وسقط الإخوان ومشروعهم من تركيا إلى قطر وحماس.. بقلم: كفاح نصر

وسقط الإخوان ومشروعهم من تركيا إلى قطر وحماس.. بقلم: كفاح نصر

تحليل وآراء

الاثنين، ٥ يونيو ٢٠١٧

 وجب على خالد مشعل سابقاً و رجب أردوغان وتميم بن حمد ال ثاني, قراءة المعركة منذ سقوط محمد مرسي و التأقلم مع الواقع الجديد أو منذ محاولة الإنقلاب في تركيا, ولكن البعض لا يقرأ الا بالعصا في حين البعض لا يحق له القراءة, ومع تصريحات الناطق بإسم حركة حماس الذي سوغ طرد بعض قياداته من قطر بالإنتخابات الأخيرة لحماس ليؤكد أن البعض لا يريد القراءة عن عمد, ولكن يبقى الثابت أن صمود سورية و إنجازات القوات السورية من جهة و القوات العراقية من جهة ثانية وسحق داعش بالدرجة الأولى وضعت المشروع الأمريكي في خطر هائل دفع بواشنطن لإخراج الإخوان الشياطين من المعركة للتركيز على حرب الحدود بين العراق و سورية لكي يملأ الفراغ الذي سيتركه داعش, فضلا عن القلق الأمريكي من اي تقارب مصري روسي, وأول ضحايا هزيمة داعش حركة حماس التي بدأت تحصد نتائج مؤتمر ترامب الرياض وثاني الضحايا دولة قطر التي تحصد نتائج تغير الإستراتيجية الأمريكية نتيجة إنتصارات سورية في الميدان, فضلاً عن تركيا حيث زعامة الإخوان.

تركيا بلا خيارات

من يقارن بين تركيا التي أسقطت طائرة روسية و كانت تعتبر روسيا عدو يقتل الشعب السوري و تركيا التي تفتش الطيران المدني الروسي في مطاراتها وترغم طائرة على الهبوط و تستفز موسكو صباحاً ومساء, وبين تركيا اليوم التي فتحت أجوائها للطيران الروسي لضرب أدوات تركيا في سورية و أصبحت تطلب الأسلحة من موسكو ولا تتجرأ حتى على إنتقاد الطيران الروسي, وكذلك بين تركيا التي كانت تصريحات اوغلوا و أردوغان توحي بأنها قوى نووية عظمى وبين وضعها الحالي حيث تترقب ما يحدث في البادية السورية لتقرر كيف ستتحرك علماً بأنه أياً كانت النتائج سيكون على تركيا دفع الثمن, وكذلك يمكن السؤال أين تركيا التي كانت تطالب بفرض حضر للطيران السوري في الشمال و تركيا اليوم المشغولة بالقضية الكردية التي إرتدت عليها ومن حلفائها في كردستان العراق قبل غيرهم, وكل مراقب سياسي يدرك بأن واشنطن جمدت جماعات الإخوان المسلمين و لا يوجد لهم أي دور سوى الإنتظار في إدلب لاستعمالهم ورقة ضغط أخيرة في آخر دور لحركة الإخوان الشياطين في الأزمة السورية, هذا في حال تجرأت تركيا على إعادة إستعمالهم, ومن المستبعد أن تطالب واشنطن لهم بدور سياسي لأن مثل هذا الأمر يعتبر سياسياً عملية دفع لمصر الى الحضن الروسي, و عملية تحييد الإخوان المسلمين كانت نتيجة طبيعية لتطهير مدينة حلب من العصابات المسلحة, و إنحسار داعش.

