تلتقي هولندا في إعادة لنهائي مونديال 2010..إسبانيا تبدأ حملتها البرازيلية من حيث أنهت مغامرتها الإفريقية

تلتقي هولندا في إعادة لنهائي مونديال 2010..إسبانيا تبدأ حملتها البرازيلية من حيث أنهت مغامرتها الإفريقية

كأس العالم 2014

الخميس، ١٢ يونيو ٢٠١٤

يبدأ المنتخب الاسباني حملة الدفاع عن لقبه من حيث انهى مغامرته التاريخية قبل اربعة اعوام وشهر في جنوب افريقيا، وذلك عندما يتواجه مع نظيره الهولندي الجمعة على ملعب "ارينا فونتي نوفا" في سالفادور دي باهيا وذلك في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من الدور الاول لمونديال البرازيل.
وكان المنتخبان الاوروبيان وصلا عام 2010 الى المباراة النهائية وخرج "لا فوريا روخا" فائزا بهدف سجله اندريس انييستا في الشوط الاضافي الثاني، مانحا بلاده لقبها العالمي الاول لتضيفه الى لقب كأس اوروبا 2008 ثم الحقه بلقب قاري ثان في 2012.
وتسعى اسبانيا في البرازيل الى تحقيق رباعية اسطورية، فيما يبحث المنتخب الهولندي عن تتويجه الاول بعد ان سقط في المتر الاخير ثلاث مرات امام المانيا الغربية والارجنتين عامي 1974 و1978 ثم امام اسبانيا في 2010.
وستكون الموقعة المرتقبة بين المنتخبين الكبيرين هامة جدا لتحديد وجهة المجموعة التي تضم ايضا تشيلي واستراليا التي تعتبر الحلقة الاضعف في المجموعة.
ويدخل الاسبان الى العرس الكروي العالمي وهم منهكون نتيجة المعركة الطاحنة بين اتلتيكو مدريد وبرشلونة وريال مدريد في الدوري المحلي الذي حسمه الاول في المرحلة الختامية، وبلوغ فريقي العاصمة نهائي دوري ابطال اوروبا الذي توج به ريال على حساب جاره اللدود، اضافة الى وصول اشبيلية الى نهائي مسابقة الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" التي توج بها النادي الاندلسي.
وتبقى اسبانيا رغم ارهاق لاعبيها وتقدم العديد منهم بالعمر الحصان الاقوى بعدما حافظ المدرب فيسنتي دل بوسكي على انجاز الراحل لويس اراغونيس، وبحال تتويجه في 2014 سيصبح اول فريق يحرز اللقب العالمي مرتين على التوالي منذ البرازيل في 1958 و1962 (فازت ايطاليا ايضا في 1934 و1938)، لكن مجموعتها لن تكون سهلة مع هولندا وتشيلي الصاعدة بقوة والراغبة بدورها بالثأر من الاسبان بعد خسارتها 1-2 في الدور الاول في جنوب افريقيا 2010 بهدفي دافيد فيا واندريس انييستا.
موضوع استمرار هيمنة اسبانيا على الكرة العالمية يشغل بال الكثيرين، لكن سلاسة اللعب بدأت تنحسر خصوصا بعد الخسارة الكبيرة في نهائي كأس القارات 2013 بثلاثية نظيفة امام البرازيل، التي قد تلتقيها اسبانيا مبكرا في الدور الثاني بحال تعثرت في الاول، فيقول بيبي رينا حارس نابولي الايطالي وليفربول الانكليزي السابق: "بالنسبة لي البرازيل هي المرشحة".
لكن الاسبان يعولون على عدم تتويج اي من ابطال كأس القارات في النسخ الماضية، فحتى قبل 2010 تعرضوا لخسارة مفاجئة امام الولايات المتحدة صفر-2 في كأس القارات 2009.
