سلعة حقوق الإنسان.. بقلم: ميسون يوسف

سلعة حقوق الإنسان.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١ أغسطس ٢٠١٧

في أسبوع واحد واستمراراً للنهج المتبع من أميركا وأعوانها والمنظمات الدولية التي تتحكم بقرارها وترسم لها سياساتها وفي طليعتها الأمم المتحدة التي لم يخرج منها عن القبضة الأميركية حتى الآن إلا مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي، في أسبوع واحد شهد العالم حدثين يؤكدان السلوك الأميركي الغربي في الإساءة للإنسان وحقوقه والمتاجرة بها على مرأى ومسمع من العالم، الأول كان عبر التقرير المهزلة الذي عرض في مجلس الأمن للحالة الإنسانية في سورية والثاني عبر مسلسل القصف الوحشي الذي تنفذه طائرات التحالف الأميركي الإجرامي اللاشرعي على المدنيين السوريين في المنطقة الشرقية.
ففي تقرير المنظمة الدولية صُدم المتابعون للحدث لأن هذا التقرير نظم من دون الأخذ بالحسبان أو الاستماع لأحد من الحكومة السورية أو لأحد من المقيمين في دمشق ولو كان هؤلاء موظفين دوليين واكتفى معد التقرير بما أملي عليه في تركيا والأردن وطبعا بتوجيه وتخطيط أميركي وتجاهل كلي للدور الرائد الذي تلعبه الحكومة السورية في التخفيف عن السوريين ورفع المعاناة عنهم، تلك المعاناة التي سببها الإرهاب الذي صنعه الغرب بقيادة أميركية واتخذه أداة عدوانه على سورية والمنطقة، وهنا ننوه بالرد الذي شرح فيه مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي عرى التقرير ومن كتبه وكشف زيف ما فيه من افتراءات وبهتان ولكن «على من تقرأ مزاميرك يا داوود» فالغرب لا يريد أن يسمع حقيقة خلافا لما يريد.
أما الحدث الثاني فكان في محيط البوكمال والميادين بما ترتكبه طائرات التحالف اللاشرعي الذي ينتهك السيادة السورية والذي قام بذلك من غير تكليف من أحد يملك سلطة التكليف أو الطلب، ومع هذا فإن طائرات هذا التحالف تعربد في الأجواء السورية بحجة محاربة الإرهاب وهي في الحقيقة تخدم داعش الإرهابية وتساندها وهي على حد ما جاء في رسالة وزارة الخارجية السورية إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة تقتل السوريين الأبرياء وتلاحقهم في بيوتهم وتهدم بنيتهم التحتية وتعقد ظروف الحياة عليهم لتحملهم على النزوح.
إن أميركا لا تكتفي بارتكاب الجريمة بل إنها تحاول أن تستثمرها ضد الضحية أيضاً وهكذا تصبح جريمتها جريمتين، والعالم يسكت عن إجرامها وهي تستفيد من هذا السكوت وتتفلت من العقاب وتمعن بالإجرام المتعدد الأشكال، الذي يتخذ من الإنسان وحقوقه سلعة لتحقيق المصالح الأميركية.