امتحان جديد للمدرب الألماني شتانغه قبل المعترك الآسيوي … منتخبنا يواجه الصين في سادسة مبارياته الاستعدادية

امتحان جديد للمدرب الألماني شتانغه قبل المعترك الآسيوي … منتخبنا يواجه الصين في سادسة مبارياته الاستعدادية

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ١٦ أكتوبر ٢٠١٨

 ناصر النجار

أجرى منتخبنا الوطني أمس في الصين مرانه الأخير قبل اللقاء الودي الذي سيجمعه مع صاحب الأرض والجمهور.
وتسبق مباراتنا مع الصين سمعتنا العطرة التي جنيناها من سباق التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال وقد خرجنا منها بشرف بعد خسارتنا الملحق الآسيوي أمام أستراليا 1/2 بعد التعادل 1/1.
والصينيون يتطلعون إلى المباراة من باب الثأر ليمسحوا غبار الهزيمة النكراء التي ألحقها بهم منتخبنا بهدف نظيف سجله محمود المواس وبه قضى على كل آمال الصينيين ببلوغ دور الملحق، وكنا قد حققنا التعادل في الإياب بهدفين لمثلهما وسجل لنا محمود المواس من جزاء وأحمد الصالح.
ورغم أن مباراة اليوم ودية واستعدادية إلا أنها تحمل في طياتها معاني حفظ ماء الوجه أمام جمهور كبير سيملأ المدرجات ليل الثلاثاء وهي بتمام الساعة الثالثة عصراً بتوقيت دمشق.
ومن المتوقع أن تكون المباراة مثيرة وكبيرة وسيرتقي الفريقان فيها لأداء يتناسب مع حجم الفريقين وتاريخهما وسمعتهما.
والمباراة هذه ستكون تجربة من نوع خاص لكلا المنتخبين، لأن المنافس فيها على قدر عال من المستوى، لذلك نأمل أن يرتقي منتخبنا إلى مستوى المباراة وأن يواجه الصين بعزيمة قوية وأن يمحو آثار الترهل الذي ظهر عليه في المباريات السابقة.
من جهة خاصة فإن المباراة لا تحتمل الكثير من التجربة والاختبار، بل العكس يجب أن تكون امتحاناً للاعبين الذين يظن المدرب أنهم الأفضل بين قرنائهم، فنرى ثباتاً في التشكيلة وخصوصاً في الخط الخلفي الذي صار علامته الفارقة الاهتزاز والتواضع.
والمباراة بمجملها ليست امتحاناً أو اختباراً لمنتخبنا بقدر ما هي اختبار – وأتمنى أن يكون الأخير- للمدرب الألماني شتانغه وقد تعادلنا تحت إشرافه في ثلاث مناسبات وخسرنا واحدة وفزنا بواحدة.
وبعيداً من النتائج المحققة وهي ليست مهمة في عالم المباريات الودية بقدر ما ينظر الخبراء إلى حال المنتخب وما وصل إليه من أداء ومستوى، ما أراه أن مدربنا الألماني سيزج بأفضل أوراقه بالمباراة ليقدم لنا المنتخب أفضل عروضه وليدحض كل التأويلات والشكوك التي بدأت سهامها تصل إلى المدرب.

أوراق ضبابية
ما نراه بالمنتخب الوطني في الفترة الأخيرة من أداء أمر يدعو للقلق، ومصدر هذا القلق نستقيه من مباراة قيرغيزستان التي خسرناها 1/2 مع ظهور حالة سلبية دلّت على غياب الانضباط الفني والأخلاقي داخل المستطيل الأخضر، ولو كانت المباراة رسمية لدفعنا ثمن ذلك ضريبة باهظة من العقوبات الفردية والمالية وغيرها، وفضلاً عما حدث فلم يكن الأداء ضمن الطموح، فما قدمه منتخبنا كان (شوربة) كروية فقط لا غير.
والخميس الماضي أمام البحرين لم يكن الوضع أفضل، ولو امتلك المنتخب البحريني المهاجم (المفتح) لخرجنا خاسرين، وفوزنا جاء على منتخب غير جاهز وبدا ضعيفاً فاقد الحيلة والحلول.
والملاحظات الأهم التي سجلناها تركزت في خط الدفاع الذي ما زال مهزوزاً ومخترقاً، وما زال المدرب يجرب في هذا الخط اللاعبين من دون أن يستقر على تشكيلة معينة بعد كل هذا الوقت.
والمدة التي قضاها مدربنا في ربوعنا تعتبر كافية للوصول إلى قناعة تامة باللاعبين ومدى فائدتهم والمراكز المناسبة التي من خلالها يستطيع توظيف إمكانياتهم لمصلحة المنتخب، وأعتقد أن مباراتي العراق وقطر ومعسكر النمسا ومباراتي أوزبكستان وقيرغيزستان والبحرين وما تخللها من معسكرات قصيرة قادرة على أن تمنح المدرب الفكرة الكاملة عن المنتخب ولاعبيه.
وبالمقابل فإن من حق المدرب أن يجرب أكبر عدد من اللاعبين لكن فترة التجريب هذه طالت ونخشى ألا تنتهي إلا مع انتهاء عقده.
وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء فنتذكر أن مدربنا الوطني فجر إبراهيم خسر أوراقه مع المنتخب لاهتزاز خط الدفاع في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العام فتلقت شباكنا 11 هدفاً في ثماني مباريات، فضلاً عن المباريات الودية التي كان فيها دفاعنا مشرعاً أمام مهاجمي الفرق الأخرى.
بينما حقق الوطني أيمن الحكيم النجاح في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بثبات خط الدفاع وتألقه، ونعتقد أن الإمكانيات الموضوعة تحت تصرف المدرب الألماني هي أكبر بكثير من الإمكانيات التي وضعت بيد فجر إبراهيم أو أيمن الحكيم.
نتكلم هنا عن خط الدفاع ونسوقه مثالاً، فما يحدث في خطي الوسط والهجوم قد يكون أكبر وأكثر تأثيراً.

