بعض المرشحين الذين لم يتعرضوا لمثل هذا الضغط.
 
أوراق رابحة
بمجرد تصفح الأسماء المشاركة في هذه المواجهة (القمة) نجد أننا على موعد مع رؤية فريقين شبه متكاملين، ونبدأ بالبرازيل حاملة اللقب العالمي في خمس مناسبات فنجد الحارس أليسون المتألق في الآونة الأخيرة ما جعله مطلوباً لكبرى الأندية وإن لم يختبر كما يجب حتى الآن فذلك لقوة دفاعه بقيادة تياغو سيلفا وميراندا وبمعاونة مارسيللو أو فليبي لويس في الجبهة اليسرى وفاغنر أو دانيللو في الجبهة اليمنى ولم يختلف الأمر كثيراً في حال شارك أي اثنين من الأربعة إلا في بعض التفاصيل على مستوى الاستفادة منهما في حالة الهجوم.
في خط الوسط يشكل كوتينيو وويليان وباولينيو خطاً متماسكاً وفعالاً في حالتي الهجوم والدفاع ويشاركهم البديل فرناندينيو الذي سيعوض كاسيميرو (الموقوف) ولا ننسى البديل دوغلاس كوستا الذي تعافى من الإصابة، ومعهم إلى اليسار بمركز المهاجم رأس الحربة الوهمي نيمار نجم الفريق الذي لا يحتاج إلى تعريف، وما زال خيسوس يبحث عن ذاته لكنه يقوم بعملية إشغال المنافسين جيداً على الرغم من عدم تسجيله أي هدف حتى الآن وربما وجد فيرمينيو فرصة جديدة لإثبات ذاته.
 
شياطين عائدون
ليس جديداً أن يدخل المنتخب البلجيكي المونديال وهو بين المرشحين للمنافسة على اللقب فقد سبق أن رشحه البعض لهذا الأمر في مونديال 2014 إلا أن مسيرة الفريق توقفت عند ربع النهائي واليوم يعود الفريق بقيادة المدرب الطموح روبرتو مارتينيز وبتشكيلة قوامها لاعبون كانوا في البرازيل قبل أربعة أعوام وبالتالي فقد ازدادوا خبرة وبعضهم لمعاناً ونجومية ولاسيما القائد إيدين هازارد وحوله كتيبة الوسط والهجوم لوكاكو (دبابة الأهداف) واللاعب الزئبقي دي بروين والمكوك ميرتينز وفيتسل وللوراء قليلاً تيليمان وقد يكون للبدلاء فيلاييني والشاذلي ويانوزاي وباتشواي كلمة، وفي الصفوف الخلفية هناك القائد العائد فينسنت كومباني والمتألق مونييه والخبير فيرتونخين وألديرفيلد ومن وراء هؤلاء جميعاً الحارس العملاق تيبو كورتوا.
وإذا كان المنتخب البلجيكي حقق انتصارات كاملة فلأنه فريق كبير ففي المباراة الثالثة لعب مارتينيز بالبدلاء ولم يترك شيئاً للحظ أو المصادفة، وكذلك في مباراة دور الـ16 عبر الفريق عن نفسه بعد التأخر بهدفين فكانت عودته كبيرة.
 
لا مكان للصداقة
مسرح المباراة سيكون حلبة لصراع من نوع آخر بين رفاق جمعتهم الأندية وسيفرقهم علم البلاد ففي وسط الملعب سيكون الصراع حاراً بين ثنائي تشيلسي هازارد وويليان وكلاهما تألق في مباراته الأخيرة، ولا ننسى أن كورتوا الذي سيمنع ويليان ورفاقه من التسجيل معهما في النادي اللندني، ومن جانب آخر سيتواجه خيسوس قلب الهجوم البرازيلي مع كومباني اللصيق الأول لحرمانه من التسجيل للمرة الأولى ودي بروين الذي لن يكون ممولاً للأول بل سيحاول منع الهواء والماء عنه وعن نيمار الذي يواجه زميله مونييه وهي المواجهة الأكثر حرارة فلاعبا سان جيرمان يلعبان على الجهة ذاتها.
كذلك الأمر مع كاراسكو الذي يواجه صديقيه القديمين ميراندا وفيليبي لويس عندما اجتمع ثلاثتهم في الأتلتي، أما آخر المواجهات المحتملة فستكون بين كوتينيو وزميله المدافع في البرشا توماس فيرمايلين.
 
للذكرى
لقاء وحيد جمعهما موندياليا في الدور الثاني 2002 ويومها كانت التوقعات تشير إلى أفضلية البرازيليين بفضل وجود إمبراطورية الراء (رونالدو، ريفالدو، رونالدينيو، روبرتو كارلوس) وبالفعل خرجوا فائزين بفضل هدفين سجلهما الأول والثاني ولكن بعدما ألغى الحكم الجامايكي براندرغيست هدفاً صحيحاً للقائد البلجيكي فيلموتس حارماً الحمر من التقدم بالنتيجة.
وعدا ذلك اللقاء الذي أقيم في مدينة كوبي اليابانية التقى الفريقان ثلاث مرات ودياً ففاز البلجيكي عام 1963 بنتيجة ثقيلة 5/1 قبل أن يرد البرازيلي بخماسية نظيفة بعد عامين و2/1 عام 1988.
 
مؤشرات
– يخوض المنتخب البلجيكي هذا الدور للمرة الثالثة بعد 1986 عندما أكمل حتى مباراة الترتيب وعام 2014 عندما خرج على يد الأرجنتين.
– 71 مباراة جمعت البرازيل بالأوروبيين ففازت بـ43 وتعادلت بـ14 وخسرت مثلها، ومنها 31 ضمن أدوار الإقصاء فخسرت 7 وتعادلت بـ4 وفازت 20 مرة.
– في ربع النهائي بالذات كانت المواجهة مع الأوروبيين 10 مرات ففازت البرازيل بـ6 منها وتعادلت مرتين وخسرت مرتين.
– بينما قابلت بلجيكا منتخبات أميركا في ست مناسبات فقط ففازت مرة كانت على الأورغواي في مونديال 1990 مقابل 4 هزائم وتعادل يتيم كان مع البارغواي 1986.
– ثلاث مرات وصلت بلجيكا إلى التمديد فخسرت أمام إنكلترا بهدف عام 1990 وفازت على السوفييت 4/3 في الدور الثاني لمونديال 1986 ووصلت إلى الترجيح مع إسبانيا في ربع نهائي النسخة ذاتها بعد التعادل 1/1 وفازت بالترجيح 5/4.
– 6 مرات خاضت البرازيل الأوقات الإضافية ففازت على بولندا 6/5 وتعادلت مع تشكوسلوفاكيا1/1 قبل أن تفوز بالإعادة 2/1 بمونديال 1938 وبلغت ركلات الترجيح في الأربع الأخرى ففازت على إيطاليا 3/2 (صفر/صفر) في نهائي 1994، وعلى هولندا 4/2 (1/1) في نصف نهائي 1998 وعلى تشيلي 3/2 (1/1) في الدور الثاني 2014 وخسرت أمام فرنسا 3/4 (1/1) في ربع نهائي 1986.