محادثات تركية إسرائيلية لإعادة الدفء للعلاقات

محادثات تركية إسرائيلية لإعادة الدفء للعلاقات

الصحف العبرية

الأربعاء، ٢٢ يونيو ٢٠١١

ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إسرائيل وتركيا تجريان محادثات سرية في محاولة لإيجاد حل للازمة الدبلوماسية بينهما، والتي نجمت عن العدوان الإسرائيلي الدموي على سفينة «مرمرة» في أيار العام 2010، التي كانت ضمن «أسطول الحرية 1»، وأدى إلى استشهاد 9 أتراك.
وأرسل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رسالة قبل بضعة أيام لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان هنأه فيها بفوز حزبه في الانتخابات، وأبدى رغبته في حل الأزمة في العلاقات بين الدولتين.
وأعلن مسؤول إسرائيلي، رداً على أسئلة «فرانس برس» أن «إسرائيل ترغب في إعادة علاقات سليمة وإيجابية تخدم مصلحة الطرفين». ورفض إعطاء أي توضيحات عن اتصالات سرية، لكنه قال «عبرنا عن أسفنا لتدهور العلاقات بين الدولتين».
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن هذه الاتصالات تجري في إطار قناة مباشرة بين الجانبين، وأن الولايات المتحدة ضالعة فيها. ويتوقع أن يتوجه «أسطول الحرية 2» قريباً إلى قطاع غزة لكسر الحصار، لكن من دون «مرمرة» التي كان يفترض أن تكون أساساً في عداد الأسطول قبل أن يعلن المنظمون الأسبوع الماضي عدم مشاركتها.
وأكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية التركية للصحيفة إجراء اتصالات، أكدها ايضاً مصدر رسمي في الإدارة الأميركية، في حين أن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رفض التطرق إليها لكنه لم ينفها، كما رفض ديوان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان التطرق إلى الموضوع.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الاتصالات تجري في إطار قناتين: الأولى مباشرة بين مندوب من ديوان نتنياهو وبين مدير عام وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي اوغلو، والثانية تجري بين يوسف شيشانوفر واوزدم سانبرك وهما الممثلان الإسرائيلي والتركي في لجنة التحقيق التي شكلتها الأمم المتحدة للنظر في الهجوم الدموي الإسرائيلي على سفينة «مرمرة».
وفضلا عن هاتين القناتين، أجرت الإدارة الأميركية في الأشهر القليلة الماضية اتصالات على أعلى المستويات مع الحكومة التركية، هدفت أساسا إلى منع مشاركة الأتراك في «أسطول الحرية 2» المتوقع أن يبحر إلى غزة أواخر حزيران الحالي، ودفع عملية تحسين العلاقات التركية مع إسرائيل قدماً.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عبرت في اتصال هاتفي بنظيرها التركي احمد داود اوغلو، السبت الماضي، عن رضاها على إعلان عدم مشاركة سفينة «مرمرة» في «أسطول الحرية 2».
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو عقد اجتماعا حكوميا مصغرا الخميس الماضي، خصص للتداول بشأن «الأسطول» الجديد والعلاقات مع تركيا. ونقلت عن مصدر مطلع على الاجتماع أن نقطة الخلاف الجوهرية بين الوزراء الذين اشتركوا في النقاش تتعلق بموضوع تقديم إسرائيل اعتذاراً رسمياً إلى تركيا بشأن الهجوم على «مرمرة» وإبداء استعداد لدفع تعويضات مالية إلى عائلات الضحايا الأتراك، موضحا أن بعض الوزراء يطالب بأن تكتفي إسرائيل بالإعراب عن أسفها لوقوع تلك الأحداث وسقوط الضحايا، وأن تطالب بضمانات بعدم تقديم عائلات الضحايا شكاوى قانونية ضد إسرائيل بعد تعويضها.
واعتبرت الصحيفة أن احد أسباب محاولة تركيا وإسرائيل حل الأزمة بينهما يعود إلى اقتراب لجنة الأمم المتحدة المكلفة التحقيق بموضوع العدوان على «أسطول الحرية 1» من إصدار تقريرها مطلع تموز المقبل. وأشارت إلى أن ممثلي الدولتين في اللجنة يرغبان في إعادة العلاقات بين الدولتين.
وأوضحت أن التطور الثاني هو الانتخابات التي جرت في تركيا. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إنه لم يكن بمقدور رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إظهار مرونة تجاه مطالب تركيا من إسرائيل قبيل الانتخابات، وانه ربما يتخذ مواقف أكثر براغماتية إزاء الدولة العبرية عقب انتهاء الانتخابات.
واعتبرت «هآرتس» أن التطور الثالث هو الأوضاع في سوريا. ونقلت عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية قوله إن «الأوضاع الأخيرة في سوريا خلقت مشكلات كبيرة لكل من تركيا وإسرائيل، وبالتالي فإن مصالحهما المشتركة تقتضي بحلّ الأزمة بينهما»، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن «الأتراك ذهلوا من رفض (الرئيس السوري بشار) الأسد لمطالبهم، كما انه كذب عليهم وهو يفضل الدعم الإيراني».
وأرسل نتنياهو رسالة قبل بضعة أيام إلى أردوغان هنأه فيها بفوز حزبه في الانتخابات وأبدى رغبته لحل الأزمة في العلاقات بين الدولتين. ونقلت «هآرتس» عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن نتنياهو بعث رسالة التهنئة هذه بعد تردد طويل.
وكانت صحيفة «زمان» التركية قد نشرت على موقعها الالكتروني أمس مقاطع من رسالة نتنياهو لأردوغان في إطار مقالة عن العلاقات السرية بين إسرائيل وتركيا. وجاء في هذه المقاطع أن «حكومتي ستكون سعيدة للعمل مع الحكومة التركية الجديدة لإيجاد حل لكل القضايا موضع الخلاف بين دولتينا». وأضاف نتنياهو «آمل أن نتمكن من إعادة تأسيس التعاون واستئناف روح الصداقة التي ميزت العلاقات بين الشعبين طوال أجيال عديدة».
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو أعلن خلال زيارته لإيطاليا قبل أيام أنه معني باستعادة العلاقات الجيدة بين تركيا وإسرائيل. وقال للصحافيين المرافقين له «نحن لم نرد للعلاقات أن تتدهور. ونحن نتطلع لإصلاح ما تعطل وإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه. فقبل عامين وصل إلى تركيا 400 ألف سائح إسرائيلي، لكنهم الآن ذهبوا إلى مناطق أخرى. ونحن لا نريد علاقات متوترة. نريد تحسين العلاقات هذه».
وأشار المراسل السياسي للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية يعتقد أنه بالوسع حاليا تخفيف التوتر في العلاقات بين الدولتين خصوصا بعد انتفاء حاجة أردوغان الانتخابية لهذا التوتر. واعتبرت إسرائيل أن عدم سماح تركيا بانطلاق سفينة «مرمرة» في «أسطول الحرية 2» إلى غزة إشارة إيجابية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يوناتان روزنتسفيغ أن وفداً من سبعة صحافيين أتراك مهمين زار إسرائيل بدعوة من وزارة الخارجية. وقال إن «هؤلاء الصحافيين تمكنوا من الاطلاع على الظروف على ارض الواقع لتوريد البضائع لقطاع غزة» عبر معبر كرم أبو سالم. وأضاف إنهم «تمكنوا من التأكد من أن الأسطول الدولي الصغير غير مفيد».