خلافات تحت السطح
الخلافات التي تجري بدأت تظهر للعلن والمشاكل بدأت تحيط بأكثر من خمسة لاعبين مؤثرين ومهمين، فهل لاعبونا مخطئون أم إن مدربنا يتعامل بعنجهية؟
أولاً: فراس الخطيب لاعب مهم ومؤثر، يستبعده المدرب لتخلفه عن المعسكر النمساوي الذي اعتذر عنه لأنه دخل عالم تحليل مباريات كأس العالم.
المدرب الألماني مصرّ على استبعاده، مع أن الجميع متفق على ضرورة وجوده، ولا عذر لمن يقول إن الخطيب متقدم بالعمر، فهناك الكثير من اللاعبين بمثل وضع الخطيب تحافظ عليهم منتخباتهم وأبرزهم (كاهيل) الأسترالي، فهل أعدنا النظر بموضوع الخطيب.
ثانياً: أحمد الصالح، استبعاده غير مبرر ودفاعنا المهلهل يدل على ضرورة استدعائه ووجوده بالمنتخب.
ثالثاً: أياز عثمان، كما فهمنا أنه لاعب سوبر ويتمناه أي منتخب يماثلنا، وقضية اشتراطه بوجوده أساسياً بالمنتخب يمكن حلها بطريقة ما، والكلام نفسه ينطبق على ميدو.
والمشكلة التي قد لا يعرفها البعض أن المحترفين عندما يرافقون المنتخبات ولا يجدون لهم مكاناً بالتشكيلتين الأساسية أو الاحتياطية يعتبرون ذلك مضيعة للوقت فضلاً عن الآثار السلبية التي قد تلحق باللاعب جراء ذلك.
رابعاً: قضية عمر خريبين صارت تحتاج إلى تدقيق وتمحيص فالموضوع لم يعد ادعاء إصابة أو اعتذار بسبب ظروف نفسية أو عائلية، بل هو أكبر من ذلك وقد يتعلق بالمدرب، وإذا كان الموضوع يتعلق باللاعب فيجب معالجته فوراً، فمن غير الطبيعي أن نملك لاعباً بمستوى الخريبين ويكون خارج المنتخب.

عكاز
بالمحصلة نقول: فرحنا بأن منتخبنا صار عنده طقم ألماني للتدريب، لكن هذا لا يعني أن تكون ثقتنا عمياء بالمدرب ومن معه، ولابد من البحث دائماً والتفكير العميق بما يجري، فخبراؤنا يفهمون كرة القدم، والقائمون على المنتخب من المفترض ألا ينقادوا وراء المدرب بكل شيء، فهم يفهمون كرة القدم أيضاً، ونذكرهم أخيراً بالمثل القائل: أهل مكة أدرى بشعابها.

مواجهات متوازنة
المواجهات التي جمعتنا مع الصين على الصعيدين الودي والرسمي متوازنة (بحسب كتاب الزميل محمود قرقورا الموسوعة الكاملة) فقد لعبنا معهم 15 مباراة فزنا في خمس مباريات وتعادلنا في مباراتين وخسرنا سبع مباريات، وسجلنا 15 هدفاً ودخل مرمانا 25 هدفاً.
وسجل أهدافنا بواقع هدفين كل من: محمود المواس وماهر السيد وجهاد الحسين، وهدف لكل من: جوزيف شهرستان وجمال كشك وفيصل أحمد ومروان مدراتي وعبد القادر كردغلي ورأفت محمد و فراس الخطيب وعبد الرزاق الحسين وأحمد الصالح.
أعلى انتصار لنا 3/صفر بدورة مرديكيا عام 1986، بينما تكرر هذا الانتصار للصين مرتين في نهائيات أمم آسيا 1988 و1996 ومرة في دورة البحرين بنتيجة 1/3، وأقسى خسارة لمنتخبنا كانت صفر/6 بمباراة ودية عام 1966.