ترامب يزرع الرعب في العالم.. بقلم: رابح بوكريش

ترامب يزرع الرعب في العالم.. بقلم: رابح بوكريش

تحليل وآراء

الخميس، ٧ ديسمبر ٢٠١٧

مازال العالم الإسلامي تسوده الدهشة والاضطراب بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ، الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل في خطوة جديدة تعرقل مسار عملية السلام بين الفلسطينيين والحكومة الإسرائيلية . جاء ذلك بعد اجتماع ترامب مع فريق إدارته في البيت الأبيض، والذى قال ترامب قبل انعقاده في تصريحات للصحفيين إن قراره بشأن القدس جاء بعد دراسة وتفكير طويلة، وأن هذا القرار "تأخر كثيراً" . سيسجل التاريخ أن يوم 6 دسمبر من عام 1917 مساءا هو اليوم المشؤوم الذي اعلان فيه رئيس امريكي متهور" القدس عاصمة لإسرائيل " ليس هناك شك فإن أمريكا قد أصابها الفزع ودخلها الانحلال بعد الانتصارات التي حققتها روسيا وايران وحزب الله في سوريا . لهذا فإننا نشعر أنه من العبث القول إن هذا القرار جاء بعد دراسة وتفكير طويل . كل شيء يدل على أن امريكا لم تساهم مساهمة حقيقية في طرد داعش من سوريا أو العراق ولهذا فإنها تريد أن تنشر الرعب في العالم من خلال فكرة القدس عاصمة لإسرائيل . ومع الأسف الشديد هناك الكثير من الحكام العرب الذين مازالوا يتجاهلون هذه الحقيقة !!! على كل فإننا لا ننتظر من هؤلاء الحكام أن يفعلوا شيئا . الحقيقة الواضحة تما هي : أن سياسة الخضوع لأمريكا – قد كلفتنا ضياع القدس الشريف . إنه أمر خطير لأنه يجعل من تضحيات شهدائنا الذين دفعوا عن القدس منذ قرون في خبر كان . وعلى كل حال فإن لحظة الاختيار قد دقت ، وهي إما أن يعترف الحكام العرب أن ما يجري في الشرق الأوسط من مؤامرات ودسائس و ارهاب من ورائه الصهيونية العالمية ، وإما نضع أنفسنا منذ الآن رهن إشارة إسرائيل . إن الكلام الحقير التي تذيعها الحكومة الأمريكية بفرحة ساذجة حول عملية السلام في الشرق الأوسط لم تعد تغالط أحدا أو يغتر بها أحد إلا من أراد أن يغتر بها أو ينخدع . أن السياسة التدميرية التي تسلكها أمريكا إزاء الدول العربية هي سياسة عابثة – وقد بلغت دروتها اليوم بعد الإعلان المشؤوم ... وقد بلغت اليوم في أقصى شدتها بالنسبة للمأساة الفلسطينية وتزيد من فظاعة هذه المأساة . على كل حال فإن الأمور لن تهدئي في العالم بعد هذا الإعلان وأن امريكا لن تنعم بألمان ... وسيثور ضدها كل مسلم يحب دينه لأن هذه الخطوة لا يمكن إلا أن تفسر بأنها عدائية للعالم الإسلامي . لا شك أن المشكل الفلسطيني صعب الحل ، ولكن هذه الصعوبة لا تبرر امتناع الفلسطينيين من الكفاح السلمي من اجل حقوقهم المشروعة كما فعل الشعب الهندي .