تغريدة الغراب.. بقلم: نبيه البرجي

تغريدة الغراب.. بقلم: نبيه البرجي

تحليل وآراء

الخميس، ٢ نوفمبر ٢٠١٧

أغبياء، يا صاحب المعالي، ولكن ليس الى هذا الحد…
قلت «ان من يعتقد أن تغريداتي موقف شخصي يعيش في الوهم، وسيرون في الأيام المقبلة ما سيحصل». بادىء بدء… سؤال هامشي : هل تتكلم باسم بنيامين نتنياهو أم باسم دونالد ترامب ؟ ثمة ما يثير السخرية حقاً…
كيف يمكن أن يتبادر الى مخيلتك، وهي تشطح في كل الاتجاهات، اعتقادنا أنك تعكس موقفاً شخصياً. نعلم كيف تجثو، ويجثو غيرك أمام أولياء الأمر، وأمام أولياء أولياء الأمر. نعلم أيضاً انك لا تتجرأ حتى على الدخول الى غرفة النوم، الموشاة بصور من نعلم وتعلم، الا عندما يأتيك الضوء الأخضر أو الأحمر.
ترانا لا نعرف، وأنت في مملكة أفلاطون حيث تصدّرون براميل الديمقراطية بدل براميل النفط، أنك لا تستطيع أن تتفوه بكلمة، بنصف كلمة، الا بأمر الحاكم بأمر الله الذي هو يقول، والروبوت برتبة وزير أم برتبة نادل، ينفذ….
الغريب أنك نطقت بتلك العبارة لتخبرنا بأنك مجرد ببغاء في يد الذين استساغوا اللغة الهابطة التي تستخدمها ضد لبنان، وانت وزير الدولة لشؤون الخليج، ولست وزير دولة لشؤون المتوسط. ربما سقطت عند أبواب الدوحة فاستدرت نحو أبوابنا التي سقط أمامها كل ملوك التوراة، وستسقط…
كاتب هذا الكلام بعيد عن ثقافة «حزب الله»، تحديداً عن البنية الايديولوجية للحزب. هنا أكتب لأقول ان من تصفه بـ«حزب الشيطان» هو الذي لوى عنق آرييل شارون حين كنتم تحملون تلك السلة الديبلوماسية البائسة، وتدورون بها، دون طائل في أروقة الأمم.
من يكتب هذا الكلام عربي، وعروبي، حتى العظم، ويرفض أن تكون أي من دولنا ضاحية للقريب وللبعيد، وان كان القيّمون، ببغائياً، على العروبة قد باعوا حتى لحاهم لدونالد ترامب ولغيره من مصاصي الدماء.
مرة أخرى… أين كنتم حين كان لبنان تحت الاحتلال؟ أين كنت أنت الذي تتكلم بلهجة الفيلد ماريشال مونتغمري، وبالكاد تصلح رديفاً لذلك الماريشال «الأهبل» والمرتزق الذي يبيع السودان قطعة قطعة؟
يا رجل، ثقافة التعالي، والغطرسة، وازدراء الآخرين، باتت مزرية بل ومخزية. هل تراك تدري، وتدري، ما أصاب أهل العزم والحزم في اليمن، وكيف تحولت العاصفة الى زوبعة في فنجان ؟ الفنجان الذي يطفح بدماء أهلنا وأهلكم.
قلت «المسألة ليست تطيير الحكومة بل يجب تطيير «حزب الله». هل هي المصادفة فقط أن يتقاطع موقفك، يا صاحب المعالي، مع مواقف بنيامين نتنياهو وعقوبات صديقك ادوارد رويس الذي هو أحد أركان «مؤسسة حلفاء اسرائيل»؟
«تطيير حزب الله». هل تدعونا للنزول الى الملاجىء، وقد قلت «الآتي سيكون مذهلاً بكل تأكيد». علينا أن نتوقع آلاف صواريخ التوما هوك تنقض علينا بأمر من أسنان ثامر السبهان. هو الذي يعلم، وينبغي أن يعلم، أن كل صواريخه، وكل قاذفاته، وكل ملياراته، لم تتمكن من هزيمة الحفاة، وحتى الهياكل العظمية، في اليمن.
«وسترون في الأيام المقبلة ما سيحصل». ألهذا أستدعي الرئيس سعد الحريري (أعانه الله) الى الرياض. اذاً، بضعة أيام لا غير و«يطير» «حزب الله»، أي يختفي من الوجود، ويدخل معالي الوزير على ظهر دبابة الى القصر الجمهوري. كيف؟
انتبهوا، السبهان كان واضحاً، وقال ان تغريداته (أيها السذّج) ليست موقفاً شخصياً. الرجل شفاف ويريد ابلاغنا بأن اللقاءات مع الشقيقة اسرائيل بلغت ذروتها. القرار اتخذ، لماذا لا تصارحنا الا اذا قيل لك انك ستزور الضاحية الجنوبية، كما زرت الرقة، وتلذذت، بدشداشتك الحريرية، بمرأى الخراب ؟
قلنا لك لا علاقة لنا بـ«حزب الله»، ولكن أيها الوزير، كلامك اهانة لكل لبنان. لرئيس الحكومة بالدرجة الأولى، وهو الذي يعاني، بالاضطرار القاتل، من اللهجة ومن التعاطي، وحيث عقاب من لا يمتثل اسقاطه عن المسرح، مهما علا كعبه.
الحريري شريك لـ«حزب الشيطان». لا شك أنه تساءل كيف يمكن «تطيير» الحزب دون «تطييره» وحكومته، وربما دولته، اذا ماكان هناك من سيناريو لتفجير لبنان.
هذه المرة، لن نتعامل مع كلام الوزير السعودي على انه «تغريدة غراب»، بل سنستنفر، ونقول للسبهان اما أن تنفذ تهديداتك أو تذهب الى حيث يفترض أن يذهب كل من يمتطي دابّة دونكيشوت ويحارب طواحين الهواء.
هل تدعون، بعد كل هذا، للشيخ سعد بطول الأناة أم بطول الاقامة. الاقامة أين…؟!
الديار