سقوط الكبار مهّد الطريق لظهور آخرين … هازارد ومودريتش ومبابي نجوم المونديال

سقوط الكبار مهّد الطريق لظهور آخرين … هازارد ومودريتش ومبابي نجوم المونديال

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ٢٢ يوليو ٢٠١٨

خالد عرنوس
 
كما في كل بطولة يغيب نجوم ويظهر آخرون.. نام البعض على أمجادهم وركنوا إلى أسمائهم وإنجازاتهم السابقة وحاولوا الظهور بأسمائهم ولزيادة رصيدهم الشخصي فاستحقوا الرقم (صفر) أو أكثر قليلاً على ما قدموه في مونديال روسيا 2018، على حين لم يكتف الآخرون بالفرجة بل قدموا كل ما عندهم ضمن بوتقة فرقهم ولم يتأخروا عن خدمة زملائهم فاستحقوا النجومية التي رفعت أسهمهم فارتفع ثمنهم في سوق الانتقالات، وسطروا أسماءهم في تاريخ كأس العالم الذي سيتحدث عنهم لأربع سنوات قادمة.
وفي مقدمة هؤلاء أبطال العالم من المنتخب الفرنسي ومنهم الموهبة الصاعدة كليان مبابي والهداف غريزمان ولاعبا خط الوسط كانتي وبوغبا وهناك أيضاً قائد المنتخب الكرواتي مودريتش وبعض من رفاقه وأيضاً قائد المنتخب البلجيكي هازارد وثلة من رفاقه إضافة إلى عدد من الأسماء هنا وهناك.
 
مثار جدل
في البطولات الكبرى دائماً ما تنحاز الأضواء للأبطال وحتى في مباريات كثيرة يكون اختيار (رجل المباراة) لصاحب الهدف الحاسم وللحق فإن المنطق يغيب في معظم الأحيان عند اختيار رجل المباراة فقد ظلم كثيرون في لقاءات عديدة، وفي المونديال عودنا الفيفا على التعويض في اختيار أفضل لاعب في البطولة منذ أن درج على عادة إعلان جائزة الكرة الذهبية في النسخة الثانية عشرة (إسبانيا 1982)، ومنح الإيطالي باولو روسي هداف تلك النسخة والأرجنتيني دييغو مارادونا في النسخة التالية 1986 وتتويج البرازيلي رونالدو في نسخة 1994 وفي هذه المرات يمكن القول إنها كانت منطقية، وعدا ذلك جاء اختيار الأفضل في باقي النسخ لاعتبارات خاصة ربما، ففي 1990 أعطيت الكرة الذهبية للإيطالي سكيلاتشي (هداف تلك النسخة) وكان هناك أكثر من لاعب ألماني خاصة استحق الجائزة وربما كان اختيار رونالدو (الظاهرة) واقعياً في 1998 ولاسيما أن البطل الفرنسي لم يشهد تألق لاعب ما في أكثر من مباراة واحدة.
في 2002 اختير أوليفر كان حارس ألمانيا وجاء وراءه رونالدو (الهداف والبطل يومها)، وفي 2006 كان زيدان الأجدر وقد منح الجائزة لكن ما فعله بالنهائي كان كفيلاً بحرمانه منها، وفي 2010 أعطيت للأورغوياني دييغو فورلان مع وجود أكثر من لاعب إسباني متميز ومنهم إنييستا وتشافي وإكزافي ألونسو أو كاسياس، وفي 2014 منحت للأرجنتيني ميسي تعويضاً عن خسارته النهائي، ولم تخرج جائزة 2018 عن هذا الإطار فمنحت للكرواتي لوكا مودريتش.
 
القائد المحنك
كل الجوائز في مونديال روسيا أصبحت عند قادة المنتخبات الأربعة التي وصلت نصف النهائي فالإنكليزي هاري كين كان الأقرب للحذاء الذهبي لأفضل هدف والحارس الفرنسي هوغو لوريس مرشح للمنافسة على جائزة القفاز الذهبي مع الكرواتي سوبازيتش لكن خطأه الفادح بهدف كرواتيا الثاني، وتلقي منافسه الأول لأربعة أهداف في النهائي جيَّر الجائزة للبلجيكي كورتوا.
أما جائزة الكرة الذهبية فكانت المنافسة عليها بين ثلاثة لا رابع لهم، وهم انتونيو غريزمان والبلجيكي إيدن هازارد والكرواتي لوكا مودريتش وهو الترتيب الفعلي الذي استقر عليه الفيفا من الأسفل إلى الأعلى، فقد اختير لاعب وسط ريال مدريد وكابتن وصيف بطل المونديال كأفضل لاعب وهو لقب يستحقه بالتأكيد، فهو صانع اللعب في المنتخب الناري ودوره لا يقف عند صناعة الأهداف أو تسجيلها (سجل هدفين وصنع ثلاثة) فهو المحرك الذي يدور حوله كل الفريق ومنه استمد زملاءه الخبرة والحماسة إضافة إلى الكرات، إضافة إلى أنه يمثل رمزاً للجيل الحالي مثل دافور سوكر رمز جيل التسعينيات، وعدا بعض الدقائق القليلة خلال بعض المباريات شكل لوكا الملقب بالموسيقار شعلة نشاط فكان سبباً رئيساً لوصول الفريق إلى النهائي للمرة الأولى بتاريخ البلاد، وإذا ما قورن مودريتش مع أي لاعب في المنتخب الفرنسي لاشك أن الكفة ستميل ناحيته.
 
