مجلس الأمن (خان شيخون).. هكذا أطلقت موسكو صفعتها الثامنة؟.. بقلم: د.محمد بكر

مجلس الأمن (خان شيخون).. هكذا أطلقت موسكو صفعتها الثامنة؟.. بقلم: د.محمد بكر

تحليل وآراء

الجمعة، ١٤ أبريل ٢٠١٧

الكباش، السمة الأكثر توصيفاً لما شهدته قاعة مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار تقدمت به كل من الولايات المتحده وفرنسا وبريطانيا، كان متوقعاً الفيتو الروسي الثامن، روسيا التي لم تتأثر مطلقاً بحالة الهيجان والضجيج الذي صاحب الهجوم الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب، ولاحتى في الرسائل التي وجهتها الضربة العسكرية الأميركية لمطار الشعيرات، بل على العكس تماماً، هي عرفت تماماً كيف تؤكل الكتف على المسرح الدولي, وماحديث بوتين عن حالة الدمى التي تعيشها دول حلف الناتو وكل ماتجيده هو الهز بالرأس أمام ماتفعله أميركا، إضافة لما جهدت عليه موسكو من تظهير رسائل شديدة خلطت فيها أوراق واشنطن ووضعتها في خانة ” اليك ” كمايقال عندما أكدت على مضيها في تعزيز الدفاعات الجوية السورية، وأنها لن تتدخل مباشرة في أي اعتداء أميركي جديد لأن الجيش العربي السوري بمخزونه قادر على الرد، وماأعلنت عنه الدفاع الروسية عن هشاشة الضربة الأميركية و” تكذيب ” الرواية الأميركية عن أن القصف شل أكثر من 20 % من القدرات الجوية السورية، وأن الذي أصاب المطار فقط 23 صاروخ، والباقي لايعلم مآلاته إلا  الروسي والأميركي، كل ذلك يفسر حالة الكباش والهيجان التي استولدتها جلسة مجلس الأمن حول حادثة خان شيخون. الدعم الروسي للدولة السورية يتجاوز بكثير ماعبر عنه بسذاجة المندوب البريطاني ماثيو رايكروفت ، لجهة أن روسيا أعطت الأسد كل مايحلم به،  وأن على روسيا أن تقف مع المجموعة الدولية ضد طهران ودمشق، إذ تدرك موسكو الغايات المتقدمة لأهداف هذه المجموعة، وتدحرجها الممنهج باتجاه طهران وموسكو فيما لوسقطت دمشق.
مشاهد عديدة بدت فيها حالة الكباش، وتناوب كفات الموازين بين العزلة والنفاق والقوة، في ميزان المندوب البريطاني تكون روسيا قد اختارت العزلة عندما أسقطت بالفيتو مشروع القرار البريطاني الفرنسي الأميركي، وهو ( أي المندوب البريطاني) الذي احمرت وجنتاه وهاجت لغة جسده عندما ظهّر حالة قلة الحيلة وتكبيل الأيادي التي تعاني منها الدول الأعضاء في مجلس الأمن وذلك في تعليق صغير بعد التصويت، فبدا هو المعزول وقليل الحيلة.
في ميزان المندوبة الأميركية ” طبشت ” كفة  أكبر مسرحية في العالم لم تلامس فيها السيدة نيكي هيلي الحد الأدنى من الاقناع واحترافية الأداء فغدا تمثيلها لدور المتفطر على حال السوريين، والهائج على دعم أطراف بعينها نظاماً بربرياً، غدا طافحاً بالفشل، فأيدٍ طفحت بدماء الأبرياء ونداءاتها الراسخة في السجلات الأميركية ، والدعم المتدفق للبربرية الإسرائيلية لايشكل إلا تربة خصبة للنفاق.
في ميزان المندوب الروسي تعزز الحضور الروسي دولياً أكثر، ومافردْ المندوب الروسي لصفحة الحرب السورية أمام المجتمعين على قاعدة التنويه بما دار بين تيلرسون والمسؤولين الروس، ودعوة الأمريكان  لزيارة خان شيخون، والتحقيق بحادثة الكيميائي، وتأطير الحل ورسمه فقط بالقلم الروسي -الأميركي،إلا رسالة روسية خالصة وصفعة أظهرت عزلة وهامشية دور بريطانيا وفرنسا فظهرتا صغيرتين وتابعتين لابل نعجتين.
لانعرف كيف سيكون الرد الأميركي على كل ذلك الكباش، وجملة الرسائل الروسية، وهل ستصل رسالة لافروف لنظيره الأميركي تيلرسون لجهة استعداد موسكو الحوار البناء والصريح وايمانها بالعمل المشترك لحل المشكلات، وإعلان بوتين أن الخط الساخن  للتنسيق في السماء السورية، سيعاد تفعليه فيما لو أظهرت واشنطن صدقية في محاربة الإرهاب، كممهد للانخراط الأميركي وتقاسم رسم الحل السياسي السوري مع موسكو، أم أن ذلك سيصعب على ” جنون ” ترامب هضمه وابتلاعه.
رأي اليوم