ليبرمان يخطط لمعاقبة تركيا: دعم الأرمن وتسليح الأكراد

ليبرمان يخطط لمعاقبة تركيا: دعم الأرمن وتسليح الأكراد

الصحف العبرية

السبت، ١٠ سبتمبر ٢٠١١

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» امس النقاب عن خطة وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان لمعاقبة تركيا على موقفها من العلاقات مع إسرائيل. وتقوم هذه الخطة، ليس فقط على الرد على الخطوات التركية سياسيا أو دبلوماسياً أو اقتصادياً، وإنما العودة للتحالف مع أعداء الحكم التركي بمن فيهم الأكراد.
وبحسب المراسل السياسي للصحيفة، شمعون شيفر، فإن ليبرمان بعد طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين من تركيا وإعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قطع العلاقات التجارية والعسكرية مع إسرائيل، ونيته الدفاع عن الأسطول التالي إلى غزة قرر التشمير عن ساعديه والرد على تركيا باللغة التي تفهمها.
وأشارت «يديعوت» إلى أن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية اجتمعوا أمس الأول تمهيداً للبحث الذي سيعقد اليوم بحضور ليبرمان حول الرد الاسرائيلي على خطوات اردوغان. وخلص الاجتماع إلى تقدير يفيد بأن تركيا ليست معنية باعتذار اسرائيل، وتفضل استغلال الخلاف مع تل ابيب لرفع مكانتها في العالم الإسلامي. وعليه، قرر ليبرمان أن لا جدوى في البحث عن صيغ إبداعية للاعتذار الذي لن يقبل، وسيقود فقط الى رفع مستوى المطالب الهادفة إلى إهانة اسرائيل ـ ومن الافضل تركيز الجهود على محاولات معاقبة الاتراك.
بلا ترانزيت
وبحسب «يديعوت» فإن الخارجية الإسرائيلية قررت بناء «صندوق عدة» سياسي وأمني ضد الأتراك. في المرحلة الأولى، تخطط وزارة الخارجية لأن تصدر فوراً تحذير سفر الى تركيا يخص كل الإسرائيليين من مسرحي الجيش، خصوصاً الذين خدموا خلال الحرب على غزة المسماة «الرصاص المسكوب» أو شاركوا في نشاطات عملياتية ضد المقاومة الفلسطينية.
ويدور الحديث عن تحذير خطير على نحو خاص لأنه لا يتناول فقط اولئك الذين يسافرون الى تركيا نفسها بل وأيضا الاسرائيليين الذين خططوا للوصول الى مطارات تركية في اطار رحلة ترانزيت، في طريقهم الى مقصد آخر. ويستند هذا القرار الى معلومات طرحت في وزارة الخارجية بموجبها يعتزم الأتراك «صيد» إسرائيليين ذوي ماض عسكري، وتوقيفهم وتقديمهم الى المحاكمة في تركيا.
الاعتراف بكارثة الأرمن
ومن المتوقع أن يقدم ليبرمان على خطوة أخرى، وهي التعاون مع الأرمن في كل ما يتعلق بـ«المحرقة الأرمنية». ويتهم الأرمن تركيا باقتراف «إبادة جماعية» ضدهم بين العامين 1915 و1918، عندما كان الأرمن لا يزالون تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، وأنهم قتلوا أكثر من مليون نسمة. ويرفض الأتراك حتى اليوم الاعتراف بمسؤوليتهم عن ذلك، ما خلق بؤرة توتر بينهم وبين الارمن.
والآن، ينوي ليبرمان في أثناء زيارته هذا الشهر الى الولايات المتحدة الاجتماع إلى رؤساء اللوبي الارمني، الذي يعتبر اللوبي الثاني من حيث القوة بعد اللوبي الإسرائيلي (ايباك)، ويعرض عليه التعاون ضد الاتراك في مجلس النواب. ومن الجائز أن تكون النية مساعدة إسرائيلية في الاعتراف الدولي في كارثة الشعب الأرمني ـ الخطوة التي ستضر بتركيا جداً. كما أن اسرائيل كفيلة في هذا الإطار بأن تقف الى جانب الارمن في نزاعهم مع تركيا على السيطرة على جبل أرارات.