وفي ظل هذه التساؤلات، طرح دل بوسكي تشكيلة تضم النجوم الاعتياديين مطعمة ببعض الوجوه الجديدة، فالى جانب الحارس ايكر كاسياس والمدافعين سيرخيو راموس (ريال مدريد) وجيرار بيكيه (برشلونة)، لاعبي الوسط تشافي واندريس انييستا وسيرجيو بوسكيتس وسيسك فابريغاس (برشلونة) وتشابي الونسو (ريال مدريد) ودافيد سيلفا (مانشستر سيتي الانكليزي) وخوان ماتا (مانشستر يونايتد الانكليزي)، والمهاجمين دافيد فيا افضل هداف في تاريخ المنتخب (اتلتيكو مدريد) وفرناندو توريس (تشلسي الانكليزي)، برز اسم المجنس دييغو كوستا هداف اتلتيكو مدريد بعد نقله من العباءة البرازيلية الى صفوف بطلة العالم.
ويبدو ان دل بوسكي متفائل بحظوظ فريقه في البرازيل وهو اكد بان ابطال العالم واوروبا لا يخافون الهولنديين، قائلا "لا نخشى احدا، بل نحترمهم. انهم اصحاب الوصافة في كأس العالم الاخيرة ونحن نحترم هولندا تماما".
واضاف دل بوسكي "نحن متفائلون جدا استنادا الى التمارين والمباراتين الوديتين اللتين خضناهما (فازت على بوليفيا والسلفادور بنتيجة واحدة 2-صفر). نحن نرتقي الى مستوى توقعاتنا وسندخل الى كأس العالم بثقة".
كما اكد ان ابطال العالم مستعدون لاي "اجواء معادية" في البرازيل حيث لعب الصيف الماضي عندما شارك في كأس القارات.
وقال دل بوسكي في تصريح لصحيفة "ماركا" المحلية: "صحيح اننا واجهنا في كأس القارات صافرات الاستهجان في المباريات لكني اعتقد ان ذلك نابع عن احترام، لأنهم رأوا فينا خصما محتملا للبرازيل"، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الشعب البرازيلي كان ودودا مع المنتخب بعيدا عن المباريات.
وفي ظل وجود دييغو كوستا الذي فضل الدفاع عن الوان اسبانيا عوضا عن وطنه الام البرازيل، فمن المتوقع ان ترتفع حدة العدائية بحق ابطال العالم خلال مبارياتهم على الاراضي البرازيلية.
ورأى دل بوسكي بان مهمة الدفاع عن اللقب العالمي ستكون صعبة، مضيفا "من البديهي ان هذا الامر (الاحتفاظ باللقب) ليس مستحيلا لكن طبيعة الامور تعني عدم الفوز بكأس العالم (للمرة الثانية على التوالي)".
وواصل دل بوسكي "يجب ان نفهم امكانيات المنافسين الذين نواجههم، ان نفهم بان العالم لا يدور حولنا. لكن يجب ان يكون الفوز بها (كأس العالم) هدفنا وحلمنا، يجب ان نؤمن بهذا الامر".
واعتبر دل بوسكي ان فريقه "ليس اسير اسلوب لعب معين. الاستحواذ على الكرة من دون عمق (هجومي) ليس منطقيا. لهذا السبب نحن نعمل بجهد لكي نكون فريقا مندفعا في مسألة استخلاص الكرة، لكي نكون متراصي الصفوف، ولكي نضغط (على المنافس)".
ورفض دل بوسكي ان يقال عن منتخبه بانه الاوفر حظا للفوز باللقب، قائلا: "كأس العالم اكبر من هذه الصفات (الاوفر حظا). البرازيل تلعب على ارضها وهي فريق كبير، لكن هذا الامر يعني ايضا بانها تلعب تحت ضغط هائل اكبر من ذلك الذي اختبرته في كأس القارات".
ومن جهته اعرب لاعب وسط برشلونة سيرجيو بوسكيتس عن تخوفه من الهجمات المرتدة للمنتخب الهولندي، قائلا: "نملك تقريبا نفس اللاعبين (الذين خاضوا النهائي)، فيما ادخلوا الكثير من التعديلات الجديدة على تشكيلتهم، اضافة الى تغيير المدرب"، في اشارة الى لويس فان غال الذي استلم الاشراف على هولندا منذ 2012.
