انتصار إستراتيجي.. بقلم: ميسون يوسف

انتصار إستراتيجي.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٩ أغسطس ٢٠١٧

وتطهرت القلمون وسلسلة جبال لبنان الشرقية بمعارك نفذها الجيش العربي السوري مع المقاومة الوطنية اللبنانية وشارك الجيش اللبناني فيها بما يتناسب مع طبيعة التهديد وسيطرة الإرهابيين على أرض لبنانية، وباتت بذلك الحدود اللبنانية السورية نظيفة من الإرهاب واستعادت سورية السيطرة على كامل الحدود لتكسر في ذلك قراراً عدوانيا صهيوأميركياً اتجه منذ الأشهر الأولى للعدوان على سورية إلى استعمال الإرهاب والعمل المسلح لاستباحة الحدود السورية الدولية وإفقاد الدولة سيطرتها عليها لفتح الطريق أمام تحقيق الهدف الإستراتيجي الأساس الذي من أجله انطلق العدوان على سورية.
انتهت المعركة الأخيرة في القلمون وجرود القاع ورأس بعلبك بنصر كبير حققته الأطراف الثلاثة الجيش العربي السوري والجيش اللبناني والمقاومة، تحت تسميتين مختلفتين لمعركة واحدة دخلها الجيش اللبناني باسم «فجر الجرود» وأصر على إعلان عدم التنسيق مع الجيش العربي السوري والمقاومة لفظيا، رغم أن التنسيق كان واضحاً للعيان عملياً تعبر عنه ساعة الصفر الواحدة والميدان الواحد والإيقاع الواحد وأخيراً وقف النار في لحظة واحدة واعتماد مخرج واحد فرض على الإرهابيين هو استسلامهم وفقا لشروط الأطراف الثلاثة.
انتهت المعركة بنصر إستراتيجي للبنان وسورية، نصر يراكم انتصارات محور المقاومة الذي يمضي قدما ومنذ سبع سنوات في مواجهة العدوان الذي يستهدفه ويستهدف المنطقة، نصر له نكهة أخرى هذه المرة حيث يجد المعنيون أن الجيش اللبناني الذي منع في العام 2014 من مواجهة الإرهاب ما تسبب بخطف عسكرييه وإقامة قواعد إرهابية على أرض لبنان من أجل المس بسورية والإضرار بها، وإذ نجد هذا الجيش الذي كادت تكون الأوامر الموجهة إليه من السلطة السياسية اللبنانية التي ناصبت العداء يومها لسورية «احموا الثوار» أي الإرهابيين، يحارب الإرهاب ويجتثه من أرض لبنان متناغما مع الجيش العربي السوري والمقاومة، سواء بتنسيق أم من غير تنسيق كما يقولون من أجل المحافظة على وضع داخلي وعلاقة دولية كما يتخيلون.
انتهت معركة تحرير القلمون وعاد الأمن إليها وزال التهديد عن الخاصرة الغربية لدمشق وأصبح طريق حمص دمشق أكثرا أمنا واستقرارا، نصر ما كان ليحصل لولا ذاك القرار الإستراتيجي الكبير الذي اتخذ بحسم وعزم ونفذه الجيش العربي السوري مع حلفاء صادقين خاضوا الميدان بكفاءة وشجاعة وخرجوا منه تكلل جباههم أكاليل الغار معلنة انتصارا نظيفا تحقق في مهلة قصيرة، فطهرت مساحات شاسعة في أرض جبلية وعرة وفرض على الإرهابيين استسلام يسجل في نوعه أنه يتحقق للمرة الأولى بهذا الشكل وأخرجوا من غير سلاح لينتقلوا من مكان يسهل فيه عليهم القتال والمناورة في المناطق الجبلية إلى مكان يسهل على الجيش العربي السوري قتالهم في أرض أقل تحصينا ووعورة، وكان مشهد خروجهم إشارة واضحة إلى أن داعش هزمت وأن عملية تصفيتها قيد التنفيذ وأن عودة الأمن إلى سورية إنما هو مسألة وقت فقط.