لماذا قصف ترامب قاعدة الشعيرات؟

لماذا قصف ترامب قاعدة الشعيرات؟

تحليل وآراء

الاثنين، ١ مايو ٢٠١٧

تيري ميسان

لاحظت أثناء عملية قصف قاعدة الشعيرات، أنها كانت مجرد تمثيلية إيمائية، وأن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون استخدم هذا الهجوم، للضغط على حلفائه الأوروبيين، وإجبار منظمي هذه الحرب الفعليين، المملكة المتحدة، بالكشف عن أوراقهم، ومع ذلك، صرنا على علم بالمزيد حول هذا الموضوع الآن.
لقد استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان يواجه معارضة الطبقة الحاكمة والدولة العميقة في بلاده، هذا الهجوم لترميم مصداقية البيت الأبيض.
اتهم الرئيس السابق باراك أوباما سورية في صيف عام 2013، باستخدام غازات سامة في الغوطة، وبالتالي، بتجاوزها «الخط الأحمر»، لكنه مع ذلك لم يخرج بأي نتيجة، واكتفى بالاحتماء وراء الكونغرس، كي لا يفعل شيئا.
بدا عجز الرئيس أوباما أكثر وضوحا في ظل «قانون محاسبة سورية» الذي أعلن عليها الحرب منذ عام 2003، وبالتالي كان يملك كل الصلاحيات لقصف سورية من دون تفويض جديد من البرلمان، أما اتهام سورية باستخدامها غازات سامة، هذه المرة في خان شيخون، وقصفها دون تلكؤ، أثبت لدونالد ترامب مصداقية، افتقدها سلفه.
كان ترامب مقتنعاً ببراءة سورية، سواء في الغوطة أم في خان شيخون، لهذا حرص على إخطار الجيش العربي السوري الذي تمكن من إخلاء القاعدة قبل بدء الضربات.
بناء على ذلك، شرع في المفاوضات مع الدولة الأميركية العميقة، على الأقل مع السيناتور جون ماكين، أحد المتحدثين باسمها، بحضور السيناتور ليندسي غراهام، ممثل إسرائيل، الذي حضر تلك النقاشات.
وفقا لمعلوماتنا، يبدو أن الرئيس ترامب قد وافق على التراجع،في الوقت الحالي، عن فكرة تفكيك حلف شمال الأطلسي، وشقه المدني، الاتحاد الأوروبي.

هذا القرار يعني أن واشنطن مستمرة في اعتبار، أو تتظاهر في اعتبار، روسيا العدو الرئيسي بالنسبة لها.
كما يبدو أن الدولة الأميركية العميقة قد وافقت من ناحيتها على التخلي عن دعم الجهاديين، مع مواصلة الخطة البريطانية من «الربيع العربي».
لترسيخ هذا الاتفاق، سوف يتعين على شخصيات من المحافظين الجدد، الدخول قريبا في إدارة ترامب، وقيادة السياسة الأوروبية:
سيتم تعيين مدير معهد ماكين بجامعة ولاية أريزونا كورت فولكر، مديرا لمكتب أوراسيا في وزارة الخارجية، وفولكر هو قاض عسكري سابق، وسفير للرئيس بوش الابن إلى حلف شمال الأطلسي، خلال الحرب على جورجيا في آب 2008.
في حين سيتم تعيين أحد مساعدي ماكين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ توم غوفس، نائباً لمساعد وزير الدفاع لشؤون أوروبا وحلف شمال الأطلسي، وغوفس، هو ضابط في سلاح الجو، شغل في السابق مناصب مماثلة مع هيلاري كلينتون، وفي مجلس الأمن القومي.
فيما يتعلق بسورية، إذا صدّق الجانبان على هذا الاتفاق، فسوف يتمثلُ بنهاية حرب الولايات المتحدة على الجمهورية العربية السورية، لكن هذه الحرب ستستمر بمبادرة من المملكة المتحدة، وإسرائيل، وحلفائهما ألمانيا والمملكة العربية السعودية وفرنسا وتركيا الخ.
رويداً رويداً، راحت تتآكل أعداد من ادعوا أنهم «أصدقاء سورية»، أولئك الذين كانوا يضمون 130 بلداً ومنظمة دولية في عام 2012، لم يبق منهم اليوم سوى عشر دول.