لن تمنعوا سورية من تحقيق المعجزة.. بقلم: المهندس ميشيل كلاغاصي

لن تمنعوا سورية من تحقيق المعجزة.. بقلم: المهندس ميشيل كلاغاصي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٤ أكتوبر ٢٠١٧

من مصانع السلاح إلى المرافئ والمطارات والمعابر , إلى جحور الحقد والظلام إلى أيادي الوحوش أصلاء ووكلاء .. عبروا حدود الياسمين , وتعلقوا بأوهامهم لشطب تسعة اّلاف عام ٍ من الحضارة والتاريخ!.. ووضعوا رهاناتهم في مقامر واشنطن وباريس ولندن واسطنبول , وشحذوا سكاكينهم في مسالخ تل أبيب , وفخخوا اّمالهم في عبوةٍ أو حزامٍ ناسف , في "ربيع" الظلام !.
كيف سيقنعون الأجيال القادمة , "بثورات" قادها أتراكٌ وعربٌ وبلغار وأنغوش وبلجيك وألمان ...إلخ, نهلوا فيها من علوم وفكر ترامب وأوباما وهيلاري وهنري ليفي وبرجنسكي وكيسنجر وتسبي ليفني ونتنياهو وأردوغان!, حمل فيها القطريون والسعوديون والأتراك  راية "الحرية والديمقراطية" هدية ً للسوريين ولغير عرب!.
فقد ضاقوا ذرعا ً , بإخفاء حقيقتهم وغاياتهم وعمالتهم , واعتقدوا أن الحرب تبدأ وتنتهي وتغادر العقول والقلوب , في عالم ٍ يفقد ذاكرته شيئا ً فشيئا ً , يقول فيه الواقع الشرير كلمته , وتجاهلوا أن الحروب المدمرة ستبقى
في عقول مصنّعيها من الديمقراطيات الغربية , ودول الإستعمار القديم والحديث , وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي , وسيبقى الخطر يتهدد الجميع في وقت ٍ تغيب فيه العدالة الأممية والإنسانية , وتنحاز فيه عديد الدول نحو طاعة الثور الكبير.
فلا تزال أشباح الحروب المصيرية الساخنة تخيم على الدول والشعوب في سوريا وليبيا والعراق واليمن, ولا تزال المهل والفرص تُمنح بسخاء لإرهابيون ومسلحون و لمعارضات خائنة ؟ , وسط توفر الأدوات , وعلى مقربة من إكتمال العقد الإرهابي الجديد , وفي ظل الإنقسام الدولي الكبير, تستمر الفوضى وتتنوع معه وتتسع دائرة المواجهات وصراعات المشاريع الدامية.
ويحاول الغرب المتوحش أن يفرض استدامة سخونة الصراعات على كافة الجبهات العربية – العربية من جهة , ليعرض "سلامه" المخزي والمهين من جهة ٍ أخرى , بلغة الوسيط أو بالعدوان المباشر, وسط مشاهد الذل والعار لمن نقل سلاحه من كتف العروبة إلى كتف العبودية والعمالة , ومن استبدل العدو الإسرائيلي بعدو ٍ اّخر إفتراضي , لم يتوان يوما ً عن دعم القضية الفلسطينية , ومؤازرة كل من حمل راية المقاومة والحق , وبالوقوف جنبا ً إلى جنب  مع صناديد الأبطال والمقاومين الذين هبوا للدفاع عن أوطانهم ومصير وحياة شعوبهم .
ويلٌ لمن يسير في ركاب الوحوش , و "يُزهر" في ربيعهم , ويرى بعيونهم مستقبل سوريا عبر تدميرها وتقسيمها وتهجير شعبها ونُخبها , وسرقة ثرواتها ومقدراتها وقرارها ودورها , ويبقى الأمل معلقا ً على أسودها وشرفاء الأمة ومقاوميها , فلن يطول زمن إنتصارهم, بعدما اختبر الطغاة شدة بأسهم وصلابة إيمانهم بالله وبالنصر والحرية , فلن يستطيع أحد ٌ منع سوريا من تحقيق المعجزة.