مذاكرة جديدة لمنتخبنا بدورة الصداقة.. مع العراق البداية ومع الأردن النهاية فهل الختام مسك؟

مذاكرة جديدة لمنتخبنا بدورة الصداقة.. مع العراق البداية ومع الأردن النهاية فهل الختام مسك؟

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٢٠ مارس ٢٠١٩



دورة الصداقة الأولى التي جرت في العراق الموسم الماضي كانت بسبب رفع الحظر عن الملاعب العراقية، وشهدت مشاركتنا الظهور الأول للمدرب الألماني شتانغه، وتعادلنا فيها مع العراق 1/1 ومع قطر 2/2، وجاءت بعد النتائج المتميزة لمنتخبنا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018.
ودورة الصداقة هذا الموسم يشهد منتخبنا فيها عودة مدربه السابق فجر إبراهيم، وتأتي بعد نكسة آسيا وخروجنا من النهائي (بخفي حنين).
فهناك أوجه تشابه وأوجه اختلاف بين الدورتين، والمطلوب من منتخبنا أن يعيد إلى كرتنا الكثير مما فقده من سمعة وهيبة في النهائيات الآسيوية في هذه البطولة.
اتحاد كرة القدم غيّر وبدل كامل الجهاز الفني والإداري والطبي، حتى المنسق الإعلامي تم تغييره، وفي ذلك رسالة غير معلنة بأن الجهاز السابق يتحمل المسؤولية أو جزءاً منها، لأن ضبط صفوف الفريق وتحقيق عامل الانسجام المهم هو من مسؤولية هؤلاء، ودعونا نر إن كان هذا أحد أسباب الإخفاق، أم إن هناك أسباباً أخرى ما زالت غافلة عن المعنيين؟
على صعيد اللاعبين فإن فجر إبراهيم وهو القريب من منتخبنا حافظ على العمود الفقري للمنتخب، وقام بحذف أسماء وإضافة أسماء، وله الحرية في ذلك لأن الاختيار معلق بفكره التدريبي وأسلوبه الذي سيبني عليه المنتخب، وأهم العائدين فراس الخطيب، وغبرييل سومي وإياز عثمان ومن الجدد الذين يدخلون المنتخب لأول مرة أحمد الأحمد لاعب الاتحاد السابق وضمك السعودي وشعيب العلي ومازن العيس من الوحدة ومحمد الواكد من الجيش ومحمد المرمور من تشرين ونجد أيضاً أنه استقدم الحارس الاحتياط لنادي الوحدة خالد إبراهيم وسبق أن استدعي للمنتخب في مرات سابقة وكان حارس مرمى المنتخب الأولمبي.
من أبرز المستبعدين: أسامة أومري بسبب الإصابة ومارديك مردكيان وفهد يوسف وجهاد الباعور ونديم صباغ وخالد المبيض، ويغيب عمر السومة وعمر خريبين وحسين جويد لأسباب مختلفة.
خبرة فجر
فجر يملك الخبرة الطويلة مع منتخبنا الأول ودوماً يكون مرضياً عنه من طرف ومغضوباً عنه من طرف آخر، وحاله هذا كحال مدربي الشرق الأوسط الذين يبقى مصيرهم معلقاً بالنتائج فقط، ونذكر أن اتحاد فاروق سرية أقاله من تدريب المنتخب قبل أقل من خمسة أشهر من النهائيات الآسيوية عام 2011 وخاض بعدها منتخبنا معركة تبديل المدربين حتى قاده في النهائيات هذه المدرب الروماني تيتا.
وبعد أن طار السرية وجيء بالرمضان رئيساً لاتحاد كرة القدم تجمد نشاط منتخبنا حتى وصل إلى المرتبة 152 في أسوأ تصنيف كروي لمنتخبنا، وعندما عاد منتخبنا للظهور مرة أخرى ليشارك بالتصفيات الآسيوية كان خيار اتحاد كرة القدم على فجر إبراهيم ليكون مدرباً وجاء منتخبنا في المركز الثاني بمجموعته بفوزين على كل من كمبوديا وأفغانستان وسنغافورة وخسارتين أمام اليابان وتأهل كأحد أفضل المنتخبات التي جاءت في المركز الثاني إلى التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال، فضلاً عن تأهله مباشرة إلى النهائيات الآسيوية التي أقيمت في الإمارات مطلع هذا العام.
لكن خسارتي المنتخب الثقيلتين أمام اليابان صفر/3 وصفر/5 محتا كل ما سبق، فكان إبعاده عن المنتخب ضرورة فرضتها ظروف تلك الفترة.