قطر في المرمى

محاصرة داعش في العراق و تقدم القوات السورية لم ينعكس فقط على الجناح الإخواني في تركيا, بل كذلك كان لقطر حصة منه, وخصوم الخليج الى جانب مصر وبدعم أمريكي وجهوا الحراب بإتجاه قطر و السبب الحقيقي ليس حاجة ترامب الى ابتزاز دول الخليج فقط و إن كان أحد الأسباب فهذا تحصيل حاصل لا يحتاج الى غوغاء إعلامية بل و بسبب إنتهاء دور الإخوان الشياطين الذين كان على قطر رعايتهم و أصبح المطلوب منها الوقوف خلف السعودية, و التقارير تشير الى أن السعودية تريد إعادة الأمير السابق حمد الى قصر الوجبة الذي بناه الأمير حمد نكاية بتهديدات سعودية باحتلال قطر, لتقول لحمد و تميم بأن قطر لا يمكنها الخروج من عباءة آل سعود, علماً بأن السعودية في النهاية تريد وكما صرحت صحفها إعادة الحكام الاصليين لقطر الذي إنقلب عليهم خليفة ال ثاني بعد أن ترعر في بيتهم يتيماً في السبعينات و يذكر أن الشيخ عبد العزيز ولي العهد الحقيقي توفي منفياً في السعودية و جميع أقاربه على علاقات جيدة مع آل سعود ومع الإدارة الأمريكية و منهم من هو قادر على فتح علاقات مع سورية و بالتالي عودتهم للحكم أصبحت مسألة وقت الا إذا قرر تميم تغير جلده وقد بدء بذلك فعلياً عبر طرد قسم من قيادات حماس و تسليم مطلوبين سياسيين للسعودية.

حماس تدفع الثمن

تبريرات حماس بأن اعادة هيكلة حماس هي سبب اخراج بعض قياداتها من قطر, لا تغطي الحقيقة الواضحة أن وثيقة حماس بتنازلاتها بالنسبة للصهاينة كمبادرة السلام العربية لا تساوي الحبر الذي كتبت به, و أصبحت حماس بين تقديم المزيد من التنزلات أو التراجع, ومشكلة حماس القادمة ليس مع سورية أو إيران حيث أن مواقف سورية و إيران لم تتغير بل مع مصر التي كان رئيسها نجم مؤتمر ترامب في السعودية مع العلم بأن جزء من الهجوم الخليجي على قطر و جزء أساسي من سبب تهميش الإخوان هو الحفاظ على العلاقة الأمريكية المصرية , في ظل ما يحاك لمصر و شعبها من قبل الأمريكيين أنفسهم في الوقت الخطأ.

في سورية

هذا و لا يمكن الحديث عن الإخوان الشياطين في سورية دون ذكر محافظة إدلب حيث كان لهذا التنظيم بعض الأنصار و بعض الثقل , ولكن وبعد ما جرى بحق أهل أدلب وبحق بعض من الإخوان أنفسهم من قبل العصابات التكفيرية و المسلحين الأجانب سيأتي يوم لا يتجرأ فيه أحد أن يقول أنه من الإخوان بين المواطنيين السوريين في إدلب حين يتم تحرير المدينة, و علائم ثورة الاهالي في ادلب واضحة رغم جرائم العصابات وما طرد المحيسني سوى تعبير عن الضغط الدفين لدى الأهالي, ولكن من المؤكد أن المسلحين في إدلب أصبح وظيفتهم إنتظار نتائج معارك البادية و درعا ليتم إستعمالهم كأداة ضغط لا أكثر ولا أقل حيث أن المعركة أصبح واضحة وحالياً لا دور فيها لا لمعارضات الخارج ولا للاخوان و الحرب لم تعد حرب إسقاط النظام أو تقسيم سورية أصبحت حرب تسليم الحدود العراقية السورية الى الاحتلال الامريكي أو تطهير هذه الحدود, و يبقى السؤال برسم من يسمي نفسه معارضة و مسلحي الغوطة الشرقية و درعا و إدلب هل تقرؤون ما يصرح به الارهابيون في البادية.؟ علماً بأن سورية عسكرياً أصبحت جاهزة للمواجهة الكبرى وبل هي في ميدان المواجهة منذ سنوات و من يعتقد أن قادر على فرض خطوط حمراء في سورية عليه أن يعلم بأننا في سورية لا نرى سوى اللون الأخضر كلون نجوم العلم السوري و أعذر من أنذر, و إذا كان دحر داعش و تطهير حلب شطب الإخوان فمن شيشطب الجيش العربي السوري بإنتصاراته القادمة يسأل مراقب.؟

جهينة نيوز