رؤيه بلا فيميه.. بقلم: د. فايز الصايغ

رؤيه بلا فيميه.. بقلم: د. فايز الصايغ

تحليل وآراء

الأربعاء، ٥ يوليو ٢٠١٧

    ... ان يتعمد السيد الرئيس النزول الى اجتماع مجلس الوزراء في موعده الدوري ..وان يتعمد سلوك الطريق كمواطن يقود سيارته بنفسه وبدون مواكبه ويتوقف عند الحواجز واشارات المرور ... فهي رساله
  ... ان يتعمد السيد الرئيس تناول ابرز عناوين الاصلاح الاداري امام المعنيين في ادارة وزاراتهم ورئيسهم ويضع الكثير من النقاط على حروف مفهوم الاداره ويضع في السياق عنصر الكفاءه وممارسة المسؤوليه مع الاشاره الى العديد من التفصيلات التي يعكف القصر على دراستها وبلورتها وتقديمها للسلطه التنفيذيه ... فهي رساله ...
ان يشير بلا تحديد في اطار شمولية المشروع الى اهمية الكوادر الوطنيه الصامده والمنتميه خصوصا بعد سنوات المعركه الداخليه والخارجيه وللداخليه ادوات كما للخارجيه ادوات ..وضرورة وضع خارطه  تتضمن الخطط والبرامج الواقعيه القابله للتنفيذ .. فهذه ايضا رساله...
...ان  يتطرق لبعض المظاهر المسيئه التي ظهرت خلال السنوات الاخيره ..وسيادته يعني مظاهر الازمه وانفلات المعايير الاخلاقيه والمهنيه والوطنيه  في بعض الاحيان وعند  بعض الاشخاص الاعتباريين والعاديين ..فهذه رساله   ومن بينها مظاهر المواكبه والمرافقه لبعض المسؤولين والتي لم تعد مقبوله .. ولم يقل مظاهر ساقطه او مرفوضه او تافهه  لعل المسؤول  يدرك ان ادب ولياقة السيد الرئيس واختياره مفرداته تفرض فهما واسعا وشاملا لما اراد قوله ولم يقل .. معتبرا ان المسؤوليه اخلاق اولا وبعدها ممارسه .. وعندما تكون المعايير اخلاقيه تكون الممارسه ايضاً.. وهذه رساله ..
... الغريب ان البعض ممن يعنيهم حديث السيد الرئيس حصر الشموليه واختزل الاستراتيجيه   المتصله بالعلاقه بين المؤسسات والمواطن وقياس الاجراءات وقواعد التقييم في اطار المشروع الوطني الشامل وحصَرها في مسألة الفيميه وربط حزام الآمان والتقيد في ضوابط اشارات المرور على اهمية هذه الجزئيه الصغيره في فهم المشروع باعتبارها تحصيل حاصل ووظيفة من يشرف على تنفيذ القانون السائد والمرتبط بهيبة الدوله ودقة الاداء في زمن الحرب ...
...طال التحجيم للمشروع الوطني مادار في مجلس الشعب واختُزل الموقف في امرين او اسلوبين  مدانين ..ماتعرض له عضو مجلس الشعب على يد شرطي على خلفية الفيميه ومناقشة هذا الامر تحت    القبه من جهه والموقف المرتجل للسيده رئيسة المجلس  من جهه ثانيه  ومن ثم العدول عنه في اليوم الثاني بعد نصائح حكماء المجلس وكل ذلك حول الفيميه  التي لن يجد المسؤولون عنها حلاً جذرياً.. عادلاً بين الممنوع و المسموح و من يقع عليه المنع و من يقع عليه السماح...
... لا أدري دور الإعلام هنا ولا المساحة المهنية و السياسة اللازمة لتوصيل أبرز عناوين رؤية السيد الرئيس الشاملة و الاستراتيجية في آن ، و هل وضع الإعلاميون خطة إعلامية لسد الثغرات التي تسلل منها من أراد تحجيم المشروع و تحويله الى إجراء ما ضد سيارة ما أو شخص ما...
....... من المرات القليلة التي يلجأ فيها السيد الرئيس الى ترؤس جلسات مجلس الوزراء باستثناء اللقاء الأول للحكومة الجديدة عند تشكيلهاحيث يضع السيد الرئيس الصورة الشاملة في خطاب المرحلة و ضروراتها و المطلوب  إنجازه و الأهداف التي شٌكلت على أساسها الحكومة..
....... اللقاء مع الحكومة كان استثنائياً بكل المعايير و المقاييس و ما كان لولا تبلور المشروع الوطني للإصلاح الاداري الذي يٌفترض ان تبادر الحكومة الى وضع أسسه و معاييره... و طالما لم تبادر، قدم السيد الرئيس مشروع الرئاسة و الذي يتطلب من الحكومة و من وزرائها دراسته بعمق و تروٍّ
بإسلوب عصري منظم و مؤتمت للوصول الى تقييمات دقيقة تخلو من الشخصانية و المزاجية و ما في النفوس الحامضة...
.......... الحديث عن الظواهر السلبية جاء في آخر العرض الاستراتيجي للسيد الرئيس و ليس في أوله... ترك المعنيون المشروع الوطني و قزموا استراتيجية الإصلاح بالفيميه و حزام الأمان و من هو صاحب صلاحية الاستثناء  و من يتحدى من.
...... ترى هل هو قصور في قراءة ما أراد السيد الرئيس توصيله الى أصحاب الشأن... أم هو الجهل.. أم هو تعمّد في ذروة النصر الناجز المنتظر..؟
..... أدري .. و لا أدري.. و الله و من بعده السيد الرئيس يحمينا من شر التحجيم و التقزيم و الاستهداف من جديد..!!