الحرب مع كوريا الشمالية.. الخطة السرية للبنتاغون.. بقلم: ناصر قويدر

الحرب مع كوريا الشمالية.. الخطة السرية للبنتاغون.. بقلم: ناصر قويدر

تحليل وآراء

الخميس، ١٢ أكتوبر ٢٠١٧

تناولت لوبوف غلازونوفا في صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” إمكان أن يغامر ترامب عسكريا في شبه الجزيرة الكورية لحل مشكلاته السياسية الداخلية. وكتبت غلازونوفا في تحليلها ما يلي :

توالت في الفترة الأخيرة تصريحات القادة الأميركيين حول احتمال شن عملية عسكرية ضد كوريا الشمالية. وقد صرح وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بأن على القوات الأميركية أن تكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية ساحقة ضد كوريا الشمالية. وفي أوقات سابقة، وفي العديد من المناسبات، المح الرئيس الأميركي إلى عدم فعالية الأدوات الدبلوماسية في الضغط على بيونغ يانغ.

من جانبه، قال جيمس ماتيس في اللقاء السنوي لرابطة العسكريين الأميركيين إن “الجيش الأميركي يجب أن يكون مستعدا للخيار العسكري، الذي قد يلجأ إليه رئيسنا إذا تطلبت الضرورة”.
ومن الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها ماتيس بمثل هذه التصريحات. وكذلك هو حال ترامب، الذي هدد مرارا باللجوء إلى خيار الحرب لحل المسألة النووية الكورية، حيث يعتقد الرئيس الأميركي أن المباحثات الصعبة مع كوريا الشمالية على مدى 25 عاما لم تؤد إلى نتيجة مثمرة، وأن الكوريين الشماليين “انتهكوا الاتفاقات التي تم توقيعها معهم قبل أن يجف الحبر على ورقها، كما كتب عن ذلك دونالد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، ملمحا في الوقت نفسه إلى أن “شيئا وحيدا سيعمل …”. ومع أن ترامب امتنع عن توضيح ما هو هذا الشيء، فإن اللهجة الحانقة في قوله تشير ببساطة إلى الخيار العسكري.

بيد أن البنتاغون والبيت الأبيض يحاولان فقط إخافة النظام الحاكم في كوريا الشمالية، بحسب رئيس مركز أبحاث آلية سياسة الولايات المتحدة الخارجية في معهد الولايات المتحدة وكندا سيرغي صامويلوف، الذي لم يستبعد في مقابلة مع الصحيفة، أن يبدأ ترامب عملية عسكرية في شبه الجزيرة الكورية من أجل حل قضاياه السياسية الداخلية.

ولكن، حسب صامويلوف إن “خطر عزل دونالد ترامب أصبح ضعيفا في الوقت الراهن، ولكي يتخلص نهائيا من هذا التهديد، ما زالت المسافة بعيدة أمامه”. ويضيف صامويلوف: “في الوضع القائم، إذا وُجهت اتهامات جدية إلى الرئيس ترامب، تكون بمثابة مبرر لإزاحته عن مقعد الرئاسة، فمن الممكن آنذاك أن تدفع به نحو المغامرة كوسيلة لصرف انتباه الجمهور، وذلك عبر توجيه ضربات جوية إلى مواقع الصواريخ النووية في كوريا. ولا غرابة في ذلك، لأن السياسة الخارجية الأميركية قائمة هكذا: العوامل الداخلية تلعب دورا كبيرا في صياغة الموقف السياسي الخارجي.

لكن تصريح وزير الدفاع الأميركي يشبه محاولة لممارسة الضغط على قادة كوريا الشمالية. ومن الممكن أن يكون إدلاؤه بهذا التصريح قد تم بطلب من الرئيس الأميركي. إذ إن الرئيس الأميركي هدد شخصيا بتدمير كوريا الشمالية على منبر هيئة الأمم المتحدة، في حال ما إذا شكلت تهديدا لمصالح الأمن القومي الأميركي. ولكن احتمال ضرب كوريا الشمالية يبقى ضعيفا”، برأي سيرغي صامويلوف.

ومن الجدير بالذكر أن مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هايلي قد اعترفت بأن مجلس الأمن استنفد وسائل الضغط على كوريا الشمالية لوقف برنامجها للصواريخ النووية. وقالت: “إذا واصلت كوريا الشمالية هذه السياسة المتهورة، فإن الولايات المتحدة سوف تضطر إلى الدفاع عن نفسها وعن حلفائها، وسيتم تدمير كوريا الشمالية، ونحن جميعا نعرف ذلك”.

وكيفما كان عليه الحال، فإن كوريا الشمالية لا تعتزم وقف تجاربها النووية، وتعلن باستمرار عن نجاحات لها في هذا الاتجاه.