الحرب الباردة الجديدة تبدأ من كوريا الشمالية النووية.. بقلم: نضال حمادة

الحرب الباردة الجديدة تبدأ من كوريا الشمالية النووية.. بقلم: نضال حمادة

تحليل وآراء

السبت، ٥ أغسطس ٢٠١٧

كيم حونغ ايل، في نادي القوى النووية، هذا أمر واقع، على اميركا أن تفهمه حسب قناة (سي ان ان) التي قالت إن روسيا والصين في سياستهما اللامبالية بالتجارب الصاروخية لكوريا الشمالية تريدان إفهام واشنطن ان عليها قبول كوريا الشمالية في عداد الدول النووية كأمر واقع.
بعد التجربة الصاروخية الاخيرة التي قامت بها بيونغ يانغ، نقل الاعلام الاميركي عن مسؤولين أميركيين قولهم ان صواريخ كوريا الشمالية يمكن لها أن تطال أي منطقة من الولايات المتحدة الاميركية، وهو التطور الذي جعل الاميريكي في حالة تخبط، أمام هؤلاء الكوريين الشماليين الذي طوروا برنامحا نوويا وصاروخيا متقدما رغم سياسة الحصار الطويلة الامد التي تتبعها واشنطن ضد كوريا الشمالية.
الرئيس الاميريكي دونالد ترامب وعبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صب جام غضبه على الصين والصينيين:"أنا محبط جدا من الصين، مسؤولونا الحمقى في السابق سمحوا لهم بربح مئات مليارات الدولارات في العام عبر التجارة، ورغم ذلك لا يفعلون من اجلنا شيئا مع كوريا الشمالية. نحن لن نترك هذا الامر يستمر. يمكن للصين بسهولة حل هذه المشكلة".
تعمل كوريا الشمالية بمنطق الذي تعرض في القرن السابق لحرب اميركية مدمرة، وفي كل هذه التطورات هناك نوع من العدالة ترخي بظلالها على هذا الصراع. فالأميركي يشعر في مواجهة كوريا الشمالية انه وحده في هذا العالم، وليس هناك من يهتم أو يقلق لكل تهديدات بيونغ يانغ بقصف اميركا وضربها. الصحف الصينية ومعها الروسية غير مهتمة بتاتا للتجارب الصاروخية لكوريا الشمالية. وهذه اللامبالاة مفهومة إذا ما نظرنا الى تعدد جبهات المواجهة بين الطرفين وأميركا. وزير الخارجية الروسي الذي رفض الاتهامات الأميريكية لبلاده وللصين قال: "نحن نعتبر التصريحات الأميركية التي تتهم روسيا والصين بالوقوف وراء البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية غير مبنية على اساس" وأوضح أن "روسيا والصين هما اللذان وضعا اتفاقا من ست نقاط للحوار بين اميركا وكوريا الشمالية داعيا الطرفين للعمل بهذه البنود. بدوره مندوب الصين لدى الامم المتحدة "ليو جليه" قال ان "المسؤولية تقع على عاتق كوريا الشمالية وأميركا في عدم الالتزام بالبنود الستة".
من الواضح ان روسيا والصين تنسقان عملهما في هذه القضية، وتأخذان الوقت حتى تتعود أميركا على حقيقة غير قابلة للرفض وهي أن كوريا الشمالية أصبحت قوة نووية، وأن التجارب الصاروخية لبيونغ يانع لا يمكن إيقافها، لانها تشكل مسألة حياة أو موت بالنسبة لرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ ايل، والولايات المتحدة لم يعد لديها اية احتمالات عسكرية، كما تظهر تصريحات عدد لا بأس به من المسؤولين الاميركيين، حيث حذر القائد المشترك لقوات البحرية الأمريكية الجنرال "جوزيف دنفورد" من أن "أية عملية عسكرية سوف تكلف خسائر بشرية أكثر مما شهدناه طوال حياتنا". أيضا المسؤول السابق لوكالة الامن القومي ميكائيل هايدن قال انه "حان الوقت ليقبل الجميع أن كوريا الشمالية أصبحت قوة نووية".
من هنا تبدو خيبة الادارة الاميركية في كوريا، وتنعكس هذه الخيبة تهربا من مواجهات مع روسيا في سوريا عبر اتفاقات خفض التوتر، ومن ناحية ثانية تعود أميركا لسياسة العقوبات الاقتصادية ضد روسيا التي أثبتت في الحالة الكورية الشمالية انها سياسة فاشلة. احد المعلقين في شبكة سي إن إن انتقد نتائح سياسة العقوبات بالقول: "نحن الاميركيين لا نعرف مثلا أن كوريا الشمالية لا تعاني من مشكلة نقص في الكهرباء"..