همجية داعشية .. أم حقد أوروبي

همجية داعشية .. أم حقد أوروبي

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٥ يناير ٢٠١٧


بعد أكثر من ثمانية أشهر على نهوض تدمر من وسط الرماد ، عادت المدينة البائسة للنزيف مجدداً على أيدي شرار الأرض الملتحفين برداء الدين الإسلامي زوراً .
تدمر ليست مدينة وفقط .. تدمر أمثولة في الصمود والمواجهة .. رمز لانتصار الحق على الباطل في زمن القوة .. تدمر مثال لمقاومة الحق بطش الباطل .
عادت تدمر اليوم للمعاناة مجدداً على أيدي داعش الإرهابية ، حيث أقدم هؤلاء الهمجيون منذ أيام على تدمير المسرح الأثري الشهير في تدمر بالإضافة إلى المقابر الأربعة أو ما يسمى بالمذبح الأثري ، والمُدرجة على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو منذ عام 1980 .
وكانت تدمر قد تعرضت لموجة من الدمار الإرهابي منذ أقل من عامين ، حيث فقدت قوس النصر الأثري الذي يعد فريداً من نوعه في العالم ، بالإضافة إلى تدمير معبد بعلشمين وما رافقه من سرقة موصوفة للمئات من الكنوز الأثرية التي كانت موجودة في أماكن عدة من المدينة القديمة .
كل ذلك يترافق مع أنباء عن وصول عدد غير قليل من القطع الأثرية إلى أسواق الآثار العالمية في تركيا وباريس وإيطاليا والكيان الصهيوني ، وهذا ما فتح المجال للعديد من التساؤلات حول حقيقة تدمير داعش لهذه الأوابد الأثرية وهل حقاً تم تدميرها ؟
أم أن سوق الآثار استجابت لسيلان لعاب لصوص الآثار ووجدت ضالتها في الآثار السورية وقبلها الآثار العراقية وتستعد لاحقاً لنيل حصتها من الآثار المصرية الفرعونية .
وكأنه من المحرمات أن تحتفظ الشعوب العربية بحضارتها وماضيها المشرق ، استكمالاً لتغييب الرموز الوطنية وتشويهها ، لئلا تستلهم من كل ذلك غداً أفضل لها ولأبنائها ، وهذا فصل جديد من الحرب التي كانت وما زالت تتعرض لها هذه الشعوب .
لا أدري لماذا أستذكر كلما تم تدمير جزء من الحضارة السورية القديمة إمبراطور روما الغازي // أورليان // الروماني وهو يبث كل ما في صدره من حقدٍ على الحضارة الإنسانية الحرة ، ويأمر بحرق مدينة تدمر عن بكرة أبيها ، بعد أن قتل ملكتها زنوبيا وشرد أهلها .
بعد كل ما جرى ويجري اليوم ، لا زلنا نراهن على أن تنتصر قوة الحق على حق القوة ، لتبقى المقولة الخالدة والفعل الخالد بيد الجيش العربي السوري ، ويغلِبَ من جديد أبناء الشمس السوريون .. تتار العصر وتجار الباطل .
محمد حسن