إسهام متواضع في مشروع كبير .../ 2 /.. بقلم: د.فايز الصايغ

إسهام متواضع في مشروع كبير .../ 2 /.. بقلم: د.فايز الصايغ

تحليل وآراء

الأحد، ٢٣ يوليو ٢٠١٧

من بدهيات القول ان الاعلام بصنوفه المختلفه ووسائله المتعدده ومنذ ادراك قيمته واهميته يعتبر اداة هامه وخطيره وحاسمه في يد النظم السياسيه او في يد اصحاب رؤوس الاموال...
من هنا يمكننا القول اليوم كما من قبل ان ما من وسيله اعلاميه في العالم كله وسيله ديمقراطيه حره مستقله او حياديه ..وما من معلومه يتم تداولها تعتبر  معلومه بريئه بمعنى البراءه  والشفافيه والحياديه والمصداقيه ...
الازمه المؤامره التي تعرضت لها سوريه خلال السنوات السبع الماضيه اثبتت هذه الحقيقه ، اذ كيف يصطف اعلام اكثر من مئة دوله وكيف يُسخر مال النفط كله ودوائر القرار فيه وتشعبات المصالح ضد سوريا واعلامها المتواضع امام هذا الكم من الكذب والتضليل والنفاق والفبركات المسبقة الصنع في وقت تتسارع فيه الاحداث وتتصارع على الارض كل دقيقه ،وكيف يمكن لإعلام وطني بوسائله المحليه وادواته المعزوله عن الأحداث  الا بمقدار ما تسمح به المواجهه ان يواجه ويُحدث اختراقات في جدار المؤامره الكونيه لولا المصداقيه والحس الوطني والإنتماء المتجذر في القناعات وفي الارض ...
الحكايه طويله لايحيط بها مقال ،لكن ما اود قوله هو ان المراجعه الذاتيه الشامله لواقع الإعلام ودوره وادواته وعصرنته وشروط نجاحه او اسهامه في الإصلاح وفي بناء سوريا القادمه مراجعه ضروريه لعل مؤتمر الاعلام الاول الذي عقد مؤخرا والنتائج التي توصل اليها يعتبر خطوه في هذا المضمار ينبغي ان تتبعه خطوات لبلورة الدور الإعلامي المناط بالاعلام والاعلاميين لرسم صورة سوريا القادمه بعد هذا المخاض العسير والانتصار الناجز ...
.... اتحدث عن الاعلام الرسمي ذلك ان الاعلام الخاص لايزال في اضيق دوائر التاثير ..يضيف بقدر ما ،لكنه لم يقو بعد على المنافسه والاسباب عديده ..والظروف لاتزال تعيق انطلاقه لامعه للاعلام الخاص بصنوفه المختلفه وتعدد منابره والمشاركه في صياغة وصناعة الراي العام ،وسد الثغرات التي قد يكون الاعلام الرسمي خلفها وراءه جراء المهام الجسيمه المناطه به وبخاصه في ظروف الازمه الراهنه ...
على الاعلاميين التحرك والانتقال من واقع الى آخر مستفيدين من مناخات الازمه ومن الباب الذي اشرعه السيد الرئيس من خلال المشروع الكبير وصياغة مناخات جديده لتوفير ارضية اعادة النظر في كل ما يعيق العمليه الاعلاميه التي ستواكب سوريا الحديثه بما يشبه المصالحه مع الرأي العام على غرار  "المصالحات " النظيفه التي شهدتها سوريا خلال مواكبة انتصارات الجيش السوري ...
المفترض وهو ليس من باب التنظير ..كلنا معني ان ينهض الاعلام وان يضع الاعلاميون فلسفه متطوره قائمه على التنوع والفكر الوطني واللغه والاسلوب وبذل الجهود لرفع سوية الحوارات والمناظرات بعيدا عن النمطيه السائده ومحاولة اثبات قدرة المحاوِر وتقزيم المحاوَر او العكس مما بالغت فيه بعض الشاشات تحت يافطة شفافية الحوار وجدارة القائمين عليه ...
نتطلع الى اعلام يجري بانتظام عمليات قياس للرأي العام قائم على اختزال المسافه بين الوسيله والمواطن .. قياسات تجنب سوريا والمواطن فيها المفرزات الهجينه على مجتمعنا والمطبات التي وقع فيها الكثيرون جراء مؤامرة الربيع المسموم الذي تكشفت فضائحه خصوصا بعد اندلاع الصراع بين اركان منظومة التآمر والمال الخليجي القذر .... وللحديث صله ايضاً ....