أردوغان يرقص على حبلين.. بقلم: إيفين دوبا

أردوغان يرقص على حبلين.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

الأحد، ١٢ فبراير ٢٠١٧

ما يريده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الولايات المتحدة الأميركية، هو الحماية في الشمال السوري بشكل مستعجل، يبدو أن خطباً معقداً جداً يعانيه نظام أنقرة في هذه المساحة تجعله يعاجل لاستجداء أي معونة من واشنطن مقابل أي ثمن، وكما العادة بمراهنة متهورة قد تودي بكل تلك الخطوات التي أجراها نظام أنقرة على مدى الأشهر الماضية.
لا يمكن قراءة التوجهات البرلمانية التركية لتجنيد اللاجئين السوريين في تركيا، إلا أنها محاولة إسعافية لتغذية الجماعات المسلحة في الشمال السوري التي استنزفت قواها، وأصبحت كاسدة جداً بعد تحرير حلب، وهناك في النظام التركي من يستشيط غضباً من هذه الحال التي قبلتها أنقرة على طريق الاتجاه الإجباري، وإلا فما معنى تلك التوجهات البرلمانية في أنقرة التي تحدث بلسان يشبه إلى حد بعيد نوبات الصرع.
ربما أن النظام التركي قرأ فيما يحدث في الداخل الأميركي فرصة عليه أن ينتهزها سريعاً، لإعادة تحصيل الحماية التركية والاستفادة من العهد الجديد، إذا ما أضيف إليه نيات الإدارة الأميركية بتوتير بعض الملفات لاسيما مع الصين وإيران، مقابل ثمن يحتاجه دونالد ترمب في هذا الوقت مع تأهب المواجهة مع بيكين، فترمب يستطيع الاستفادة من النظام التركي في الصين للضغط داخلياً، وفي هذا الوقت سيكون ترامب يلعب على أكثر من حبلين ممدوين فوق منطقة ملتهبة وما زالت أعماق مياهها غير محددة.
إذاً هي مغامرة جديدة يخوضها أردوغان، لو كان هذا الشخص مرتاحاً لما خاضها، هو يصدق كل جهة في الغرب تعرض عليه المساعدة طالما أنه يخشى أي خيال سياسي يمكن أن يتقرب من كرسيه، وحالة الهلع هذه تعكس هشاشة عظام السياسة التركية التي لم تعد تعرف ما تريد بعد دخولها دوامة التحالفات الجديدة التي لم تستطع فيها بناء أي أساس جديد للعودة إلى الدائرة الجديرة.
المغامرات التي يخوضها النظام التركي، في عهد رجب طيب أردوغان لم تأت بأية نتائج حميدة لتركيا، هي تراهن وتدمن الرهان، تكسب بعض النقاط وتخسر أضعافها بعد الربح بوقت قليل، ورقص أردوغان على أكثر من حبل يعني أنه لا شيء يقي من شر السقطة المقبلة، فواشنطن الآن لم تعد ترى في أنقرة ذلك الحليف الأساسي بقدر ما هي جسر للعبور، وتركيا تريد من واشنطن خرافة، آلة زمان تعيدها إلى ما قبل الآن، حيث كان أردوغان يتباهى بطربوشه الذي رماه مرغماً إلى مكان بعيد، ويحاول استعادته من خلف ظهر الأقطاب الدوليين.
عاجل الاخبارية