محلل إسرائيلي: حرب لبنان 1982 علمتنا أن إسرائيل لا يمكنها احتلال عواصم العدو والبقاء فيها

محلل إسرائيلي: حرب لبنان 1982 علمتنا أن إسرائيل لا يمكنها احتلال عواصم العدو والبقاء فيها

الصحف العبرية

الجمعة، ١ يونيو ٢٠١٢

تحيي إسرائيل هذه الأيام الذكرى السنوية الثلاثين لحرب لبنان الأولى التي شنتها في العام 1982 ورأى أحد كبار المحللين الإسرائيليين أن هذه الحرب علمت إسرائيل حدود القوة وأنه لا يمكنها احتلال عواصم "العدو" العربية والبقاء فيها.
وكتب كبير المعلقين السياسيين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع في مقاله الأسبوعي اليوم الجمعة والذي خصصه لحرب لبنان الأولى أن "لبنان علمنا حدود القوة، فإسرائيل لا يمكنها احتلال عواصم العدو والبقاء فيها، ولا يمكن أن تفرض من يحكم لا في القاهرة ولا في دمشق ورام الله وغزة".
وأردف "بإمكانها أن تشغل عملاء وبنجاح لكنها فشلت عندما حاولت استئجار خدمات ميليشيات كاملة".
وربط برنياع بين حرب لبنان في العام 1982 والنقاش حولها في حينه وبين السجال الدائر في إسرائيل اليوم حول شن هجوم عسكري ضد إيران بهدف تدمير المنشآت النووية هناك.
وأشار الكاتب إلى أن "شيئا ما من معضلة إسرائيل اليوم يذكر بالنقاشات في العام 1982، ولدينا رئيس حكومة (بنيامين نتنياهو) يتمتع بشعبية ومن اليمين ويميل إلى الانجرار وراء خطابه، ولدينا وزير دفاع (إيهود باراك) ذكي يجر رئيس الحكومة وراءه".
وأضاف أنه "في العام 1982 كانت هناك مبادرة مسبقة لعملية عسكرية، أورانيوم كبير وصغير، تم صدها، وفي القضية الإيرانية كانت هناك مبادرة وتم صدها بسبب معارضة قادة الأجهزة (الأمنية الإسرائيلية) ومعارضة وزراء في طاقم الثمانية وانتقادات في وسائل الإعلام وربما بالأساس بسبب شعور داخلي لدى رئيس الحكومة".
وأشار برنياع إلى أن التحول في القرار الإسرائيلي بشأن الانسحاب من لبنان كان في 4 شباط/فبراير العام 1997 عندما سقطت مروحيتان عسكريتان في منطقة الجليل وكانتا عائدتان من جنوب لبنان وقُتل في هذا الحادث 73 جنديا.
ونقل برنياع عن أحد رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي قوله إنه "ما يقرر في نهاية المطاف هو الأعداد وطالما أن عدد الجنود القتلى لا يتجاوز 20 أو 30 في السنة فإن الجيش الإسرائيلي سيبقى في لبنان إلى الأبد".
وأضاف برنياع أن حركة "أربع أمهات" الإسرائيلية أثرت على الانسحاب خصوصا بعد أن وصفت هذه الحركة الجنود ب"الأولاد"، وعندما كان يُقتل مواطن جراء سقوط صاروخ كان يوصف ذلك ب"المأساة الشخصية" بينما عندما كان يُقتل جندي كان يوصف ذلك ب"الكارثة الوطنية".
وأشار برنياع إلى عمله كمراسل صحافي خلال حرب لبنان الأولى وإلى دعوة تلقاها الصحافيون الإسرائيليون من بيار يزبك "آخر سفير للكتائب اللبنانية في إسرائيل" لزيارة لبنان "بهدف تجنيد الرأي العام في إسرائيل لتأييد إنقاذ المسيحيين في لبنان".
وأضاف برنياع أن الصحافيين الإسرائيليين التقوا بداية مع زعيم الكتائب في حينه بيار الجميل الذي قال لهم إن "25 مليون يهودي يسيطرون على العالم وهم يسيطرون على المال والتلفزيون والثقافة والجامعات، وأنا لا أفهم كيف فعل اليهود هذا الأمر السخيف، لماذا انسحبوا من جبال الشوف؟".
وتابع أنه بعد ذلك التقى الصحافيون مع سمير جعجع في مقر الكتائب بالأشرفية والذي قال للصحافيين إن "إسرائيل أخرجت نفسها من الحرب على لبنان وسورية مستمرة في هذه الحرب وأنا أسأل متى ستبدأ إسرائيل في استيعاب دورها مجددا في الحرب على لبنان".
وكتب برنياع أن حرب لبنان الثانية، في صيف العام 2006، حررت حرب لبنان الأولى من "اسمها الكاذب" الذي أطلقته إسرائيل عليها وهو "حرب سلامة الجليل" ومنحتها رقما تسلسليا وحق أولي.