الحلم الأمريكي يسقط عند نعل الجندي السوري.. بعد استقباله بالورود في حماه فورد يقر بالهزيمة

الحلم الأمريكي يسقط عند نعل الجندي السوري.. بعد استقباله بالورود في حماه فورد يقر بالهزيمة

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣١ أكتوبر ٢٠١٧

لم يعد هناك من يرش الأرز والورد على الأمريكي عند دخوله إلى أرض سورية تحت سيطرة الدولة، لقد تلاشت كل أحلام راعي البقر واختفى معظم هؤلاء المصفقين لكل محتل فبعضهم بات في الخارج هارباً وبعضهم عاد لحضن الدولة ومن تبقى لاقى عزرائيل باكياً من نهايته.
بعض المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة هي تلك الوحيدة فقط التي تضج بالساجدين لكل راية أجنبية، في الشمال السوري خرج صبية وبنات ونساء ورجال بالتصفيق والرايات التركية عند دخول قوات بني عثمان إلى الشمال السوري لتطويق عفرين، وقد فعل أبناء جلدة هؤلاء ذات الفعل عند دخول روبرت فورد إلى ساحة العاصي بحماة في العام 2011، وفي الرقة تُرفع الرايات الشعوبية بحماية الولايات الأمريكية.
لكن الزمن يتغير، وزمجرة عسكر الآلهة في سوريا يخفون كل أصوات زعيق مخلوقات العالم السفلي من ملتحين دواعش وسلفية، إلى شعوبيين وانفصالية، لقد اعترف السفير الأمريكي السابق روبرت فورد أن الحكومة السورية عززت سلطتها على غرب وشرق البلاد، وأن “الحرب الأهلية” السورية دخلت مرحلة جديدة، لافتاً إلى إلى أن بلاده ليست لديها خيارات جيدة في سوريا، وبعض هذه الخيارات المتاحة أسوأ من الأخرى، كما أن الأمل في إخراج القيادة السورية من السلطة، وتحقيق انتقال للسلطة يتلاشى، إن لم يكن قد أصبح بعيد المنال وخياليا، بالإضافة إلى أن خيار دعم القوات المعارضة يجب أن يخرج من المعادلة، وذلك لأن الجيش السوري عازم على استعادة كامل البلاد، وقد ينجح في ذلك، بحسب فورد.
هذا التصريح خرج من ذات الرجل الذي تم استقباله بالأرز والورد في حماة، هو من أعلن موت الحلم الأمريكي عند نعل جندي سوري، اعتراف من العيار الثقيل كفيل بإخصاء كل أماني من يُسمون بالمعارضون ومن استقبلوا فورد بالورود.
إن كان فورد المكلف ميدانياً واستخباراتياً وسياسياً بالتواصل مع جماعات المعارضة والمسلحين ولعب دوراً كبيراً في دعم هؤلاء مادياً ولوجستياً قد اعترف بالهزيمة، فإن ذلك يعني بأن جميع من راهنوا على قبعة راعي البقر التكساسية سيكون عليهم الهرولة إلى حضن الوطن أو الارتماء عند ساقي عزرائيل متوسلين إليه.
الخيارات الأسوأ بالنسبة لواشنطن بحسب فورد قد تكون الجلوس مع موسكو إلى طاولة مفاوضة تعلن عن الحل السياسي وموعده، فدعمها للأكراد ضمن سوريا الديمقراطية آني ولا يمكن أن يحقق لها مكسباً طويل الأمد بعد فشل فدرلة العراق وسلخ ما يُسمى بكردستان عنه، أو قد يكون على واشنطن إعادة الكرة في دعم جماعات مسلحة عربية وهنا ستكون قد عادت الوقوع في خف التطرف إذ أن الغالبية الساحقة من المسلحين العرب متأثرون بالفكر الوهابي نتيجة المد السعودي والخليجي والتأثير المالي فيهم.
بالتالي كلما مضى الوقت أكثر كلما ضاقت خيارات واشنطن أكثر، وهنا لا بد من التذكير بما أعلنه رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما فلاديمير شامانوف أنه تم تنفيذ المهام الرئيسية للعملية العسكرية الروسية بسوريا، قائلا إن الجيش السوري سيسيطر على الحدود الشرقية قبل نهاية العام.
هذه رسالة روسية مباشرة للأمريكي ومن معه، مهما تم دعم ميليشيات شعوبية في الجزيرة السورية فإن الجيش السوري وحلفاؤه عازمون على السيطرة هناك بشكل كامل، هذا يُربط مع ما تم تسريبه عن مصادر سورية عندما قالت بأن تنظيم داعش قد انتهى بشكل رسمي ولم يبتق سوى جيوب وخلايا هاربة.
إذاً فالمعركة الأشد القادمة ستكون مع أدوات أمريكا والخليج الأعرابي من جهة والجيش السوري وحلفائه من جهة أخرى.
عاجل