وحدة الإرادة والميدان بين سورية والعراق ..بقلم: عمر معربوني

وحدة الإرادة والميدان بين سورية والعراق ..بقلم: عمر معربوني

تحليل وآراء

الخميس، ١ يونيو ٢٠١٧

بيروت برس -
تحولات جذرية كبيرة بانتظارنا، حيث سنكون أمام متغيرات في طبيعة المواجهة التي قد تدفع الأمور في المنطقة برمّتها الى الإنفجار، فما يحصل من مقدمات لعمليات البادية السورية وخط الحدود مع العراق على الضفتين يشكّل لطرفي الصراع محطة مفصلية لا يمكن التهاون بها.
مفاجآت بحجم كبير على الطرق يعدّها محور المقاومة ومعهم موسكو التي رغم حرصها على عدم التصعيد إلّا أنّها تستعد لكل الإحتمالات، فاميركا ومعها ربيبتها "اسرائيل" لا يمكن لهما ان يبلعا هزيمة تؤثر في مقومات بقاء الكيان الصهيوني، ولا يمكن بالمقابل لمحور المقاومة وموسكو التوقف عند هذا الحد من الإنجازات والقبول بترسيخ امر واقع تحاول اميركا ان تفرضه سواء في العراق او في سوريا.

عندما اجتاحت اميركا العراق واحتلته سنة 2003 كان هدفها الاساسي سيطرة نهائية ودائمة على العراق، والإمتداد نحو سوريا إما بالإخضاع او بالإحتلال لتأتي نتائج الصراع حتى اللحظة مخالفة لرغبة اميركا، فرغم النفوذ الذي تحظى به اميركا في العراق من خلال العلاقة مع الحكومات العراقية المتتابعة إلّا ان النفوذ الشعبي العراقي يتعاظم ووصل الى مرحلة المشاركة في القرارات المصيرية، وأعني هنا الحشد الشعبي العراقي الذي يعبر عن الأكثرية العراقية بكل مكوناتها والذي يلعب دورًا هامًّا في دحر تنظيم داعش.

 
اميركا التي ارادت العراق بدون جيش قوي اطلقت شياطينها بعد خروجها من العراق على امل ان تستعيد سيطرة غير مباشرة، وتعود الى العراق كمنقذ لا يمكن التخلي عنه مستقبلًا.
قبل سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة في العراق، نعلم جميعًا كيف سارت الأمور في سوريا وكيف كان الأميركيون يرغبون بإسقاط سوريا بشكل عاجل، لكن على ما يبدو ان الأميركيين لم يتبينوا ابعاد كثيرة في تركيبة المجتمعين العراقي والسوري المرتبطة بعنصر المقاومة الكامن وجدانيًا في نفوس السوريين والعراقيين.

 
وحتى لا نستغرق كثيرًا في استعراض المراحل السابقة، وهي معلومة وواضحة، فإنّ ما يحصل هذه الأيام من عمليات جاء نتيجة تراكم للجهد والتضحيات ولا يزال يستلزم جهودًا كبيرة للوصول الى نهاية تنهي العدوان الأميركي على المنطقة.
طبيعة العمليات الحالية رفعت لدى الصهاينة حالة القلق من امكانية تمكن محور المقاومة من اعادة ربط الطريق البري بين دمشق وبغداد، وهو الطريق المقطوع بما يرتبط بالإمداد العسكري منذ 38 عامًا حيث كان معروفًا حجم العداوة بين ايران والنظام العراقي زمن صدام حسين، ما يعني عدم وجود ربط بين ايران والعراق.
الصورة الآن تتغير بتسارع ملحوظ، فالمراقبون يعلمون حجم الدعم الإيراني وتأثيره في اعادة تنظيم المُدافعة العسكرية بمواجهة "داعش" في العراق، من خلال دعم وتسليح الحشد الشعبي ووصول العمليات الى مرحلة متقدمة في الموصل واندفاع الحشد نحو الحدود مع سوريا، الذي يقابله عمليات كبيرة في البادية السورية وصلت الى مشارف تثبيت قواعد الإرتكاز لعمليات الإندفاع الكبرى.

 
وعليه، فإنّ التطورات المرتبطة بخط الحدود دفعت الأميركيين الى العمل علنًا لتحقيق التقسيم في سوريا والعراق والعمل على منع ربط الحدود، لإدراك الأميركي أنّ حدوث عملية الربط سيكون بداية نهاية المشروع الأميركي وزوال الكيان الصهيوني.
انطلاقًا من الوقائع الحالية ونظرًا لدقّة الموقف واصرار طرفي الصراع على المضي قدمًا في تأكيد نظرة وتوجه كل منهما، فمن المؤكد ان المفاجآت ستكون عنوان المرحلة القادمة.
محور المقاومة يبدو غير عابئ بالتهديد والوعيد الأميركي، وهو ما صدرعلى لسان الناطق الرسمي للحشد الشعبي احمد الأسدس، وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم عندما تحدث عن اولوية عمليات البادية السورية.

الكلام عن تفاصيل المرحلة القادمة سيكون لسان حالنا لفترة ليست بالقصيرة، حيث التحضيرات في اوجها لخوض المنازلة الكبرى التي سيكون عنوان نجاحاتها مزيدًا من وحدة الإرادة والتنسيق المتزايد في الميدان بين الجيشين السوري والعراقي وقوات الحشد الشعبي العراقي وكامل القوات الرديفة في سوريا.