تسليح الأكراد
ويمكن لإسرائيل أن تفتح مع الأتراك جبهة ثالثة تتعلق بالأقلية الكردية التي تعيش في شرق تركيا، وتتطلع الى استقلال كردستان - الإقليم الذي يقع على اجزاء من تركيا، سوريا، ايران والعراق. معارضة هذه الدول لإقامة الدولة الكردية هي السبب الأساس في أن الأكراد هم اليوم الأقلية العرقية الأكبر من دون دولة. والأمر يؤدي الى صدامات عنيفة بين الجيش والتنظيم السري التركي، حزب العمال الكردستاني.
والآن، يخطط ليبرمان لعقد لقاءات علنية مع قادة التنظيم السري الكردي في اوروبا، بهدف «التعاون معهم والحرص على تعزيز قوتهم في كل المستويات التي يمكن تصورها»، على حد تعريفه. وحسب التقدير فإن الأكراد في هذه اللقاءات يمكن أن يطلبوا من اسرائيل مساعدة عسكرية في شكل تدريبات عسكرية وتزويد بالسلاح ـ الخطوة التي ستؤدي الى موقف حاد حيال الأتراك اذا ما خرجت الى حيز التنفيذ.
حملة دبلوماسية
وفي ظل الصدامات العنيفة الأخيرة التي شهدتها المناطق الكردية في تركيا، ينوي ليبرمان اعتبار حقوق الإنسان القسم الرابع من «صندوق العدة» ضد اردوغان. ويسعى ليبرمان لشن حملة دبلوماسية تتجند فيها الممثليات الإسرائيلية في العالم للصراع، والتبليغ عن انتهاكات غير قانونية يقوم بها الأتراك بحق الأقليات في أراضيهم.
وتخلص «يديعوت» إلى أن «صندوق العدة» القاسي ينبع أيضاً من رغبة ليبرمان في التوضيح لأردوغان أن خطواته ضد اسرائيل ليست «لعبة باتجاه واحد». المداولات في الموضوع، التي جرت برئاسة رئيس الفريق الجديد لتنسيق النشاط الدبلوماسي لممثليات إسرائيل في العالم ران كوريال، استندت الى القرار بعدم ضبط النفس إزاء نية اردوغان العمل من أجل حماس.
كما ذكر في المداولات بأن الوضع الحالي لتركيا في الساحة الدولية ليس لامعاً، وأنها توجد في توتر مع حلف شمال الاطلسي (الناتو) ومع اليونان وعلاقاتها مع سوريا وإيران أيضاً ليست جيدة. «سنجبي من اردوغان ثمناً يثبت له بأنه من غير المجدي البدء مع اسرائيل. ومن الافضل لتركيا أن تتصرف معنا باحترام ونزاهة إساسيين».
وكان الوزير الإسرائيلي المكلف الاستخبارات دان ميريدور قال، للاذاعة العسكرية الاسرائيلية، إن تصريحات اردوغان «خطرة وجدية» بعد ان اعلن رئيس الحكومة ان القوات البحرية التركية ستواكب من الآن وصاعداً السفن التي ستنقل مساعدات انسانية الى غزة.
وقال ميريدور إن «هذه التصريحات خطرة وجدية، لكننا لا نريد ان نزيد من حدة الجدال». وأضاف «من الافضل التزام الصمت والانتظار، لانه ليس من المفيد مفاقمة الوضع والرد من خلال شن هجمات» كلامية. الا انه شدد على ان «تركيا هي من سينتهك القانون الدولي» اذا حاولت كسر الحصار البحري الاسرائيلي على قطاع غزة بالقوة، خصوصا أن بعثة للأمم المتحدة اقرت بـ«شرعية» الحصار.
واعتبر مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ان مثل هذا الاجراء من قبل تركيا سيشكل «استفزازا خطيرا للغاية». وقال «من الصعب جدا تخيل ان تركيا ستمضي حتى القيام بمثل هذا العمل، بالنظر الى التزاماتها ازاء حلف شمال الاطلسي».