على دفعات
منتخبنا وصل البصرة صباح السبت الماضي، وأجرى تمريناً خفيفاً في المساء بمن حضر من اللاعبين وهم ثمانية محليون وثلاثة محترفون (فراس الخطيب وعمرو ميداني وتامر حاج محمد) وغاب أحمد الأشقر للإصابة، بقية المحترفين سيصلون تباعاً بين الأحد والإثنين، وبهذا لن تكتمل صفوف المنتخب باللاعبين إلا بالتمرين الأخير الذي يسبق المباراة بأربع وعشرين ساعة.
الأجواء التي يوردها المنسق الإعلامي مريحة عن المنتخب من حيث الإقامة والاستقبال والمناخ المعتدل، ولا شيء يعكر صفو المنتخب من خلافات حتى الآن، ونتمنى أن تبقى اللحمة قائمة كما عهدنا منتخبنا بخلاف مرحلة (شتانغه) الذي أفسد كل شيء.

اللقاء مع العراق لن يكون كلقاء الموسم الماضي، فالعراق قدّم في النهائيات الآسيوية كرة جميلة وجديرة بالاحترام باستثناء لقائه مع البطل (قطر) وقد خسره بغمضة عين.
والتاريخ لا يصب بمصلحة كرتنا في اللقاءات مع العراق، وبقينا (34) سنة من دون أن نفوز عليها، حتى أصبحت عقدتنا والمباريات الرسمية (30) مباراة (المعتمد بالفيفا 28 مباراة) فقط فاز منتخبنا بخمس مقابلات والعراق بست عشرة وتعادل المنتخبان في تسع مواجهات.
السبت يخوض منتخبنا لقاءه الأخير بدورة الصداقة مع المنتخب الأردني قبل أن يتوجه إلى الإمارات لمواجهة منتخبها بلقاء ودي يوم الثلاثاء في 26 آذار الحالي.
المباراة تكتسب الطابع الثأري لنكسر احتكار الأردن التي باتت تتصيد منتخبنا في العقد الأخير، وعلينا فك هذه العقدة، فالفوز على النشامى مطلب جماهيري معروفة أسبابه وتداعياته.
مع الأردن لعبنا أربعاً وأربعين مباراة (المعتمد بالفيفا 28 مباراة) فزنا بست عشرة مباراة وخسرنا بأربع عشرة مباراة وتعادلنا بمثلها.

إصابة السومة
يعرب الاتحاد العربي السوري لكرة القدم عن أسفه الشديد لغياب نجم منتخبنا عمر السومة عن دورة الصداقة الدولية ومباراة الإمارات الودية لتعرضه لإصابة بليغة في الكاحل خلال لقاء ناديه الأهلي مع الهلال في ذهاب نصف نهائي الأندية العربية علماً أن السومة كان بصدد إرسال كتاب اعتذار عن طريق ناديه للاتحاد العربي السوري عن المشاركة في دورة الصداقة على أن يشارك في مباراة الإمارات بسبب الإجهاد لكثافة المباريات مع ناديه.
الجميع في اتحاد الكرة يتمنى الشفاء العاجل للسومة وعودته إلى صفوف المنتخب لما يشكله من إضافة على الصعيدين الفني والمعنوي لزملائه اللاعبين.

خير الكلام
المطلوب من منتخبنا الظهور الحسن، ولاعبونا لا يقلّون شأناً عن لاعبي العراق والأردن، لذلك فإن منتخبنا غير معذور بأي نتيجة سلبية، والإيجابي الذي يصبّ بمصلحة اتحاد الكرة أنه لم يخضع لعجز النهائيات الآسيوية ولم تكسره النتائج السلبية، فاستمر ووقف على قدميه، ونتمنى الوقوف ذاته لمنتخبنا.