تفجير الراشدين يكشف الوجه الحقيقي للحرب.. الدولة تواجه الإرهاب!

تفجير الراشدين يكشف الوجه الحقيقي للحرب.. الدولة تواجه الإرهاب!

تحليل وآراء

السبت، ١٥ أبريل ٢٠١٧

عباس الزين - بيروت برس -

من بدايتها، لم تقدّم "الثورة السورية" كما يصفها داعموها، إلّا الارهاب والتشريد والتنكيل بحق الشعب السوري. ليس بالأمر الجديد على المجموعات المسلحة نكث العهود، وليست مآسي اهل كفريا والفوعة اول مآسي الشعب السوري، إلّا انها تحفر في الوجدان قصة شعبٍ صمد امام إجرامٍ دولي لسنواتٍ عديدة، من دون تقديم اي تنازلٍ او حتى مهادنة، فخرَج من ارضه بعد حصار، ليجد آلة الموت اليومية بانتظاره.

المقارنة بين اهل كفريا والفوعة وبين المسلحين الخارجين من ريف دمشق ظالمة، من حيث وضعهم ضمن خانة واحدة، ذاك مقابل ذاك. ما حصل ليست عملية تبادل بين شعبٍ وشعب، او بين منطقة يسيطر عليها "النظام" ومنطقة يسيطر عليها المسلحون، بل انها تأتي في سياق إنقاذ ارواح الآلاف من الشعب السوري، مقابل السماح للمسلحين بالخروج من مناطق سيطروا عليها سابقًا، فمنطق الدولة هو السائد هنا، وكِلا المنطقتين مضايا او ريف إدلب تتعرضان لإرهاب المجموعات المسلحة. ليكون التفجير الانتحاري الذي استهدف المدنيين الخارجين من كفريا والفوعة، دليلًا ملموسًا على ان الحرب لم تكن يومًا اهلية، او مذهبية، بل انها حربٌ تخوضها الدولة السورية ضد الإرهاب.

وفي التفاصيل، استهدف انفجارٌ بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، نقطة تجمّع حافلات أهالي كفريا والفوعة بحي الراشدين، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى. وبحسب التلفزيون السوري، فإنّ "إرهابيًا كان يقود سيارة مفخخة فجر نفسه في الراشدين مكان وجود الحافلات التي تقل أهالي كفريا والفوعة العالقين هناك". ووفقًا صحيفة "تشرين" الرسمية السورية والإعلام الحربي فإنّ التفجير استهدف تجمعًا لأطفال كفريا والفوعة قرب بوابة معبر الراشدين لتوزيع الطعام عليهم. وأكدت مصادر اعلامية، أن المهاجمين قاموا بإدخال سيارتهم المفخخة إلى منطقة وجود الحافلات عبر تحميلها مواد غذائية للأطفال. ويذكر ان تلك المنطقة خاضعة لسيطرة المسلحين.

بدوره، اشار "المرصد السوري المعارض"، الى انّ "الانفجار كان عنيفًا واستهدف الحافلات المتوقفة منذ صباح يوم الجمعة في منطقة الراشدين بالأطراف الغربية لمدينة حلب"، وأكدت مصادر للمرصد أنّ "الانفجار ناجم عن تفجير آلية مفخخة استهدفت منطقة تجمع الحافلات التي يبلغ عددها 75 حافلة ونحو 20 سيارة إسعاف، وتحمل على متنها نحو 5 آلاف شخص خرجوا من بلدتي الفوعة وكفريا". في حين اكدت مصادر اعلامية ان عدد الشهداء والجرحى تخطى الـ220.

وكان الآلاف من أهالي بلدات كفريا والفوعا بالإضافة الى مسلحي مضايا والزبداني، خرجوا إلى إدلب وحلب بموجب اتفاق "المدن الاربع"، الذي تم التوصل إليه بين السلطات السورية والفصائل المسلحة. وينص الاتفاق، على دخول حافلات كفريا والفوعة إلى حلب وحافلات الزبداني إلى إدلب في وقت متزامن.

وفي وقتٍ لاحق، وصلت أول دفعة من الحافلات التي تقل الخارجين من بلدتي كفريا والفوعة إلى منطقة الراموسة جنوب حلب، بعد تفجير دموي استهدف الحافلات أثناء وجودها في منطقة الراشدين غرب حلب. وأفادت وكالة "سانا" السورية بوصول أول دفعة من أهالي كفريا والفوعة (في ريف إدلب) إلى الراموسة، بعد توقف استمر أكثر من 30 ساعة في منطقة الراشدين داخل الحافلات التي تقلهم، تنفيذا لاتفاق إخراج أهالي البلدتين المحاصرتين منذ أكثر من سنتين، بالتوازي مع خروج مسلحين وعائلاتهم من الزبداني ومضايا (في ريف دمشق). وأضافت الوكالة أنّ 15 حافلة تقل مئات الأهالي من بلدتي كفريا والفوعة وصلت إلى منطقة الراموسة قبل أن تتوجه إلى منطقة جبرين، حيث قامت المحافظة بتجهيز مركز إقامة مؤقت لهم. وبالتوازي، دخلت إلى منطقة الراشدين ومن ثم إلى ريف إدلب دفعة من الحافلات التي تقل أكثر من 2300 مسلحٍ من الزبداني ومضايا، وأشارت إلى أنه سبق دخول الدفعة الأولى من الحافلات إلى حلب وصول سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري تنقل أكثر من 50 جريحًا أصيبوا في التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة تجمع الحافلات في منطقة الراشدين.