بعد التعادل المقيت مع فلسطين .. عفواً شتانغيه، لست بقارئ

بعد التعادل المقيت مع فلسطين .. عفواً شتانغيه، لست بقارئ

الأخبار الرياضيــة

الاثنين، ٧ يناير ٢٠١٩

كل الحجج التي ساقها المدرب الألماني ستانغيه لم تكن كافيه لتبرير التعادل الذي حصل مع المنتخب الفلسطيني في اول مبارياته بكأس اسيا حيث فقد نقطه ثمينة قد ندفع ثمنها غاليا في قادم المباريات.
المنتخب السوري الذي لعب منذ البداية معتمدا على استحواذه على وسط الملعب، ولاحت له عدة فرص لم يعرف لاعبونا استغلالها، ولم تكن لديهم اللمسة النهائية المؤثرة التي تنهي الهجمة بطريقة متقنه.
المدرب الذي اشاد بالمنتخب الفلسطيني وبطريقه لعبه ودفاعه المتين، و”استقتاله” في الملعب حتى بعد ان لعب ناقص الصفوف بسبب تلقي احد لاعبيه صفراوتان ولم يهتز أداؤه، كان من الاحرى بالمدرب ان يحفظ هذا الدرس جيدا قبل ان تبدأ المباراة ويلقنها للاعبيه، ليعرفوا كيف يتعاملوا مع خصم منظم دفاعيا، ويجيد الاستحواذ مثلنا ان لم يكن بفاعليه اكبر .
وكان من الاجدى بالعجوز الالماني الذي من المفترض ان يكون محنكا في ابتكار الحلول وتوقع الاحتمالات، ان يكون قد اعد العدة ودرس خصوصيات الخصم من خلال فريق عمله، ويضع التكتيك المناسب لمثل هذه المواقف لا أن يقول عملنا ماعلينا، وهاجمنا ولكن كان خصمنا عنيدا ومنظما في الدفاع..!
أين اللاعبين المهاريين لدينا، ولماذا لم يتم توظيفهم لعمل اختراقات، واين التصويب البعيد وغيرها من الجمل التكتيكية التي تدرب عليها كما كان يصلنا في الرسائل الإعلامية من الإمارات، انه تدرب على المساحات الضيقة وعلى التكتيك والتكنيك والتخلص من الخصم وغيرها من المفردات…!
وتبرير المدرب أن السومة كان مراقبا بثلاثة لاعبين، يبدو تبريرا لايقنع حتى تلك المرأة العجوز التي تحاملت على نفسها وحضرت للملعب مع العلم السوري وذابت قهرا، وهي لاتعرف فنون اللعبة كثيرا، وأي مدرب في العالم، ولو كان مدرب (ابو حردوب) مع احترامي الكامل له، يعرف كيف يستغل مراقبه ثلاثة لاعبين لهداف لديه، ويقوم بسحبهم للأمام وإتاحة الفرصة للاعب خفي لاستغلال أو انشغال ثلاثة بالسومه، مع إننا لم نلحظ ذلك كثيرا، بل إننا لم نلمس جديه اللعب لدى المهاجمين في القتال على الكرة كما فعل العجان مثلا..
وحتى إجابته على سبب تأخير الزج باللاعب محمد عثمان الذي حرك اللعب قليلا في الشوط الثاني، يبدو أن “التهمة” جاهزة لأي لاعب عندما قال انه حضر مصابا وأكمل قصته التي لم يحكيها من قبل، وخبأها لمثل هذا الموقف.
ولم يتحدث المدرب عن عدم استغلاله للنقص العددي للمنتخب الفلسطيني، بل لعب “الفدائيين” بتركيز أكثر علينا ولم يكن لديه أي حل ظهر في الاداء، خصوصا وانه حدث في الشوط الثاني الذي يعتبر شوط المدربين، بينما عرف المدرب الخصم الترجمة الحرفية لهذا الشوط وانتزع نقطة ثمينة من منتخب مرشح للمضي بعيدا في البطولة ولكنه خيب الامال باداء باهت لايرتقي ولو لنسبه قليله من هذا الحماس الجماهيري الذي ملا الملعب، وكانوا هم نجوم المباراة بحق وحقيقة ..
لن ارمي بكل المسؤولية على عاتق المدرب، وان كان يتحمل اغلبها لأنه ليس بقارئ جيد للملعب، ولا للفريق ولا للخصم، بل اضع بعض اللوم على عدد من اللاعبين الذين كانوا يلعبون “عالواقف” وكان اللعبة لاتعنيهم.
ليس بهكذا أداء يمكن ان نستمر، خصوصا وان الاردن انتزع فوزا من براثن حامل اللقب استراليا، وسنواجه “النشامى” يوم الخميس المنتشي بما فعله، بينما ستكون مباراتنا مع استراليا “مصيريه للعظم”.
كلامي ليس للإحباط، ولا لجلد الذات، ولكنا تعودنا إلا أن نقول الحقيقة والواقع، وبصراحة، وقد تحدثنا بها في مواضيع سابقة، وإذا لم تكن هناك معالجة فوريه، وقراءه دقيقه للخصم، سيضطر لاعبونا الى تمثيل الإصابة كثيرا للخروج من المأزق الفني الذي قد يواجهونه لاحقا.
الجلوس على دكة الاحتياط لن يغير في الأمر شيئا، وأولي الأمر منكم من المفترض أن يكونه محله في مكان آخر، ويترك المهمة لمن هو مختص بها.
نسورنا لم تحلق كما نريد، وهنا لا اقصد الجميع مطلقا، ونطلب منهم ان يكونوا كما كانوا سابقا، هم “بيضه القبان”، ويلعبوا من اجل عيون الوطن والجماهير لا من اجل العيون الملونة، فالفوز لكم ايها النسور، والتعويض بعقولكم قبل اقدامكم ،كونوا قدها ياشباب.