مؤتمر اتحاد كرة القدم بعنوان رفع العتب لمواصلة المشوار...انتخابات وآهات لا قضايا ولا أفكار

مؤتمر اتحاد كرة القدم بعنوان رفع العتب لمواصلة المشوار...انتخابات وآهات لا قضايا ولا أفكار

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ١ أكتوبر ٢٠١٤

يعقد اليوم اتحاد كرة القدم مؤتمره السنوي الذي يعلن فيه بدء الموسم الجديد رسمياً، ويناقش فيه أهم المستجدات على الساحة الكروية، ويطرح فيه روزنامة النشاط المحلي والخارجي وخططه القادمة.
 
ولا شك أن أعضاء المؤتمر لهم الكلمة الفصل في كل بنود المؤتمر كما حددته القوانين والأنظمة، وهم قادرون على وقف أي بند أو تمريره ليصبح شرعياً، ولن يكون حال مؤتمر هذا العام بأفضل من كل المؤتمرات السابقة التي عقدت على مدى خمسين عاماً، فاعتاد أعضاء المؤتمر أن يكونوا ضيوف شرف، ولن يكونوا بحال أفضل!
 
وما يدفعنا لمثل هذا الكلام أن اتحاد كرة القدم أو المهيمنين على قراره وهو الأصح قد رسموا كل شيء على مقاسهم وأقروه ووزعوه، ولم يعد أمام الحاضرين إلا رفع اليد، والحمد لله اعتدنا أن تكون يد كرتنا مرفوعة على الدوام! وبشكل أساسي فإن الجميع يحرص على وجوده، فالبقاء في المناصب هو الأهم وهو في أولوية العمل، فالمناصب تولّد الفوائد، ورغم أن الفوائد عند أعضاء المؤتمر محدودة وهزيلة وتقتصر على مراقبة المباريات والإشراف على البطولات والتجمعات فإن شيئاً أفضل من لا شيء!
وعلى كل حال فإن المؤتمر يحفل بطروحات كمادة كمالية ضمن برنامج المؤتمر وهي على الأغلب تصب في الطروحات الشخصية وربما كانت مجالاً لتصفية بعض الحسابات الشخصية!
المهم هو الغائب الأبرز عن المؤتمر وهو أمر عودونا على غيابه للأسف؟
جديد المؤتمر هذا العام هو الفقرة الانتخابية وستأكل وقت المؤتمر، كما أن الجديد الآخر الحاضر هو دورة التصفية التي ستحدد الصاعدين الاثنين إلى دوري الدرجة الأولى من الفرق الستة التي تمت دعوتها لهذه الدورة غير الشرعية شكلاً وأصولاً وقانوناً.
 
دورة التصفية
لماذا هذه الدورة غير شرعية؟ أولاً ومن حيث المسوغ القانوني، فإن عمليتي الصعود والهبوط يجب أن تكونا مقررتين ضمن اللوائح المعروفة والمتفق عليها من أعضاء المؤتمر، وإذا حدث تغيير في هذه الآلية فيجب أن يتم التغيير عبر مؤتمر ولو استثنائياً.
اتحاد كرة القدم أقرّ الدورة ووضع نظامها واختار أنديتها.. وموعدها ومكانها، وحدد موعدها بعد المؤتمر لينال الموافقة الشرعية عليها اليوم، وهذا أمر غير شرعي أيضاً وذلك لدواع قانونية وأخلاقية، فالدواعي القانونية تمنع العودة إلى الوراء بقرار جديد مخالف للأنظمة والقوانين، كما في حال الهبوط والصعود وما شابه، أما الدواعي الأخلاقية فإن ما يحدث لا يتعدى مقولة «الضحك على اللحى» فإذا كان اتحاد كرة القدم رتب كل شيء، وأقر كل شيء، فهو مستغن عن رأي المؤتمر وأعضائه، وما يحدث ليس أكثر من مهزلة بمهزلة! أما الاعتراضات الأخرى فتتمثل بالفرق التي دعيت للدورة ولنا عليها ملاحظات.
أولاً: فريق العربي انسحب من الدورة الرباعية التي كانت تحدد الفريقين الصاعدين من الدرجة الثانية إلى الأولى، وانسحابه وفق القوانين والأنظمة يهبطه إلى الدرجة الثالثة، فهنا خالفنا القوانين والأنظمة ومنحناه فرصة جديدة وفي ذلك فرق شاسع ومريب بين النجاة من الهبوط إلى الثالثة وفرصة الصعود إلى الأولى، وبغض النظر عن الظلم الذي لحق بالعربي في هذا التجمع، فإنه لا يعتبر مسوغاً للالتفاف على القانون ومخالفة الأنظمة!
الحرفيون كلنا يعرف أنه انسحب تكتيكياً من التجمع في مباراته الأخيرة مع النضال التي تضاف إلى مجموع المهازل، وصحيح أن الانسحاب كان قانونياً إلا أنه لم يكن أخلاقياً، فكيف لمن تحايل على القانون نمنحه فرصة جيدة ليكون بين الكبار؟ أمية والفتوة هبطا إلى الدرجة الثانية ولم يقدما أدنى الدرجات التي تشير إلى إمكانية بقائهما في الدوري، لدرجة أن الدوري كان عبئاً عليهما، فكيف نعيدهما إلى ما هربا منه؟
الصغير قبل الكبير بات يدرك أن كل ما يحدث لضمان عودة الاتحاد والحرية إلى الدوري، ولو حدث ذلك بقرار استثنائي معلل لكان أفضل من كل هذه المسرحية الهزيلة المقيتة!
 
