هل تصبح ’قطر’ بمثابة ’بولندا’ في الحرب العالمية الثانية؟

هل تصبح ’قطر’ بمثابة ’بولندا’ في الحرب العالمية الثانية؟

تحليل وآراء

الخميس، ٢٩ يونيو ٢٠١٧

إيهاب شوقي*

كثيرة هي التشابهات التاريخية بين المواقع والبشر وطبائعهم والتجاذبات والمطامع وتطور الصراعات وتفاعلاتها، ولأن التاريخ سلوك بشري مبني على قواعد وسنن كونية، فإنه قد يتكرر بأخطائه ما دامت هناك اطراف تسلك ذات المسالك ولا تستوعب لا الدروس والعبر ولا تعي بالاساس ماهية السنن الكونية.

ولعل هناك تشابهات بين قطر والأزمة الخليجية الأخيرة وبين بولندا ابان الحرب العالمية الثانية، ومن هذه التشابهات التي يمكن التقاطها، وقوع البلدين في وسط ينوع للتوسع والهيمنة.
بولندا والتي احيطت بالمانيا النازية وزعيمها التوسعي كانت طعاما شهيا سال له لعب هتلر، مما جعله يعقد اتفاقا مع عدوه السوفيتي المحيط بها من الجهة الاخرى للتمكن من اقتناصها مقابل ترك ثلثها له الى حين استكمال العدة للوثب على السوفيتي ذاته، ولم تنفع بولندا حماية البريطانيين ولا الفرنسيين من الغزو والاختفاء من الخريطة، ولكنها كانت بمثابة اعلان شرارة الحرب العالمية.
وبصرف النظر عن الدوافع العميقة التي اختزنت بفعل الشروط المذلة للالمان في معاهدة فرساي الا ان النعرة الاستعلائية والرغبة التوسعية لهتلر كانت فارقة فتخطت كل الحدود الى ان وصلت للنهايات المأساوية بغزو المانيا نفسها وتقسيمها!
قطر كذلك محاطة بالسعودية التوسعية القائمة على الغزو من الاساس والنشأة والمعتمدة على الهيمنة والتي توجت طبيعتها بتمكين شاب هتلري النزعة من الصعود للحكم الفعلي، والتي تمكنت من تجنيد مناقس فد يعيق جهوها ان استعدته، وهو الامارات التي تحيط بقطر من الجهة الاخرى والتي بها امير متناغم مع الشاب السعودي الهتلري واللذان ايقنا ان شابا قطريا يستطيع سحب النفوذ بتحالقات مناقضة، مما وحدهما ضده الى حين اخر تتطور به التناقضات السعودية الاماراتية وترغب فيه السعودية النازية فعل ما قام به هتلر من محاولة لغزو الاتحاد السوفيتي.ٍ
لا شك وان امريكا قد تتشابه مع بريطانيا والتي استغلت شركة الهند الشرقية ستارا للنهب والهيمنة تحت ستار مكافحة القرصنة، واليوم تقوم امريكا بذات الدور تحت مسمى مكافحة الارهاب.
ان الحرب العالمية والتي تشابهت مقدماتها مع المقدمات الموجودة حاليا من حيث الازمة الاقتصادية العالمية، حيث يرجع المؤرخون ان ازمة 1929 أدت إلى وصول أنظمة دكتاتورية إلى السلطة في بعض البلدان، وانهماك الكثير من الدول في معالجة أزماتها الاقتصادية مما جعلها تقلل من أهمية ما يجري على الصعيد الدولي.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية، انتشرت الحماية الجمركية مما أدى إلى حدوث المواجهة بين الأنظمة الديمقراطية والفاشية من أجل السيطرة على الأسواق الخارجية وامتلاك المستعمرات.
وكذلك اتباع الأنظمة الفاشية سياسة خارجية عدوانية توسعية، وعقد هذه الأنظمة الفاشية تحالفات عسكرية، وعجز عصبة الأمم عن وضع حد لسياسة التسلح والتوسع والتحالفات التي نهجتها الأنظمة الفاشية.
كل هذه المقدمات المتشابهة والتي كانت نتيجتها الحرب، تجعلنا نرجح حربا جديدة تنتظر شرارة قد تنتقل بؤرتها جغرافيا وقد تتشابه من حيث التفاعلات والتطورات.
ليس المقال تقييما لبولندا ودورها واصدار احكام اخلاقية عليها وبالتالي ليس ايضا تقييما لقطر ودورها واصدار احكام عليها، وانما هو بمثابة رصد لدولتين ومحيطهما وتفاعلات الاحداث خروجا بنتيجة اجتهادية لمحصلات قد تتشابه مع ما حدث.ٍ
بعد الهزيمة الالمانية توسعت بولندا التي تم غزوها المانيا على حساب حدود المانيا النازية نفسها!
وقد تتوسع اي دولة تهاجمها او تحاول السعودية النازية غزوها، فنجران وعسير وجيزان قد تعود الى حضنها اليمني.
والاسوأ من ذلك سعوديا، ان المملكة قد تفاجأ بفقدها للأحساء، والتي كانت حامية طبيعية تاريخية لقطر تستغيث بالعثمانيين بها لحمايتها، فقد تفاجأ السعودية بققدها لها ولا سيما مع ممارساتها الطائفية بها، على غرار ممر دانزيج والذي فقدته المانيا لصالح بولندا بعد الغزو.
تتخبط السعودية ولا تتبين نوايا من يحرضها وهل يستخدمها ام يوقع بها في فخاخ تاريخية متكررة احدثها الايقاع بصدام حسين عند تسويغ وتزيين غزوه للكويت، والدول المعول عليها والمناط بها ان تحد من الاندفاعة الحمقاء والتي لها اهلية تاريخية ومستحقة للقيادة كمصر نراها كما هي الان، منساقة وراء اهواء الامير الشاب واتقاقاته الدولية مع الامريكان والصهاينة، ولانرى طرفا يتبين طريقه الا المقاومة للمشروع الصهيو ـ امريكي والتي وحدت جهودها وجبهاتها، فيما يتوحد الاخرون على جهود عبثية وجبهات عكسية بها هزات ارتدادية ونيران "صديقة" ستأكلهم في القريب!
العهد