لماذا مطار الشعيرات؟!.. بقلم: وسام جديد

لماذا مطار الشعيرات؟!.. بقلم: وسام جديد

تحليل وآراء

السبت، ٨ أبريل ٢٠١٧

نفذت سفن البحرية الأميركية عدواناً على الأراضي السورية فجر يوم الجمعة الماضي وذلك بقصف مطار الشعيرات الإستراتيجي، بعشرات الصواريخ من نوع «توماهوك»… فلماذا مطار الشعيرات؟!
للجواب على هذا السؤال علينا معرفة أهمية هذا المطار في الحرب ضد الإرهاب التي تخوضها الدولة السورية منذ 6 سنوات وخاصة ضد تنظيم داعش الإرهابي، فموقع المطار الإستراتيجي الذي يقع في منتصف الخريطة السورية يجعله عصب القوات الجوية السورية والداعم الفعلي لمطارات دير الزور والتيفور وحماة والضمير العسكرية في التصدي لأي هجوم إرهابي يشن على تلك المطارات.
من جهة ثانية، فإن الاستهدافات الجوية الذي شنتها الطائرات الحربية الموجودة في المطار على مواقع داعش في منطقة العمليات الممتدة من جبال القلمون الشرقي والقريتين جنوباً إلى تدمر ودير الزور شرقاً وصولاً إلى حقول الغاز في الشاعر وحيان ومحيطهما في الشمال الشرقي من موقع المطار، أظهرت دقة عالية في تنفيذ مهامها وكانت العون الأكبر لقوات المشاة والمدرعات في الجيش العربي السوري أثناء المعارك التي دارت في تلك المناطق.
يعتبر هذا المطار الذي يبعد عن مدينة حمص شرقا 31 كم ذا أهمية إستراتيجية عالية نتيجة لموقعه، إضافة لكونه في منطقة آمنة مشهود لها بالتعايش الوطني، حيث إنها لم تشهد أي خلل أمني منذ بداية الأحداث.
بعد كل ما سبق، يمكن إدراك حقيقة الاستهداف الأميركي لمطار الشعيرات الذي شكل عصب القوات الجوية السورية في محاربة داعش خلال الفترة الماضية في محاولة لتحييده عن العمل الأمر الذي لم يحصل وفق ما صرح به مصدر ميداني لـ«الوطن».
خلال الشهادات الأولى لما سمي بمجزرة خان شيخون، أعلنت شخصيات معارضة تتبع مباشرة لتركيا وقبل أي تحقيق أو معلومات أن الطائرة التي قصفت البلدة أقلعت من مطار الشعيرات وتحمل اسم «القدس١» وكان من الواضح أن هناك من كان يريد تدمير هذا المطار لما يشكله من تهديد للإرهابيين وعملياتهم الإرهابية في شمال حماة.
ويأتي هذا التصعيد بعد إخفاق معركتي جوبر وريف حماه الشمالي التي أطلقتها المليشيات الإرهابية بقيادة «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر «جبهة النصرة» أحد أبرز مكوناتها مؤخراً، بهدف إحداث تغيير ميداني يسهم في الضغط على الدولة السورية بعد النجاحات المتلاحقة التي حققها الجيش العربي السوري في الميدان الأمر الذي لم يحصل عبر تلك المعارك.
الوطن