الانتخابات
القضية التي ستكون ملهاة المؤتمر هي ترميم اتحاد كرة القدم بعضوين بعد استقالة عماد شومان قبل سنتين واستقالة مروان خوري قبل شهرين، وقد رأى أن اتحاد الكرة لا يضيف شيئاً إليه على الصعيد المهني والشخصي، وأعتقد أنه كان الأجدى بالقيادة الرياضية أن ترمم أكثر من هذين الشاغرين وخصوصاً أن العضو محمد عقاد لم نره في دمشق إلا مرة واحدة في العامين الماضيين عندما كان مسافراً لحضور ندوة خارجية، وأنه لن يحضر المؤتمر «كما صرح» احتجاجاً على ما يجري في الاتحاد، أما العضو الرابع فهو الدكتور غزوان مرعي وحاله كحال العقاد فهو مشغول في عيادته الطبية في حماة وظروفه وظروف عمله تمنعه من الوجود على رأس عمله في اتحاد كرة القدم، أما العضو الخامس المفترض أن يقدم استقالته فهو العقيد أحمد زينو الذي صار مديراً لكرة نادي الجيش ومنصبه هذا يتعارض كلياً مع عضويته في اتحاد كرة القدم، فالازدواجية في العمل مرفوضة لأنها تؤثر بشكل أو بآخر على العمل، ومهما بلغ من النزاهة والعدالة والشفافية فإنه لن يقف بوجه ناديه أمام مظالم الأندية الأخرى أو مصالحها إن تعارضت مع مصالح ناديه.
ولأن شر البلية ما يضحك فإن نادي الجيش طرح عضواً ثانياً ليشغل مكان العضو المستقيل عن المقيمين، ليصبح لنادي الجيش ممثلان اثنان في اتحاد كرة القدم على حين فإن أندية المحافظة والشرطة والوحدة والنضال وغيرها بلا أي ممثل مع اعتبار أن رئيس اتحاد الكرة ينتمي إلى نادي المجد والمشكلة أن أندية دمشق في اجتماعها مع رئيس فرع دمشق للاتحاد الرياضي العام قررت ترشيح هيثم الشريف من نادي الوحدة وحظي بالقبول من فوق ومن تحت، لكن فجأة ظهر مرشح نادي الجيش «فادي دباس» وترافق ترشيحه مع هاتف عاجل من دبي اتصل به رئيس نادي الوحدة أحمد قوطرش بهيثم الشريف طالباً منه الانسحاب لمصلحة الدباس ولا تعليق!
 
قضايا ثانوية
غير الذي ذكرناه فإن القضايا التي يمكن طرحها على المؤتمر تعد قضايا ثانوية لا قيمة لها، فمثلاً اللوائح والأنظمة ليس لها أي ضرورة وأي طرح لمناقشة بند واحد ضرب من الجنون وخصوصاً أن اتحاد كرة القدم لا يستند إلى أي مادة في أي قضية أو مخالفة، فهو القانون وكل شيء يقره يصلح لكل زمان ومكان.
بطولات الفئات العمرية ومصيرها ومستقبلها أمر تحدده الأزمة، واتحاد الكرة لا يتحمل مسؤولية هذه الفئات ولا يجبر الأندية على تفعيلها وتطبيقها ولو على مستوى المحافظة.
المسابقات الأخرى مثل كرة الصالات والكرة الشاطئية وكرة السيدات صارت من الماضي، ومن يسأل عنها فهو جاهل ولا يدري بمشاغل اتحاد كرة القدم الكثيرة وخصوصاً أن هذه المسابقات لا تقدم ولا تؤخر بمصالح البعض، فهؤلاء يشرفون على مبارياتها وبطولاتها الخارجية وهم أعضاء في لجانها الآسيوية ولجان غرب آسيا، ويقبضون جراء ذلك تعويضات بالدولار فضلاً عن السفر والسياحة فلماذا تعب النفس وهزّ البدن والإسراف في الإنفاق عليها محلياً؟
قضايا الاحتراف مؤجلة لأجل غير مسمى، والتحكيم بألف خير والعلاقات العامة تقدم ثمن فواتير الشاي والسكر والقهوة إلى من يهمه الأمر، ولجنة المنتخبات الوطنية تقرأ (مثلنا) اسم مدرب المنتخب بوسائل الإعلام، ولجنة المدربين تقبض من الدارسين ثمن دورات تدريبية مدفوعة الثمن سلفاً من الاتحاد الآسيوي..
أما المنتخبات فهي خط أحمر واتحاد الكرة لا يجرؤ على وضع تصوراته لها أو السؤال عن مدربها، فكيف بأعضاء المؤتمر؟
أما المداخلات إن حدثت فهي طبق الأصل عن مداخلات عام 1975 لم تتغير ولن تتغير، لأن مشاكل تلك الفترة لم تحل حتى الآن! ولأن الطروحات ما زالت حتى اللحظة فقيرة وشخصية وضيقة!
هذا هو حال مؤتمر اليوم، لا تغيير فيه ولا جديد فيه وقابلوني إن حدث غير ذلك!!