وتابع "يتمتعون باسلوب لعب مختلف في ظل وجود خمسة مدافعين، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة. يجب ان نسيطر على هجماتهم المرتدة وعلى لاعبيهم الاكثر خطورة مثل (اريين) روبن، (روبن) فان بيرسي و(ويسلي) سنايدر...".
واعرب بوسكيتس الذي توج مع المنتخب الاسباني بكأس العالم 2010 وكأس اوروبا 2012، عن تخوفه من "الحرارة والرطوبة المرتفعتين" اللتين ستؤثران كثيرا على اداء اللاعبين يوم الجمعة في سلفادور باهيا حيث من المتوقع ان تصل الحرارة الى 30 درجة مئوية.
وفي الجهة الهولندية، سيكون اعتماد فان غال عن الخماسي المتبقي من نهائي 2010 والمكون من القائد روبن فان بيرسي واريين روبن وويسلي سنايدر ونايجل دي يونغ وديرك كاوت.
وسيسعى منتخب "الطواحين" جاهدا لكي يحقق ثأره من نظيره الاسبانية وهو لم يعتمد الدبلوماسية الاعلامية التي يتمتع بها الاخير، بل كان صريحا بشأن نية الثأر وذلك على لسان مدافع استون فيلا الانكليزي رون فلار الذي رأى أن هولندا بأسرها تأثرت بخسارة نهائي 2010، مضيفا "كانت فرصة كبيرة بالنسبة لنا للفوز بكأس العالم وكنا حقا قريبين جدا جدا. الحسرة دائما موجودة... ان العب ضدهم الان في المباراة الاولى فهذا الامر يشكل تحديا كبيرا".
ستكون نهائيات 2014 الفرصة الاخيرة لجيل روبن (30 عاما) وفان بيرسي (31 عاما) وسنايدر (30 عاما)، لكن في المقابل استدعى فان غال مجموعة غنية من الوجوه الشابة بعد الخيبة الكبيرة في كأس اوروبا 2012 حيث فشلوا بتخطي الدور الاول.
ضحى مدرب برشلونة السابق بقلبي الدفاع جوني هيتينغا ويوريس ماتيسن والحارس مارتن ستيكلنبورغ، فاصبح الرباعي الخلفي يتألف من الشبان داريل يانمات وستيفان دو فريي وبرونو مارتنس اندي (فيينورد) ودالي بليند (أياكس)، ابن داني بليند مساعد المدرب الحالي ومدافع اياكس الاسطوري.
سيفتقد بطل اوروبا 1988 محور وسط روما الايطالي الصلب كيفن ستروتمان لاصابة قوية بركبته وصفها فان غال بـ"الكارثة الصغيرة"، وظهير باريس سان جرمان الفرنسي غريغوري فان در فيل الذي طلب اراحته بسبب الارهاق.
يصعب توقع المشوار الهولندي في النهائيات، نظرا للتغييرات الكبيرة في جلد الفريق ووقوعه في مجموعة تضم اسبانيا وتشيلي الطامحة.
قال فان غال في اذار/مارس الماضي: "لا ارى انفسنا مرشحين للقب. ارشح البرازيل والارجنتين ومن اوروبا اسبانيا والمانيا. بعد استلامي المهمة (بعد اوروبا 2012)، وضعت هدف التأهل وبلوغ نصف النهائي. دفعنا بالكثير من الوجوه الشابة، قدمنا كرة جميلة وسجلنا الكثير من الاهداف في التصفيات. مع ذلك، يبقى التأهل الى نصف النهائي امرا صعبا لتحقيقه"، ما بدا منطقيا بعد سقوط الفريق امام فرنسا صفر-2 في مباراة ودية في الشهر عينه، وهي الخسارة الاولى له منذ اب/اغسطس 2012.
بعد اصابة ستروتمان، سيعتمد فان غال بشكل كبير على قائد الهجوم روبن فان بيرسي هداف المنتخب الذي تخطى رقم باتريك كلايفرت عضو الجهاز الفني.