المنافس الأفضل
يعد إيدين هازارد النجم الوحيد الذي ضاهى مودريتش بالنجومية في روسيا 2018 ويبدو أن خوض الأخير للنهائي رجح كفته لكن يرى كثيرون أن قائد الشياطين الحمر أحق بالكرة الذهبية بسبب تأثيره الأكبر في المباريات التي خاضها وبسبب مهاراته الفنية الرفيعة التي قدم جزءاً منها طوال المباريات الست التي خاضها، فكان قائداً لمنتخبه ومهاجماً لا يشق له غبار على الرغم من أنه لاعب وسط وقدم فصولاً من المرواغات والتسديدات الشيقة والانطلاقات الهجومية التي لم يوقفها إلا الخشونة في معظم الأحيان (سجل ثلاثة أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين)، وفوق هذا وذاك كان الأكثر ثباتاً بالمستوى وإن تراجع قليلاً في نصف النهائي ولا ننسى تأثيره الأكبر على فريقه فكان مرشداً والشريك الرائع لكل رفاقه.
 
بطل من هذا الزمان
لا شك أن المنتخب الفرنسي استحق بالنهاية اللقب وإن لم يعجب أسلوب الفوز البعض لكن مع وجود نجوم كبار في صفوف الديوك فلابد أن التتويج جاء منطقياً وخاصة بخبرة وعراقة السنين في نصف النهائي والنهائي وفي مقدمة هؤلاء النجوم انتونيو غريزمان لاعب أتلتيكو مدريد المتألق في السنوات الأخيرة وإحدى المواهب الكبيرة في السنوات الخمس الأخيرة وإضافة إلى تسجيله أربعة أهداف منها ثلاثة عبر ركلات جزاء فقد كان عاملاً مساعداً في انتصارات منتخبه وهو إن لم يكن النجم الأول في فريقه وفي البطولة إلا أنه كان أحد البارزين فيها، ولم يكتف غريزمان بأهدافه وتمريراته فكان نجماً بتعاونه مع رفاقه فكان أول المدافعين ومركز انطلاق الهجمات المرتدة بفضل مهاراته الفنية الجميلة وتحكمه الرائع بالكرة.
ولم يكن اختيار زميله كيليان مبابي كأفضل لاعب شاب مستغرباً، فهذا النجم الصاعد تألق في صفوف موناكو قبل موسمين ثم مع الباريسي في الموسم الماضي بالترافق مع اختياره لتمثيل الإيكيب الفرنسي وهاهو يتألق معه في المونديال وتوج معه باللقب وسجل أربعة أهداف كأصغر من يفعلها منذ البرازيلي بيليه قبل 60 عاماً، وقد تميز مبابي الذي لم يبلغ العشرين من العمر بعد بمهاراته الرفيعة وانطلاقته السريعة بالكرة وتسديداته القوية وبالقدمين وهو ما يجعله أحد المنافسين على جوائز الأفضل على مستوى العالم.
 
عملاق قولاً وفعلاً
مونديال روسيا كان فعلاً بطولة للحراس فبعد الحارس المكسيكي أوتشوا والكوستاريكي نافاس اللذين خذلهما فريقاهما تألق الحارس الفرنسي لوريس في عدد من الكرات الحاسمة وبطريقة أكثر لمع الكرواتي سوبازيتش الذي لعب دوراً حاسماً خاصة في ركلات الترجيح، إلا أن الحارس الأفضل كان البلجيكي كورتوا الذي انتزع الآهات والإعجاب خاصة أمام المنتخب البرازيلي وكذلك أمام التونسي على الرغم من تلقيه هدفين وأثبت قولاً وفعلاً أنه عملاق وشكل أغلب الأحيان «نصف فريق» إن لم نقل أكثر، كورتوا الذي اقترب من الانتقال إلى ريال مدريد سار على الدرب ذاته عندما كان في أتلتيكو مدريد قبل أن ينتقل إلى تشيلسي وهو البالغ من العمر 26 ما يعني أنه مازال في مقتبل العمر لحارس مازال لديه الكثير ليقدمه مع الملكي أو مع الشياطين الحمر.
 
بعيداً عن الجوائز
وفي خضم حديثنا عن الأفضل أثبت عدد من اللاعبين أنهم نجوم وإن كانوا خارج الجوائز ففي صفوف البطل برز الوجه الجديد بافار إلى جانب بوغبا الذي أكد أنه مازال لاعباً كبيراً وإلى جواره كانتي ووراءهما فاران وفي المنتخب الكرواتي برز المهاجم الأصغر ريبيتش وإلى جانبه بيرسيتش والظهير فيرساليكو وفي المنتخب البلجيكي لم يكن دي بروين لاعباً عادياً واستعاد زميله فيلاييني بعضاً من البريق وكذلك المدافع مونييه وفي المنتخب الروسي استحق تشيرشيف الثناء حاله حال زميله الماجم دزيوبا ومن الفريق الإنكليزي برز من المدافعين ماكغواير وتربييه ومن المنتخب البرازيلي هناك كوتينيو وويليان الأبرز، ونرجو ألا نكون قد فاتنا الإشارة إلى آخرين.