إسفين الجنوب السوري.. بقلم: لميس عودة

إسفين الجنوب السوري.. بقلم: لميس عودة

تحليل وآراء

السبت، ١٢ أغسطس ٢٠١٧

لم تغب يوما ايادي اسرائيل المشغلة للإرهاب على مساحة الجغرافيا السورية دعما عسكرياً ولوجستياً على مدى سني الحرب المعلنة على سورية, فمنذ البداية اتضح دورها القذر المؤجج لنار الاقتتال لغاية متمثلة بأوهام تدمير و تقسيم سورية,

فإسقاط الدولة السورية بنظر الكيان الصهيوني سيغير الخريطة الجيواستراتيجية كاملة في المنطقة ومصلحتها الكبرى تستلزم ابقاء الحرائق مستعرة لاستنزاف الدولة والشعب السوري وبالتالي ضرب محور المقاومة الصامد بوجه مخططاتها العدوانية و التدميرية.‏

هدنة الجنوب السوري التي حشرت واشنطن ,ورغم مخاتلاتها المعهودة بتفكيك بؤر الارهاب ودحرجته من مكان لآخر ، في زاوية مصداقية اتفاقاتها مع موسكو لوقف اطلاق النار والتي لم تزل سارية المفعول لم ترق لإسرائيل المتربصة شراً على الحدود الجنوبية لأنها لجمت شرور ارهابييها وأجهضت مخططاتها للتوسع العدواني في الارض السورية وقطع الطريق على تقدم الجيش العربي السوري ، وما امتعاض قادة الاحتلال المتكرر وتشدقهم بأمن مزعوم إلا دليل واضح على مساعي الكيان الصهيوني الحثيثة لإجهاض هدنة الجنوب التي لوت ذراعه وشلت حركة التنظيمات الارهابية التي يشغلها لتنفيذ غاياته الشيطانية .‏

من يتابع ارتباك قادة الاحتلال واستنفار مسؤوليه العسكريين والسياسيين ، والاجتماعات المتواصلة لما يسمى المجلس الوزاري المصغر لحكومة الاحتلال «الكابينت» للبحث في كيفية خرق الهدنة يوضح مقدار الذعر الذي يسيطر على الصهاينة من انتصارات محور المقاومة ويثبت الفشل الذريع التي منيت به اسرائيل نتيجة انتصارات الدولة السورية التي اسقطت كل رهاناتها على ان يكون الجنوب السوري حزام نار مشتعلا ومنطلقاً لحرائق تريد امتداده وسكيناً مغروساً في الخاصرة السورية.‏

سورية تمضي باصرار واقتدار كبيرين باستراتيجيتها الصائبة لمحاربة الارهاب ، وليس كل ما تريده «اسرائيل» ومن وراءها امريكا ستحصلان عليه مهما ارتفع منسوب اسنادهما للإرهابيين ، فمع كل انتصار للدولة السورية يُدق اسفينٌ في نعش المشروع الصهيوني ، وفي كل شبر يتم تطهيره من رجس الارهاب تتهاوى اوهام التقسيم والعبث بوحدة الأراضي السورية المرجوة صهيونيا وأمريكيا.‏